خالد الملا ... مطرب شعبي حافظ على الكلمة الأصيلة واللحن البديع

نشر في 23-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2013 | 00:01
الفنان خالد الملا من جيل المطربين الذين ظهروا في نهاية الستينيات، كتب كلمات الأغنيات ووضع ألحاناً لها تتعلق بفنون منطقة الخليج والجزيرة العربية وغناها، وذلك على مدى 30 عاماً من العطاء في مجال الأغنية الشعبية، تحديداً اللون العدني الذي تميّز به في جلسات السمر والحفلات الخاصة والعامة، في وقت يسعى معظم المطربين والملحنين من جيله إلى الأغنية السريعة الخفيفة البعيدة عن الطرب والألحان الشرقية الأصيلة.
اسمه الكامل خالد علي حسين سلطان المحبوب الملا من مواليد 1948 الكويت، سكن في الشامية ثم  انتقل عام 1967 إلى منطقة الصليبخات ودرس في ثانوية الشويخ، من ثم عمل في وزارة الصحة كاتباً، تحديداً في {دوار العظام} وكان راتبه سبعون ديناراً.

كان القانون يسمح لمن عمل في الحكومة أربع سنوات أن يحصل على بعثة دراسية، هكذا كان  وسافر  خالد في بعثة إلى القاهرة  للدراسة في قسم التاريخ- كلية الآداب في جامعة حلوان، بعد ذلك عمل في الخطوط الجوية الكويتية وحالياً متقاعد. متزوج وله من الأبناء: حنان، عدنان، وليد.

بداية رياضية

سبقت هواية الرياضة عند خالد الملا هوايته الغنائية، خصوصاً في الممارسة الفعلية، وأصبح عام 1967 لاعب وسط في فريق كرة القدم في نادي الكويت الرياضي، ومثله في مصر وسورية ولبنان والمغرب، وكان من زملائه عمر النور وسمير محمد علي وأحمد الطرابلسي، ثم لعب ثلاث سنوات في نادي الصليبخات وأصيب عام 1970 وتوقف عن اللعب.

حول بداياته الفنية يقول خالد الملا: {علمت نفسي بنفسي إلا أن علي سالمين ساعدني، علماً أن بدايتي كانت مع الفنان سليمان الملا الذي كان يعزف على الكمنجة، بينما كنت أعزف على الناي قبل أن أتعلم العزف على العود}.

في مستهلّ انطلاقته كتب أغنية وطنية بعنوان {الأحمدي} ولحنها وغناها في مناسبة العيد الوطني في محافظة الأحمدي. كذلك كتب أغنية عاطفية ولحنها وهي من النوع {الحميني} أي خليط بين الحديث والجاهلي.

  كتب خالد الملا مجموعة من الأغاني، وغنى من كلماته  مطربون شعبيون. في حوار معه نشر في جريدة الوطن(1995) ذكر الفنان خالد الملا أن الأغاني التي كتب كلماتها تتجاوز الـ 100 أغنية بين عاطفية ووطنية، من بينها: {أيش سويت} من كلماته وغنائه وألحان أبو محمد.

انطلاقة حقيقية

بداية خالد الملا  الحقيقية في الغناء كانت عام 1970، ثم سجل أول شريط غنائي شعبي خاص به (1973)، وفي عام 1974  سجل شريطه الثاني.

انطلق خالد الملا في مشواره الفني، وراح يكتب الكلمات ويختار الألحان المناسبة لها، وغالباً ما تكون من الألحان اليمانية ويركّب عليها الكلمات ويغنيها. وقد غنى له  مطربون من بينهم: راشد الحملي، حمد سنان، جمعة الطراروة وآخرون.

يقول الملا عن الفنانين الشعبيين الذين بدأ معهم: {كانت مجموعة من المطربين من أمثال: محمد البناي، حمد سنان، راشد الحملي، حسين الطراروة، فهد الماص، إبراهيم الخشرم، مرزوق سعيد وحمد سنان، وقتها كنت أعزف على الناي، علماً بأن العزف عليه سهل، وكان سليمان الملا يعزف على الكمان بشكل جيد ثم تعلمت أنا العزف على العود}.

من أبرز أغانيه التي قدمها بصوته: {لي معاكم خبر زين}، {الثوب المنقط}، {يا مسافر} الذي عرفه الجمهور من خلالها كمطرب، رغم أنه كان معروفاً قبلها على الساحة، إلا أن هذه الأغنية ساعدت على انتشاره على الساحة الغنائية الكويتية. أيضاً تعتبر {سلب فؤادي بنظرة}، إحدى أبرز الأغنيات التي حققت له  انتشاراً، وهي من كلمات الفنان اليمني المعروف محفوظ السكران وألحانه.

أسس خالد الملا فرقة موسيقية  وكانت ترافقه في حفلاته، يقول عنها: {لدي فرقة تعزف معي منذ الثمانينيات، من أعضائها: مشاري الجسمي، سعيد التورة، مبارك الدقيق، خالد البصيري،  أحمد الماص، داود الصالح، عبدالعزيز المظفر والتناك...}

 

مع الغناء الشعبي

 يؤكد المطرب خالد الملا، في كل تجربة يخوضها، تواصله مع الغناء الشعبي، إذ يختار أعماله بعناية فائقة تؤكد النهج نفسه، وتعمق عنده الاهتمام بهذا الجانب الفني، وبمناسبة صدور شريطه الغنائي عام 1994 قال الملا: {يهمني بالدرجة الأولى التأكيد على الغناء الشعبي، وإن كانت هذه التجربة تأتي بمضامين جديدة، وبالتعاون مع عدد متميز من نجوم الغناء...}

من أبرز أغنيات هذا الشريط: {يا سارة} من كلمات الشاعر الغنائي البندر وألحان الفنان الدكتور بندر عبيد، {أشوف الزين طبعه}، من ألحان خالد الملا وغنائه.

 ومن كلمات الشاعر الغنائي البندر لحن الفنان الدكتور بندر عبيد لخالد الملا أغنية {الجهراء}  التي تتميز بالمفردة الشعبية البسيطة المعبرة عن المشاعر المتبادلة، وهذا ما يركز عليه خالد الملا في تعامله مع الشعراء والملحنين، ويقدمه في أعماله الغنائية الشعبية المطورة، خصوصاً تلك التي سجلها في التسعينيات من بينها {أما الآن مالك أي مكانة} من ألحان خالد الملا وغنائه.

من الألوان الغنائية الشعبية المحببة التي قدمها في مراحل حياته الفنية، أغنيات ذات إيقاع يماني تلبية لطلب جمهوره في الحفلات العامة والخاصة التي يشارك فيها طوال العام، تعاون فيها مع  مجموعة من الفنانين، من بينها: {القاضي} من كلمات الفنان اليماني علي الصغير وألحانه، {ذا فصل ساعة خطر} من كلمات الفنان اليمني محمد سعد وألحانه.

 أغان عاطفية

 في التسعينيات قدّم خالد الملا أغاني عاطفية من بينها:  {لا تهجرني} من كلمات الفنان علي الصغير وألحانه، {العيون الجميلة} صاغ كلماتها الشاعر الغنائي البندر ولحنها الفنان الدكتور بندر عبيد يقول في مطلعها:

ليتك حبيبي معاي

في كل يوم وليلة

في قربك القى هناي

وأنسى الهموم التجيله

“نسيت حبك} من كلمات محمد باعكابه وألحانه، يقول فيها:

كتمت كل الأسى والهم في صدري

وفيت لكن حبيبي ما عرف قدري

اللي نسى عشرتي بنساه مع الأيام

ماله محل في فؤادي مادام هو غلطان

نسيت حبه ولا لي في غرامه شان

مغدور لأني بشر بالغيب ما أدري

أنا أحبه وهو ناوي على غدري

كذاب ضيع الأماني وبدد الأحلام

“لا تسأليني}، من كلمات بشنوف جاسم  وألحان بشير حمد، وهي من أبرز الأغاني التي لحنها الفنان السعودي، يقول فيها:

لا تسأليني لا تقولين أيش صار

تأكدي منهو السبب وأسأليني

اللي بدا بعد المودة بالانكار

شلون أنا أحبه وهو ما يبغيني

“سير بالدرب} من كلمات الفنان اليمني محمد باثقيلة وألحانه يقول فيها:

سير بالدرب واحذر

لا تخالف ولا تسمع كلام البشر

أهل الفتن يفتنون

من مشى في طريقه يبلغ المقصود

الله يكون بالعون

لا تعاني وتسهر.

“أنا وهبتك حبيبي} من كلمات الشاعر أحمد سالم البيض وألحان محمد علي عبيد، يقول فيها:

أنا عطيتك حبيبي كل عطفي وودي

كل شيء تطلبه بالحب موجود عندي

أنت بالليل شمعي.. وأنت بالحزن دمعي

وأنت تجري كمجرى الدم بالقلب والروح

ما أقدر على فراقك.. بس أرجوك لا تروح..

خاف ربك أنا بالليل أسهر لوحدي

وأنت فاهم كلامي يا حبيبي وقصدي

قال شرع المحبة اتبع اللي تحبه

تعاون مع الشعراء

 قدم الفنان الشعبي القدير خالد الملا حوالي 300 أغنية بين عاطفية ووطنية، غالبيتها من كلماته وألحانه، وفي بداياته الفنية غنى من كلمات شعراء من بينهم: ياسين الحساوي، حسين المحضار، الحداد اليمني، البندر، عبداللطيف البناي، ناشي الحربي، والشاعر والمطرب اليمني علي الصغير...

وعن آخر الأنشطة الفنية التي شارك فيها يقول: عرضوا علي التمثيل قبل فترة طويلة من الزمن إلا أنني رفضت لأنه ليس مجالي، لكن الفنان طارق العلي أقنعني بالمشاركة في مشهد في مسلسل {هذا ولدنا} في شهر رمضان ودوري فيه  أن أغني مع فرقة ميامي عن مغترب كويتي في تايلند، من كلمات أحمد الشرقاوي وألحان عبدالله القعود.

back to top