الأمير: اعتمادنا على مصدر دخل واحد لا يدعو للاطمئنان
سموه افتتح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية ودعا إلى نقل «الصورة الناصعة للكويت المسالمة»
• «الدبلوماسية خط الدفاع الأول عن أمن الكويت ومصالحها ومطلوب شرح النقلة الاقتصادية والتنموية للدولة»
رسم أمير البلاد خريطة طريق للجسم الدبلوماسي الكويتي في العالم من خلال توجيهات دعت إلى اعتماد الدبلوماسية الاقتصادية ونقل الصورة الناصعة للكويت المسالمة إلى العالم.
• «الدبلوماسية خط الدفاع الأول عن أمن الكويت ومصالحها ومطلوب شرح النقلة الاقتصادية والتنموية للدولة»
رسم أمير البلاد خريطة طريق للجسم الدبلوماسي الكويتي في العالم من خلال توجيهات دعت إلى اعتماد الدبلوماسية الاقتصادية ونقل الصورة الناصعة للكويت المسالمة إلى العالم.
اعتبر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ان الدبلوماسية بما تمثله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية هي «خط الدفاع الاول عن امن الكويت ومصالحها»، داعيا الدبلوماسيين الكويتيين في العالم الى نقل «الصورة الناصعة للكويت المسالمة».وقال سموه، في كلمة له خلال رعايته حفل افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية السابع في قصر بيان ظهر امس، ان «الكويت تنعم بوحدة وطنية عالية وديمقراطية نفخر بها، اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الانسان»، مضيفا ان «المتغيرات الاقليمية والدولية تضعنا أمام واقع يحتم التعامل معه بأقصى درجات المسؤولية».
وأضاف أن «اعتمادنا على مصدر واحد للدخل لا يدعو للاطمئنان والمطلوب شراكات استراتيجية لتنويع المصادر»، داعياً الدبلوماسيين الى اعتماد «الدبلوماسية الاقتصادية التي تحقق المصالح العليا للكويت»، إذ ان المطلوب شرح النقلة الاقتصادية والتنموية للدولة.وفي ما يلي نص كلمة سموه:«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.أصحاب السمو والمعالي والسعادة، أبنائي وبناتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني أن ألتقي بكم في حفل افتتاح مؤتمركم السابع لرؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية وأن أشارككم هذا التجمع الذي يشدني اليه تاريخ طويل عايشت أيامه بسعادة مع أبناء وإخوة أعزاء، وهو بلا شك يمثل ايضا فرصة سانحة للالتقاء بإخوانكم المسؤولين في وزارة الخارجية والوزارات والمؤسسات الأخرى في الدولة لتتبادلوا معهم وجهات النظر بما يخدم مصلحة العمل وبحث المعوقات التي تواجهونها وايجاد السبل الكفيلة للارتقاء بعملكم الدبلوماسي لتتمكنوا من تحقيق الأهداف والغايات التي نسعى جميعا لتحقيقها خدمة للمصالح العليا لوطننا العزيز.تحدياتأبنائي وبناتي. يأتي انعقاد مؤتمركم هذا في ظل ظروف ومتغيرات سياسية اقليمية ودولية يمثل بعضها تحديات غير مسبوقة، وكانت منطقتنا الأكثر تأثرا بها اضافة الى أزمة اقتصادية عالمية طالت اثارها سائر دول العالم لتضعنا أمام واقع سياسي واقتصادي لا مجال فيه الا للعمل الجاد والدؤوب والتعامل معه بأقصى درجات الاحساس بالمسؤولية.انكم مدعوون لأن تنقلوا للعالم صورة الكويت الناصعة، البلد المسالم الكبير بطموح ابنائه الساعي دائما لمشاركة المجتمع الدولي فى الجهود الرامية لنشر السلام بين الشعوب وتحقيق الشراكة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في مجالات التنمية والبناء والمساهمة مع الاسرة الدولية في حل الكثير من النزاعات التي تهدد السلام في العالم والمشاركة في الجهود الهادفة للقضاء على ظاهرة الارهاب والسعي لمكافحة الفقر والامراض والنقص في الغذاء والمياه والطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والاستثمار في الانسان وايلاء المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع اهتماما مضاعفا يليق بالمكانة المرموقة بها. ولعل نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومساهمات الكويت في المؤسسات الدولية اسطع دليل على هذا النهج، كما ان دعوتنا مؤخرا الى قمة لحوار التعاون الآسيوي ما هي الا تجسيد لقناعتنا بأهمية مد جسور التعاون بين الدول الآسيوية وتحفيز العمل بينها والرقي به الى مجالات ارحب تحقيقا للمصالح المشتركة لدول القارة. أبنائي وبناتي، إنكم مطالبون بتحرك دبلوماسي وإعلامي واسع لنقل الصورة المشرقة لبلدكم الكويت وإبراز ما تنعم به من وحدة وطنية عالية وحياة ديمقراطية نفخر ونتمسك بها اساسها الدستور والعدالة واحترام حقوق الإنسان.إننا نواجه تحديات عدة في مسار عملنا الاقتصادي، لعل في مقدمتها اعتمادنا على مصدر دخل واحد، الامر الذي لا يدعو للاطمئنان ولا يحقق السلامة في تعاملنا مع اعباء ومسؤوليات ينبغي علينا تحملها للارتقاء بوطننا.وأنتم ومن خلال تواجدكم في مختلف دول العالم، ينبغي لكم نقل تجارب الدول الاخرى في مجال تنويع مصادر الدخل والبحث في مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة منها، بغية تطوير شراكة استراتيجية مع تلك الدول.الدبلوماسية الاقتصاديةأبنائي وبناتي، لقد أطلقنا منذ زمن نهجنا في الدبلوماسية الاقتصادية إيمانا منا بأنها ستحقق لنا المصالح العليا التي ننشدها لاقتصادنا وستتيح لنا افاقا متعددة للتعامل مع معطيات العالم الاقتصادية الاخرى، فليس معقولا ولا مقبولا ان نرى هذه التطورات الاقتصادية المتسارعة في العالم وألا يكون لنا معها تفاعل يتحقق من خلال الدبلوماسية الاقتصادية وتوفير كل مقومات النجاح اللازم لها، وهو ما يلقي على كاهلكم مهمة شرح النقلة الاقتصادية التي تنشدها الدولة وإبراز ما اتخذته الحكومة من خطوات قانونية وتشريعية، والبدء في تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية الكبرى تهدف الى اتاحة الفرص الاستثمارية والتجارية للقطاع الخاص وللمستثمرين الاجانب.أبنائي وبناتي، ان الدبلوماسية الكويتية امانة في اعناقكم عليكم رعايتها ودعمها وتحقيق متطلبات النجاح لها بالعمل على تجسيد توجهات الدولة ورعاية مصالح ابنائها، وأن تضعوا دائما في اذهانكم ان هذه الدبلوماسية بما تمثله من مفاهيم نيرة وقيم حضارية راقية تمثل خط الدفاع الاول عن امن الكويت ومصالحها، وأن النجاح الذي حققتموه عبر مسيرتكم الدبلوماسية هو محل اشادة وتقدير، يضاعف من مسؤولياتكم ويضعكم امام استحقاقات عليكم الوفاء بها، وأشيد هنا بالجهود المتميزة التي يبذلها معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وحرصه المتواصل على الارتقاء الدبلوماسي ورعاية جهودكم.أبنائي وبناتي ان التطورات المتلاحقة في منطقتنا والتحديات التي نواجهها اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عملنا الخليجي المشترك هو خيار لا بديل عنه ينبغي علينا العمل على دعمه وتعزيزه في كافة المجالات، وعليكم ومن خلال عملكم الدبلوماسي اظهار صلابة الموقف الخليجي الموحد وإبراز دور الكويت ومشاركتها الفاعلة في قضايا امتينا العربية والاسلامية والقضايا الاقليمية والدولية.نسأل المولى تعالى ان يوفقكم لكل ما فيه خير ورفعة شأن وطنكم الكويت وأن يحقق لمؤتمركم كل النجاح والتوفيق.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».