هل أزور الطبيب النسائي سنوياً؟

نشر في 03-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 03-02-2013 | 00:01
من الجيد أن نعلم أن صحتنا جيدة، من خلال مراجعة طبيب الأسنان مرةً كل ستة أشهر، الخضوع لفحص العيون بانتظام، والفحص الطبي الروتيني. وقد دأبت نساء كثيرات على زيارة الطبيب النسائي كلّ عام للتأكد من صحتهن ومن صحة أعضائهن التناسلية. ولكن هل تحتاج النساء فعلا إلى زيارة الطبيب النسائي سنوياً للقيام بفحص عام؟ لطالما شكّلت «نعم» الجواب الأمثل، فما الجديد في هذا الإطار؟
تضمن الزيارة السنوية للطبيب النسائي الخضوع لفحص عنق الرحم الدوري للكشف عن سرطان عنق الرحم. إلا أن المبادئ الجديدة في هذا الشأن توصي النساء، لا سيما الشابات بتقليل عدد مرات الخضوع لهذا الفحص في حين توصي المتقدمات في السنّ بالامتناع عنه. وبهذا لم يعد عدد كبير من النساء بحاجة إلى اتباع هذا الطقس الصحي السنوي.

في عام 2012، أصدرت اللجنة الأميركية للخدمات الوقائية، مجتمع السرطان الأميركي والمؤتمر الأميركي لأطباء التوليد والنساء التوصيات التالية لفحص عنق الرحم:

• يتعين على النساء بين 35 و65 عامًا اللواتي أظهرت فحوصاتهن السابقة نتائج سلبية الجمع بين فحص عنق الرحم وﻓﺤﺺ ﻓﻴﺮوس اﻟﻮرم اﻟﺤُﻠﻴﻤﻲ اﻟﺒﺸﺮي مرةً كل خمس سنوات.

• لا تحتاج النساء البالغات من العمر 65 عاماً إلى إجراء فحص عنق الرحم ما دام لم يتبيّن وجود خلايا ما قبل السرطان أو سرطان عنق الرحم لديهن، وخضعن لثلاث فحوص عنق رحم متتالية سلبية أو فحصي عنق الرحم/ﻓﻴﺮوس اﻟﻮرم اﻟﺤُﻠﻴﻤﻲ اﻟﺒﺸﺮي متتاليين سلبيين خلال السنوات العشرة الماضية.

• لا تحتاج النساء اللواتي خضعن لجراحة استئصال الرحم، وبالتالي فقدن عنق الرحم، إلى إجراء فحص عنق الرحم إلا إذا تبيّن أنهن يحملن خلايا ما قبل السرطان في عنق الرحم أو سرطاناً توالدياً في الماضي.

توصيات

د. مارتا ريشاردسون، مساعدة بروفيسور في طبّ التوليد والنساء وعلم الأحياء التناسلي في كلية الطب في جامعة هارفارد، تقول في هذا المجال إن التوصيات الجديدة تنشأ عن فهمٍ أفضل لطريقة نمو سرطان عنق الرحم وتضيف: «لا يتطور سرطان عنق الرحم سريعاً. بل يتدرّج من مراحل ما قبل سرطانية واضحة جداً تتطلب سنوات طويلة لتتطور».

أثبتت الأبحاث أن أنواع سرطان الرحم الأكثر خطورة تنشأ من نوعٍ معين من ﻓﻴﺮوس اﻟﻮرم اﻟﺤُﻠﻴﻤﻲ اﻟﺒﺸﺮي، وهو فيروس متناقل جنسياً. تقول د. ريشاردسون إنه استناداً إلى ما نعرفه الآن عن الأسباب وعن مجرى سرطان عنق الرحم «توصلنا إلى أن إجراء فحص عنق الرحم سنويًا قد يكون قاتلا وقد ثبُت أن خضوع النساء ممن تقل أعمارهن عن الثلاثين أدى إلى تشخيص حالات عدة وعلاجها علماً أنها احتمالات انتشارها يبقى ضئيلاً».

في ما يلي نعرض لبعض التوصيات التي تقدّمها د. ريشاردسون للاستفادة من زيارتك التالية للطبيب النسائي قدر المستطاع:

• إن لم تقصدي يوماً طبيباً نسائياً، ابحثي عن طبيب تثقين به ويُشعرك بالراحة، لا سيما حين تتعرضين لأي مشكلة صحية.

• ابقي على اتصال بطبيبك بين الزيارات. راسليه على بريده الإلكتروني أو اتصلي به حين يتبادر إلى ذهنك سؤال معين أو حين تتعرضين لمشكلة ما.

• قبل الموعد، دوّني لائحةً بالمشاكل التي توّدين مناقشتها وناقشيها مع الطبيب في بداية الزيارة. لا تنتظري نهاية الزيارة لطرح الأسئلة فيما يهمّ الطبيب بمغادرة الغرفة.

• احتفظي بنتائج الفحوصات ووصفات الأدوية. أعلمي طبيبك في حال خضعت لصورة الثدي الشعاعية، فحص عنق الرحم، تلقيح، وفحص تنظير الأمعاء وفحص كثافة العظام وقفي منه على الخطوات التالية التي يتعيّن عليك اتباعها للفحوص التالية.

 

الفحص الحوضي

في حال لم تعتد المرأة إجراء فحص عنق الرحم سنوياً ولم تلحظ أعراضاً مقلقة، هل من ضرورة لإجراء فحص سنوي خاص بـــــــــالأمــــــــراض التناسليــــــة؟ تجــــيــــــب د. ريشاردسون: «لا يوجد دليل ثابت على قيمة هذا الفحص». يشير مقال نُشِر في عام 2011 في مجلة «صحة النساء» إلى أن الفحص الحوضي الروتيني قد يكون قديم الطراز ولا ضرورة لإجرائه. ويشير المقال إلى أن عددًا من الأسباب الضرورية لإجراء الفحص الحوضي، بما في ذلك فحص الأمراض المتناقلة جنسياً وفحص للكشف عن سرطان في المبيض، قد تبدو غير ضرورية أو يمكن اكتشافها عن طريق فحوصات أخرى.

رغم ذلك، يدعم المؤتمر الأميركي لأطباء التوليد والنساء ضرورة زيارة الطبيب النسائي للتأكد أن كلّ شيء يجري على ما يرام. وتشير المنظمة إلى أن هذه الزيارات تمنح المرأة والطبيب فرصة مناقشة ما يلي:

• مشاكل صحية شخصية أو مشاكل طبية عائلية سابقة.

• نظام غذائي وتمارين رياضية.

• هبوط أعضاء الحوض.

• أعراض انقطاع الطمث.

• ممارسات جنسية.

• إهمال أو إفراط.

• سلس البول.

• الطول، الوزن ومؤشر كتلة الجسم.

قد تشمل الزيارات السنوية أيضًا ما يلي:

• فحص كثافة المعادن في العظام.

• فحص سرطان عنق الرحم.

• فحص سريري للثدي.

• فحص لسرطان القولون والمستقيم.

• فحص سكري.

• فحص عنق الرحم (استناداً إلى عمر المرأة وصحتها).

• صورة شعاعية للثدي.

• فحص الغدة الدرقية.

• فحص للأمراض المتناقلة جنسياً.

ماذا يتعيّن عليك أن تفعلي؟

في ظلّ تضارب الآراء في ما يتعلق بزيارة الطبيب النسائي الدورية وإجراء الفحص الحوضي، هل يتعين على المرأة زيارة طبيبها النسائي كلّ عام أو أن تقلل من هذه الزيارات أو أن تلغيها؟ تجيب د. ريشاردسون: «هل تحتاج النساء إلى زيارة طبيبها النسائي كلّ عام؟ طبعًا لا. ولكن لا بدّ من أن يأخذن في الاعتبار أن ثمة مشاكل صحية وحياتية لا يمكن حلّها تمامًا من دون زيارة الطبيب النسائي، لا سيما أن معداته تكون أفضل من تلك التي يستعملها طبيب الرعاية الصحية لمعالجة مشاكل الهرمونات والوظائف الجنسية وجهاز المرأة التناسلي».

في النهاية، تتوقف ضرورة زيارة عيادة الطبيب النسائي وعدد هذه الزيارات على تاريخ كلّ امرأة الصحي وعلى المشاكل التي تعانيها وعلى رغبتها الشخصية. يتعيّن على كل امرأة أن تزور طبيبًا واحدًا على الأقل، نسائيًا كان أو طبيب رعاية صحية، بانتظام لقياس ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم والكولسترول ولمناقشة الفحوصات التي قد تحتاج إليها للوقوف على حقيقة مخاوف صحية أخرى. من ناحية أخرى، يتعين على المرأة أن تقصد عيادة الطبيب النسائي في حال عانت أي أعراض تناسلية، كألمٍ في الرحم أو نزيف غير اعتيادي.

back to top