داني حلو: فيروز أعظم من أن أطمح إلى التعاون معها

نشر في 15-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-04-2013 | 00:02
No Image Caption
تسلح بالموهبة والتخصص العلمي وخاض مجال الفن عازفاً في البداية، وسرعان ما طوّر مهاراته حتى ارتبط اسمه كموزع موسيقي بأعمال ناجحة بأصوات فنانين كبار، مانحاً كل أغنية هويتها الخاصة، تارة بمزيج بين الشرقي والغربي وطوراً بين التراثي والعصري.
عن مسيرته وأعماله تحدث الموزع الموسيقي داني حلو إلى {الجريدة}.
ما دور الموزع الموسيقي في صناعة الأغنية؟

يشكل التوزيع الموسيقي الجزء الأكبر، لأن الموزع هو مؤلف الموسيقى التي نسمعها من دون صوت المطرب.

 هل يعني ذلك أن نجاح الأغنية مرتبط بعمل الموّزع؟

طبعاً، لأن الموزع هو الذي يوجّه الأغنية نحو مكانها الصحيح، لتكون الموسيقى متناسقة مع الكلمات والألحان وشخصية الفنان، وهو كفيل ببلورة العمل وتركيب موسيقاه واختيار آلات مناسبة للتعبير عن مضمون الأغنية وإخراجها.

أليس ثمة تداخل بين عمل الملحن والموزع؟

يحدد الملحن النغمة ويتعاون مع الموزع لتقديم عمل يناسب شخصية الفنان، فلا تكون الأمور رهن مزاجهما وما يريدان، بل ما يليق بصوت المطرب. فضلاً عن أن الموزع يُحدث تغييرات على اللحن فتأتي الموسيقى نابعة من ذوقه الخاص وأفكاره المبتكرة.

في ظل التطور التكنولوجي المسيطر في القطاعات كافة من بينها صناعة الأغنية، أين الابداع الفني؟

المبدعون الأساسيون هم مبتكرو تلك التقنيات الإلكترونية المستخدمة في عملنا. أما بالنسبة إلى الإبداع الفني، فلم يعد متعلقاً بمغنٍّ معين فحسب، إنما بسلّة فنية متكاملة، ثمة مغنون أجانب هم فنانون بأدائهم وأغانيهم وليس بأصواتهم، لكن يفضّل طبعاً أن يكون الأداء جيداً، ما ينعكس إيجاباً على العمل في الاستوديو.

من جهة أخرى، لا يختلف التأليف على الكومبيوتر عن الكتابة على الورق، لأن الموزع يحدّد الأفكار ويملك الداتا الموسيقية، فيختار آلات مناسبة وأصواتاً غريبة غير متوافرة في العزف الحقيقي لتنسيقها بوساطة الكومبيوتر وابتكار عمله الفني الخاص.

ما مقومات نجاح الأغنية؟

يجب الفصل بين أغنية مبدعة وأغنية {ضاربة} لأن الثانية قد تكون سيئة، سواء من ناحية الكلمات أو الألحان أو التوزيع، إلا أنها تحقق نجاحاً لسبب أو لآخر، فيما أغنيات أخرى متكاملة من حيث الكلمات والألحان والتوزيع والأداء تخسر جماهرياً، رغم تأمين سلة فنية متكاملة لها. لذلك لا يمكن تحديد مقومات النجاح بماهية الأغنية وقيمتها الفنية.

ما الذي يحول دون نجاح أغنية متكاملة فنياً؟

نجاح الأغنية مرتبط بالمجتمع الذي تتوجه إليه وذوقه الفني وثقافته الموسيقية والفنية، لذلك ثمة أعمال عظيمة لا تحقق نجاحاً جماهيرياً فيما تنتشر أغانٍ أخرى عادية.

رغم تخصصك الموسيقي لم تخض غمار التلحين واكتفيت بالتوزيع.

أملك مؤهلات لازمة لابتكار النغمات، لكنني أفضّل ترك مهمة التلحين للمتمرسين فيها، فيما أتفرغ للتفتيش عن أصوات جميلة لاستخدامها في عملية التوزيع، بالتالي أركز عملي على ناحية واحدة أحبها وأرتاح في امتهانها، لأستطيع الإبداع من خلالها.

هل ثمة ما يحول دون إطلاقك ألبومات موسيقية خاصة بك؟

لا، إلا أن ذلك يحتاج إلى تفرغ، بالتالي إهمال التوزيع للتحضير للعمل، فضلا عن تأمين تمويل ضخم كونه مشروعاً مكلفاً.

ما جديدك على صعيد التوزيع الموسيقي؟

لدي أعمال مع عاصي الحلاني وجو أشقر وألين خلف ومايا دياب في ألبومها الجديد.

هل يساهم التعاون مع نجوم في تسليط الضوء أكثر عليك؟

بالطبع، لكن الأغاني الجميلة التي قدمتها في بداية انطلاقتي مع فنانين من درجات مختلفة لفتت نظر النجوم اليّ، وبالتالي قيمة الأغنية هي الأساس في انتشار الموزع وليس الفنان. أما على صعيد التسويق، فمن المهم ذكر اسم الموزع الموسيقي إلى جانب المؤلف والملحن، كذلك ذكر اسم مهندس الصوت لأنه يؤدي دوراً في تركيب الاغنية.

ما ميزة التنويع بين اللونين الشرقي والغربي في الأغنية الواحدة؟

تفرض طبيعة الأغنية إمّا التنويع بين اللونين أو الاكتفاء بلون واحد، ثم تتطلب رؤية الموزع وثقافته في استخدام الاثنين معاً إلماماً واسعاً بالموسيقى الغربية والشرقية، فينطلق من خلالهما إلى آفاق جديدة على صعيدي الأفكار والإخراج الموسيقي.

قدمت اللونين الشعبي والطربي، فأي منهما يعبّر أكثر عن أسلوبك الموسيقي؟

لا أفضل لوناً موسيقياً معيناً ولا أكتفي بتقديم أسلوب من دون آخر، لذلك نوّعت في أرشيفي الخاص، فقدمت دبكة عصرية وأوركسترا كلاسيكية، فضلا عن  اطلاعي على الأنواع الموسيقية كافة والثقافات المختلفة.

هل أنت متأثر بفنان عربي معين؟

استمتع بالإصغاء إلى {الكبيرة} فيروز، فهي أعظم من أن أطمح إلى التعاون معها، وأنا أتثقف موسيقياً من أعمال {العباقرة} الأخوين رحباني وزياد الرحباني.

أي أغنية للسيدة فيروز يمكن أن تعيد توزيعها؟

سبق أن أعدت توزيع أغنية {أعطني الناي}. شخصياً، أحب أعمالها كافة وأستمتع بالإصغاء اليها بدل إعادة توزيعها، لأنني استفيد منها موسيقياً واكتشف من خلالها نواحي فنية جديدة.

هل من فنان معيّن تفضّل التعامل معه؟

أفضل التعاون مع الفنان الذي يملك صوتاً جميلا ويتمتع بشخصية لافتة، ما ينعكس على طبيعة الموسيقى التي أقدمها من خلاله.

هل يختلف الذوق الفني بين لبنان وسائر الدول العربية؟

لكل بلد هويته الخاصة وروحه الفنية. شخصياً، أحب الاطلاع على الهويات الفنية كافة بغض النظر عن نسبة إعجابي بها.

كيف تقيّم الفن الخليجي؟

هويته الموسيقية جميلة ونغماته ممتعة ويلفتني مضمون الأغاني.

هل من لون موسيقي رائج راهناً؟

ما من رواج في الغناء، طوّرت الدبكة وقدمتها عصرية مع {هلا يمّا} لأيمن زبيب، وقدمت الأغنية الكلاسيكية في {موهوم} مع جوزف عطية، ونجحت في أغاني وائل كفوري مثل {حكم القلب}، ومع رامي عياش في{مجنون} و{جبران} و{ما بدي شي}... لم تندرج هذه الأعمال ضمن ما هو رائج في السوق لكنها حققت نجاحاً.

كيف تقيّم الأغاني التي تزدحم بها الساحة الفنية اليوم؟

 متشابهة في معظمها وتفتقر إلى هوية فنية وخالية من أي معنى. برأيي، تفرض الأغنية الجميلة نفسها وإن لم تحقق نجاحاً جماهيرياً وقت صدورها، فهي تعمّر لسنوات.

هل ما زالت الأغنية اللبنانية محافظة على خصوصيتها أم اختلطت بهويات أخرى؟

من الممكن خلطها مع الروح السورية أو العراقية وهذا ليس عيباً ما دامت النتيجة جميلة.

كيف تقيّم مستوى الأغنية اللبنانية مقارنة مع الفن العربي؟

ما زال أرفع شأناً على صعيدي الكلمات والمعنى، بدءاً من أعمال الرحابنة التي حملت رؤية وبعداً فكرياً عميقاً، رغم بساطة الكلمات المستخدمة، سواء في الأغاني أو في المسرح، التي لامست إبداع المسارح العالمية. فضلا عن أن الرحابنة، خصوصاً زياد الرحباني، أبدعوا في إدخال الجاز والكلاسيكي إلى الشرقي. رغم الانحطاط الذي نراه في بعض الأعمال اللبنانية، فإن شعراء لبنانيين كثراً يحافظون على مستوى فني رفيع.

back to top