رواد رعد: شعب الكويت يحب الحياة ويتمسك بأرضه

نشر في 22-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-04-2013 | 00:02
بعدما وقّّع بألحانه أغاني ناجحة بصوت نجوم في العالم العربي، يستعدّ الملحن رواد رعد لإطلاق ألبومه الخاص في الصيف المقبل، مراهناً على فنّه وصوته رغم الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة التي تؤثر سلباً في الإصدارات الفنية.
عن ألبومه الجديد، والأوبريت الذي لحنه في ذكرى تولي سموّ الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح الحكم في الكويت، ومجمل مسيرته الفنية تحدث رعد إلى {الجريدة}.
أخبرنا عن ألبومك الجديد.

يتضمن تسع أغانٍ منوّعة بين الطرب والكلاسيكي والوطني والشعبي والطرب الشعبي. سأطلق أغنيتين قبل صدور الألبوم في سبتمبر المقبل، مع العلم أنني  لست متفائلا بسبب الأوضاع العامة.

لماذا تخاطر إذاً؟

يفرض التأخير في الإصدار إعادة توزيع الأغاني، لأن المزاج الموسيقي يتغير من شهر إلى آخر فنضطر إلى تغيير الإيقاع والنغمات.

مع من تعاونت من الموزعين؟

تعاونت مع داني حلو، ناصر الأسعد، ميشال فاضل، كارينا، جورج مرعب، هادي شرارة، باسم رزق، أعطاني كل منهم أسلوبه الخاص فانعكس تنوعاً جميلا في الألبوم.

لماذا لم تلتزم بأسلوب غنائي محدد؟

جمّعت أفكاري في ألبومٍ واحدٍ يشبه شخصيتي وأسلوبي الغنائي، من دون تقليد ما سبق أن قدّمته لسواي، والحفاظ طبعاً على روحيتي في التلحين.

هل ستتخلى عن التلحين إذا نجحت في الغناء؟

لا أجرّب الغناء ولا أهدف إلى السيطرة على الساحة الفنية، لذلك لن أتخلى عن التلحين. يعتبر البعض أنني إذا نجحت في الغناء فسأخسر الفنانين الذين أتعامل معهم، هذا خطأ لأنني لا أجبر أحداً على التعاون معي ولا رابط بين تقديمي الألحان وغنائي.

من أبرز الشعراء الذين تعاونت معهم؟

تعاونت مع سمير نخلة، نزار فرنسيس، منير بو عساف، نبيل أبو عبدو، ومارسيل مدوّر.

ما المعيار الذي تعتمده في اختيار الشعراء؟

يهمني أن أشعر بالكلمة التي أغنيها وأن تسيطر على إحساسي، لذلك اخترت التعاون مع شعراء اعتدت على أعمالهم ويعجبني أسلوبهم في الكتابة. في المقابل،  إذا قرأت نصاً جميلا لشاعر مبتدئ أقبله، لكن الشاعر المخضرم متمكن أكثر في نصّه.

ألن تكون أنانياً وتحتفظ بالأعمال الجميلة لنفسك؟

أبداً، واستغرب هذا التفكير. بابي مفتوح وأرحب بكل من يرغب في التعاون معي والاستماع إلى ألحاني.

مع من تتعاون من الفنانين راهناً؟

حضّرت أعمالا لنانسي عجرم، معين شريف، نجوى كرم، ملحم زين، فارس كرم، وائل جسار، راغب علامة، جو أشقر، عاصي الحلاني وناجي الأسطا.

إلى أي مدى أثر الوضع السياسي على الإصدارات الفنية؟

أخّر إطلاق كثير منها، بالإضافة إلى أن الألبومات القليلة الصادرة لم تلقَ صدى في السوق، فالفنان أول من تتوقف أعماله بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المتردية،  وآخر من يستعيد نشاطه عندما تتحسن الأوضاع.

في أي إطار تضع الفنان؟

أفضل توجيهه إلى لون جديد قريب من أسلوبه وشخصيته، فأظهر بذلك الناحية الإبداعية في عملي.

كيف تقيّم تعاونك مع الفنانين؟

لكل منهم شخصية معيّنة لافتة. أطرب لصوت معين شريف وأشعر بحماسة الدبكة مع عاصي الحلاني وأستمتع بأسلوب فارس كرم، إلا أنني أميل إجمالا الى الصوت الطربي.

سواء كان الفنان في بداية مسيرته أو في قمة نجوميته أهتم بقدراته الصوتية لتسهيل تسجيل الأغنية وإيصالها بطريقة صحيحة.

ماذا عن الأوبريت الخاصة بذكرى تولي سموّ الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت؟

هي مبادرة من شركة إنتاجي ANM production لتكريم سموّ الأمير، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحاني وتوزيع ناصر الاسعد وأداء: كارول عون ونادين صعب وجوزف عيسى وأنا.

 

كيف تقيّم ردود الفعل عليها؟

ممتازة. تتمتع الأوبريت بمستوى راقٍ ورفيع، حققنا فيها خليطاً موسيقياً بين لبنان والكويت.

 

كيف ترى الكويت؟

بلد ديمقراطي ومتمدن، شعبه يعشق الحياة ويتمسك بأرضه وجذوره.

حافظت أغنيات تراثية على موقعها الفني لسنوات، فهل ما يقدم راهناً ستُكتب له الاستمرارية؟

تم ادخال فولكلور غريب إلى الفن اللبناني، والدبكة السائدة راهناً تجارة عشوائية ومبتذلة وبضاعة رخيصة تباع بأسعار مرتفعة لتصل إلى الناس بطريقة خاطئة، بينما عندما قدمت أغاني من نوع الدبكة مع معين شريف وأيمن زبيب وهشام الحاج التزمت بالفلكلور اللبناني وتراثه وهويته.

ألم يضرب هذا التشويه اللهجة اللبنانية أيضاً؟

حقق بعض الفنانين شهرته بفضل الأغنية اللبنانية، وما إن بلغ القمة حتى توجه إلى الأغاني العراقية والسورية التي اختلطت بأعمالنا رغم أنها لا تشبهنا. غنّت فيروز لهجات مختلفة ولكنها حافظت على التراث اللبناني، فلماذا لا نتمثل بالرحابنة وزكي ناصيف وفيلمون وهبي؟ لماذا نتوجه إلى مكان آخر ما دام أن هؤلاء بهروا العالم بأصالتهم؟ أقام الرحابنة دولة فنية في لبنان وصدّروها إلى الخارج بأعمال خالدة تحدثت عن الفرح والحب والوطن والسلام والحرب بطريقة رائعة تخطت الزمان والمكان.

هل تعبّر أغانيك عن قضايا إنسانية أسوة بأعمال الرحابنة؟

 

لو تشبّهنا مقدار ذرّة بأعمال الرحابنة لكنا بألف خير. غنّى هؤلاء للإنسان والطبيعة، وأنا أسير في هذا التيار لاقتناعي بصوابيته. أحمل قضية حياتية وفنية وقضية الأرض، كما أحمل مسؤولية إيصال فني إلى كل دار ليستمر كما فنّ فلمون وهبي وزكي ناصيف.

ألا تدخل في حسابك أغنيات خفيفة عصرية؟

من فترة إلى أخرى مقبول تقديم أغنية عصرية خفيفة، إنما في المقابل يجب تقديم عمل يستمرّ سنوات. أنا متمسك بالبيئة الفنية التي نشأت فيها لذلك قدمت أغاني في 2004 نجحت ولا تزال تبث لغاية اليوم مثل: {نيالك يا هوا}، {وينك عني يا حبي}، {مش عاجبك لون السما}، {يا ريتني أنا ولا إنت}، {شو بيشبهك تشرين}، {عديت نجوم السما} وغيرها...

رغم أن البعض ضرب البيئة الفنية وأساء اليها، ثمة نجوم مثل وائل كفوري ونجوى كرم وعاصي الحلاني ورامي عياش ونانسي عجرم وراغب علامة وملحم زين... يحافظون على مستوى فني راقٍ.

هل  للمبدعين وجود في الوسط الفني؟

 

طبعاً. رغم اعتبارنا متفلسفين في أفكارنا فأننا ما زلنا كثراً، لكن للأسف لا نفهم ماهية التركيبة الفنية القائمة والموجة السائدة المرتكزة على المستنسخين لألحاني وألحان سواي وأفكارنا ليبنوا عليها أعمالهم، لذا أقول لهؤلاء: {أنا النبع وانتم تشربون من ساقيتي}، إذ لا حدود لأفكار المبدع وجنونه الفني.

هل معيار نجاح الملحّن مرتبط بكونه مقصداً للفنانين أو باستمرار نجاح الأغنية لسنوات؟

الإثنان معاً، لأن ذلك يشير إلى إبداعه.

ما دمت ناجحاً في التلحين، لماذا اتجهت إلى الغناء؟

إنه جزء من شخصيتي الفنية، ما دمت أملك مقومات تخولني الغناء فلماذا لا أغني؟ لا أسعى إلى منافسة الفنانين بل إلى التسلية.

ما رأيك بالاصدارات العربية الأخيرة؟

ثمة تدنٍ في بعض الأعمال الصادرة، إنما ثمة إصدارات لبنانية أسوأ منها، لأن الدول العربية متحفظة، أما نحن فنتقبل كل شيء ونصّدر أي شيء إلى الخارج. تصرف أموال طائلة على الفن المبتذل في مقابل نسبة قليلة من الفنانين الجيدين. أما في الدول الخليجية، فلم أجد يوماً فناً مبتذلا أو مستوى متدنياً سواء في الكلمة أو اللحن أو الصوت أو العزف لأنهم يقدمون فناً صحيحاً.

كفنان ملتزم كيف تتأقلم مع الجوّ السائد، وعلام تراهن؟

أنا متأكد من وجود أناس تطربهم أغانٍ أصيلة وسط تدفق أغانٍ مستنسخة إيقاعاً ونغماً. لا أدري علامَ يجب أن أراهن سوى فنّي، {آخر همي} أصحاب الأغاني المبتذلة الكذابين الذين يعملون لمصالحهم التجارية فحسب.

هل ثمة أغانٍ صادرة حديثاً أعجبتك؟

أحببت أغنيتي: {إحساس} لكارول سماحة و{غالي} لنانسي عجرم التي لفتني توزيعها الموسيقي بتوقيع هادي شرارة.

back to top