الجزائر: تعرضنا لإرهاب دولي وحصيلة الضحايا إلى ارتفاع

نشر في 21-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-01-2013 | 00:01
No Image Caption
• بلمختار يتبنى العملية ويعلن استعداده للتفاوض مع الجزائر • قلق ياباني - نرويجي - بريطاني على مصير الرهائن

بدأت الدول المعنية بأزمة الرهائن في منشأة أن أمناس النفطية التي انتهت بشكل مأساوي أمس الأول، بتعداد خسائرها البشرية والمادية وقد رشّحت الجزائر ارتفاع حصيلة القتلى والمفقودين.
  بعد انتهاء عملية تحرير ما تبقى من الرهائن الذين احتجزهم إسلاميون في منشأة «أن أمناس» للغاز في جنوب شرق الجزائر بحمام دم أمس الأول، بدأت الدول والجهات المعنية في تلك الأزمة أمس، بتحديد الخسائر البشرية والمادية ومحاولة معرفة مصير المفقودين، إذ أكد وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد أن حصيلة الضحايا التي أعلنتها وزارة الداخلية سابقاً، «بمقتل 23 شخصاً (رهينة) والقضاء على 32 إرهابياً مؤقتة ومرشحة للارتفاع».

وقد تمكنت القوات الجزائرية من تحرير «685 موظفاً جزائرياً و107 أجانب» في عمليتها، كما ذكرت وزارة الداخلية الجزائرية.

وأوضح السعيد أن «الجزائر تعرضت لاعتداء من إرهاب دولي، فالإرهابيون ينتمون إلى ست جنسيات مختلفة ومنها جنسيات من خارج القارة الإفريقية».

من جهة أخرى، أكد تلفزيون «النهار» الخاص أنه تم العثور صباح أمس، على 25 جثة لرهائن في مصنع الغاز في «أن أمناس».

كما أكد شاهدا عيان من بين الرهائن المحررين أمس، أن الإسلاميين أعدموا الأربعاء الماضي، عند اقتحامهم مصنع الغاز تسعة يابانيين، وقُتل ثلاثة يابانيين بعدما فروا من الحافلة التي هاجمها المسلحون فجر الأربعاء، وهي في طريقها إلى مطار أن أمناس (130 كلم جنوب شرق) ناقلةً عمالاً أجانب، بحسب الشاهدين.

وفي السياق نفسه، أعلنت شركة «جاي جي سي كورب» أن 17 من موظفيها، بينهم 10 من اليابانيين لا يزالون في عداد المفقودين والأوضاع المحيطة بهم «خطرة».

من جهتها، ما زالت النرويج تجهل مصير خمسة من مواطنيها العاملين في مجموعة «ستاتويل» النفطية كانوا في المجمع عندما هاجمه إسلاميون.

تسجيل مصوّر

في غضون ذلك، أعلن مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس أمير كتيبة «الملثمون»، ومؤسس كتيبة «الموقعون بالدماء» عن تبنيه عملية الهجوم على المنشأة النفطية واختطاف الرهائن الغربيين في منطقة تيجنتورين في بلدة أن أمناس بولاية اليزي الجزائرية، مبدياً استعداده للتفاوض مع الجزائر والغرب.

وقال مختار بلمختار، في تسجيل مصور بثّه موقع «صحراء ميديا» الموريتاني أمس، وعرّف فيه نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم «القاعدة» الأم، وذلك بعد أشهر من انشقاقه عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي: «إننا في تنظيم القاعدة نعلن تبني هذه العملية الفدائية المباركة». وعبر بلمختار في التسجيل عن استعداده للتفاوض شريطة وقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال «نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم، خصوصاً إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد».

وأضاف بلمختار أن عملية الهجوم على مصنع تيجنتورين «قادها 40 مجاهداً مهاجرون وأنصار من بلاد إسلامية شتى، بل حتى من بلاد الغرب باسم الموقعين بالدماء»، مؤكداً أنها تأتي انتقاماً من النظام الجزائري «لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضنا وأجوائنا لقتل أهلنا وإخواننا في مالي».

كاميرون وأوباما

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس مقتل ثلاثة بريطانيين في عملية احتجاز الرهائن في الجزائر، مرجحاً مقتل ثلاثة بريطانيين آخرين في هذا الهجوم.

واعتبر كاميرون بعد اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبدالمالك سلال صباح أمس، أن مسؤولية سقوط ضحايا في عملية تحرير الرهائن «تقع بالكامل على الخاطفين» وليس على الحكومة الجزائرية.

وعبّر أيضاً عن رغبته في إدراج مسألة مكافحة الإرهاب «في أولوية جدول أعمال» مجموعة الثماني التي تتولى بريطانيا رئاستها في العام 2013. من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن 22 بريطانياً نجوا من عملية الاحتجاز وهم في طريق العودة إلى بريطانيا.

كما صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أنه يجب «عدم التهاون في مواجهة الإرهاب».

ونفى الوزير أن تكون فرنسا امتنعت عن انتقاد الجزائر بسبب الإذن الذي أعطته للطائرات العسكرية الفرنسية التي تدخلت في مالي قبل أسبوع بالتحليق فوق الجزائر.

أوباما وهولاند

وفي السياق نفسه، حمّل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، «الإرهابيين» مسؤولية مقتل الرهائن في الجزائر، معتبراً أن الهجوم على منشأة الغاز في البلاد يذكّر باستمرار تهديد تنظيم «القاعدة ومجموعات متطرفة عنيفة أخرى في شمال إفريقيا».

من جهته، دافع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، عن طريقة تعامل الجزائر مع أزمة احتجاز الرهائن.

وقال أثناء زيارة قام بها إلى منطقة «تول» في وسط فرنسا «إن السلطات الجزائرية لم يكن أمامها خيار سوى اقتحام مجمع الغاز الذي احتله متمردون إسلاميون».

(الجزائر - أ ف ب،

 رويترز، يو بي أي)

back to top