تهاني راشد: السينما التسجيليّة تدخلني في صراع مع نفسي

نشر في 10-06-2013 | 00:02
آخر تحديث 10-06-2013 | 00:02
كرم مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته السادسة عشرة المخرجة تهاني راشد عن مجمل أعمالها السينمائية.
في حوارها مع {الجريدة} تحدثت تهاني عن أعمالها، وترؤسها للجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية.
كيف ترين تكريمك في الدورة الأخيرة من مهرجان الإسماعيلية؟

التكريم من بلدي له مذاق خاص، فعندما أقدم أفلاماً تسجيلية خارج مصر وداخلها ويتم تكريمها في بلدي الذي نشأت فيه، أشعر بالسعادة وبالمسؤولية في الوقت نفسه، خصوصاً أن مهرجان الإسماعيلية من المهرجانات الدولية التي لها اسم وتاريخ في السينما التسجيلية.

 

ماذا عن مشاركتك كرئيسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية؟

أخبرني القيمون على المهرجان باختياري كرئيسة للجنة، وهذه المهمة بالنسبة إلي إحدى المهام المفضلة على المستوى الفني، لأنني أستمتع بالأفلام المعروضة والمشاركة في المسابقة خلال مشاهدتها، وأجلس للنقاش مع مخرجين وسينمائيين مثلي للحديث حولها، الأمر الذي يفيدني على المستوى الشخصي، فضلاً عن أن مستوى الأفلام المشاركة في المهرجان مرتفع للغاية وسعدت بمتابعتها.

 

هل شاهدت الأفلام التي تقدمت للمهرجان؟

لا. كلجنة تحكيم لم نشاهد سوى الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة في المهرجان، فالمهرجانات الدولية لديها لجان أولية، تشاهد الأعمال المقدمة لاختيار المناسب منها.

على رغم أنك لم تدرسي الإخراج، فإنك أصبحت واحدة من أبرز المخرجين التسجيليين، فما السبب؟

سافرت إلى كندا وكان عمري 18 عاما فقط، وخلال هذه الفترة درست الفنون الجميلة، واضطررت إلى العمل لتوفير حياة أفضل. وبعد مرور عامين، شعرت أنني لم أجد في الفنون الجميلة ما أريده، حتى التقيت بمجموعة من الأصدقاء قادمين من الولايات المتحدة إلى كندا، لتصوير فيلم تسجيلي، فتعاونت معهم، وأصبحت هذه مهنتي. صحيح لم أدرس السينما، لكنني اكتسبت حرفيتها من خلال التعامل مع سينمائيين، ووجدت فيها ضالتي، فهي تجمع بين الفن والعمل مع الناس.

أقمت في الخارج لفترة طويلة، هل ترين أن الأفلام التسجيلية مظلومة في الوطن العربي؟

بالتأكيد، فأنا على وشك اعتزال تقديمها، خصوصاً أن أعمالنا لا تُعرض على الجمهور، لأن المحطات الفضائية لا ترحب بها ولا تطلب شراءها. كذلك لا تتوافر صالات عرض يمكننا عرض أعمالنا فيها. صحيح أن الوضع تغير قليلاً أخيراً بسبب انتشار الإنترنت وإمكان عرض الأعمال عبر اليوتيوب، لكن في النهاية هذا الأمر لن يحل المشكلة. نحن بحاجة إلى عرض أعمالنا على أكبر جمهور ممكن، وهو ما لن يتوافر باليوتيوب. شخصياً، لديَّ ثلاثة أفلام تسجيلية طويلة، لكن لم أتمكن من عرضها للجمهور، مع انها شاركت في مهرجانات سينمائية وحصدت جوائز. لكنني في النهاية لا أرغب في تقديم أعمالي لـ500 فرد فقط من الجمهور، على رغم أهميتهم، لأن السينما لا بد من أن تكون متاحة للجميع.

هل حاولت التواصل مع الموزعين في مصر؟

لا، فأنا لا أجيد هذا الأمر. التوزيع مهنة لها الخبراء فيها، ويجب أن تكون لديهم القناعة بالعمل والرغبة في التسويق.

كيف كنت تعالجين مشكلة التسويق في كندا؟

كنت أتعامل مع مجلس الأفلام القومي في كندا، ودوري كمخرجة كان أن أنتهي من عملي وأسلمه له بعد موافقته على الفكرة، وذلك من دون أي استعجال من المجلس. أما التسويق والتوزيع فمن اختصاص المجلس وليس لي كمخرجة شأن بهما. في النهاية، لم أرغب في العودة إلى هناك لاهتمامي بقضايا بلدي، ورغبتي في أن أقدم الفن لأهله.

 

لماذا لم تتجهي إلى الأفلام الروائية الطويلة، كما تتجه غالبية المخرجين؟

ثمة فارق كبير بين الأفلام الروائية الطويلة والأفلام التسجيلية. بالنسبة إلي، فهي مهنة ثانية مختلفة عن مجال عملي كمخرجة تسجيلية، لأنني أتعامل في أفلامي مع الجمهور، وأصوِّر حياته، ويتحول إلى صديق لي. أما التعامل مع الممثلين فأمر مختلف تماماً. حاولت الدخول في هذا المجال مرة واحدة، لكني لم أشعر بالراحة، فالإبداع في كل من المجالين مختلف.

كيف تحضرين لفيلمك؟

أستقر على الفكرة التي سأقدمها وأستغرق في التحضير لها مدة لا تقل عن خمسة أشهر على الأقل، أكتسب فيها ثقة من أتعاون معهم في الفيلم بحيث لا يشعرون بالغربة عندما يأتي فريق العمل المصاحب ويكونون على طبيعتهم، ما يساعد على خروج الفيلم بشكل جيد.

هل وجدت صعوبة في التحضير لبعض الأفلام؟

بالطبع. كنت أرغب في تقديم فيلم {أربع نساء من مصر} منذ بدأت الإخراج، وتقدمت بفكرته كمشروع للمجلس الكندي، لكنهم تحفظوا عليه بسبب تقديمه خارج كندا، ولأنني كنت ما زلت في بداية مشواري كمخرجة ظل المشروع مؤجلا حتى وافقوا عليه بعد 15 عاماً.

فيلم {سريدا امرأه من فلسطين}، هل تأثر بطبيعة الجهة المنتجة له؟

لا. لا يتدخل الإنتاج في المحتوى، لكن المشكلة الدائمة كانت بالنسبة إلي خلال تواجدي في كندا اهتمامي بالوطن العربي وقضاياه، وكنت أتمنى أن تكون أعمالي جميعها حول هذه المنطقة، وإن كنت لم أستطع تصوير جميع أفلامي خارج كندا، نظراً إلى الميزانية الكبيرة التي تتكلفها.

 

هل دفعتك الظروف التي تمر بها السينما التسجيلية إلى التفكير في الاعتزال؟

جعلتني الظروف أعيش في صراع داخلي مع نفسي، تتقاسمه رغبتي في العمل وتقديم مزيد من الأفلام وتكوين صداقات جديدة من خلال أبطال أعمالي، فضلاً عن واقع يجعلني أشعر بالإحباط وعدم قدرتي على عرض أعمالي. يعتريني هذا الصراع منذ فترة طويلة ولا أعرف أي اتجاه سينتصر في النهاية، الحالم أم الواقعي؟   

back to top