وغداً نقتل حمزاوي!

نشر في 30-07-2013
آخر تحديث 30-07-2013 | 13:01
 باسم يوسف يا سيدي أنا ضد الجماعة قلباً وقالباً وهاجمتها وهي في السلطة، وقلت عليهم نازيين وفاشيين ومفسدين للدين والسياسة.

قلت في هذه الجماعة ما قاله مالك في الخمر وانتقدتها وواجهتها لقناعتي التامة بأنهم كاذبون مدلسون، ولا يستحقون حكم بلد مثل مصر.

مبسوط يا سيدي؟ لا؟ لسة شوية؟

طيب أنا سعيد جداً بنتيجة تلاتين ستة وبعزل مرسي وكتبت مقال طويل عريض أشرح فيه أن كلنا كنا رايحين في داهية لو لم يعزل مرسي لأن هذا كان معناه توحش "الإخوان" علينا.

حاجة تانية؟

أه نسيت، الفريق السيسي رجل وطني ونزل على رغبة الشعب وحقق آماله في إزاحة هذه الجماعة عن الحكم، وأنا ضد المصالحة مع جماعة إرهابية تريد أن تدمر الوطن وتشق الجيش.

هل سمعت عزيزي المواطن، لك ما تريد؟ أنا أعني كل ما قلته حقاً وصدقاً، فعندما  تتسرب إليك الشكوك عند قراءة بقية المقال أنني إخواني متخفٍ ومحب للإرهاب وخلية نائمة ارجع لأول المقال هنا واقرا الكام جملة دول.

اسمحوا لي أن أتخطى الأحداث اليومية من حشد وحشد مضاد وقتل وقتل مضاد، اسمحوا لي أن أوقف عداد القتلى فمن الواضح أن الموت في حياتنا قد أصبح رقما والقتل مجرد إحصائيات.

أنا أريد أن أتكلم عن شيء آخر تماماً، أريد أن أتكلم عن كيف نرى من يعارضوننا في الرأي، لا أتكلم هنا عن "الإخوان"، فإذا كنت قد احتجت إلى هذه المقدمة لتقرأها حضرتك فأنت قد عقدت العزم على تصنيف هذه الجماعة كجماعة إرهابية دموية تتاجر بالدم وترعى اعتصاماً مسلحاً في داخل القاهرة وتقوم باستفزاز المواطنين وترويعهم وقتلهم، كل شوية يقومون ببناء أسوار بعرض الطريق لاستفزاز السلطات والناس.

وأنا يا سيدي متفق معاك، أظن أنا وأنت على نفس الصفحة أهو، مافيش اختلاف بيننا، السؤال الآن، طب نعمل إيه معاهم؟

هنا يبدأ الخلاف، ليس لأنني سأطرح حلاً لا ترضاه ولكن لأنني الحقيقة... ماعرفش، فعلا أنا معرفش، أنا عجزت تماما عن أن أتوصل إلى حل جذري لهذا الموضوع، لذلك لن أتكلم اليوم عن الحل ولكني سأتكلم عمن يتطوعون بإبداء آرائهم في حل الأزمة.

هؤلاء الذين لا يطالبون صراحة بالتدخل الأمني ومن الآخر كده "كنس الناس اللي في رابعة " فقد باؤوا بغضب من الشعب وعليهم لعنة الوطن.

حدث ذلك مع شخص مثل عمرو حمزاوي، فاكرينه؟ اللطيف الكيوت أبو سوالف. ففي عز نشوة انتصار تلاتين يونيو لا صوت كان يعلو عن صوت "الكنس" و"اضرب اضرب إحنا معاك"

الحقيقة أنا أميل لرأي أنه لا مصالحة مع جماعة ترهب وتروع الناس ولكن أن يتحول ذلك إلى تخوين وتقزيم كل من يطالب بذلك فهذا لا أفهمه، حمزاوي وغيره تم اتهامهم صراحة بالعمالة لأميركا وامتد الاتهام لقائمة المتهمين المعتادين مثل بلال فضل ومصطفى النجار ووائل غنيم المفضل لدينا دائما في دور العميل الخائن الجاسوس وعلاء عبدالفتاح اللي لما كل حكومة تتزنق تعتقله، هم وغيرهم خلايا نائمة وعملاء وخونة وممولون من أميركا، هم وغيرهم سبب الوكسة اللي إحنا فيها لأنهم قادوا "عاصري الليمون" وسلموا البلد لجماعة إرهابية، أليس كذلك؟

طب وحدة وحدة، تعال نشوف الوكسة اللي إحنا فيها، فين الوكسة؟ لو كان الأمر لي لقبلت يد كل عاصر ليمون لأنه انتخب مرسي، آه والله، هل تظنون أن الكراهية الشعبية غير المسبوقة كانت ستحدث لولا وجود هؤلاء في الحكم؟ لو كنت صرفت ما في الأرض جميعا لم تكن لتنكشف هذه الجماعة على الملأ ولم يكن ليكرهها مواطنون ينتمون إلى طبقات كنا نعتبرها فقدت للأبد لصالح الإسلام السياسي.

لم يتسن لي التصويت في الانتخابات لسفري لتصوير برنامج أميركا بالعربي السنة الماضية ورفضت الدعاية لأي مرشح ولكن لو رجع بي الزمن بعدما رأيته الآن كنت سأطلب من الناس التصويت لمرسي لأن سقوط هذه الجماعة ليس في قمعها ولكن في خروجها للنور ليرى فشلها العالم كله.

أعود الآن للخلايا النائمة التي ذكرتها من قبل، هؤلاء ربما لا يتفقون معك في طريقة التعامل مع الجماعة الآن، هؤلاء ربما يستفزونك بالحديث عن المصالحة والاحتواء وعدم الإقصاء، هؤلاء ربما يعتقدون أنه مهما كنت تظن أن هذه جماعة إرهابية فلن يتم حل الموضوع بطريقة أمنية بحتة وأن تجارب مماثلة في كل العالم من إيرلندا وتشيلي وغواتيمالا انتهت بالجلوس على مائدة مفاوضات، ربما لا توافق على ذلك، وربما تظن أن الموضوع أسهل وأسرع من ذلك وربما تظن أن ما يطرحونه غير عملي، وربما تكون أنت على حق "وجبت التايهة" وهم عبارة عن حفنة من الأغبياء والفشلة واللي مابيفهموش فيها، أتفهم ذلك كله ولكن هل أنت مصدق فعلاً أن هؤلاء خونة وإخوان متخفيين وخلايا نائمة؟ هل تشبعت بالقنوات الدينية التي أغلقت فأصبحت تستخدم نفس أسلوبهم فتلقي عليهم الاتهامات بدون تفكير؟، هييييه فين أيامك يا مرسي؟ فبلال فضل الخلية النائمة حالياً كان كافرا زنديقاً، مصطفى النجار كان النصراني مرشح الكنيسة، حمزاوي عميل المخابرات الأميركية كان إلى جانب ذلك ماسونياً وجاسوساً وبهائياً والعدو التقليدي للإسلام؟  الوحيد الذي مازال محتفظا بمستواه هو وائل غنيم فهو مازال عميلاً وجاسوساً وماسونياً وخلية نائمة وإخواني والمنفذ الأول والأوحد للأجندة الأميركية، (ياللا ماهو فقري من يومه!)

وغيرهم وغيرهم من بتوع لا "للإكساء" و"النوشتاااااء".

في حالة لو مافهمتهاش، دي النكتة الجديدة بدل ما تقول إقصاء و نشطاء، والجدير بالذكر أن ده نفس مستوى خفة دم الإسلاميين حين كانوا ينادون حمدين والبرادعي بـ "حمضين" و"البراضعي".

الوحيد الذي أفلت من هجومكم حتى الآن هو البرادعي وذلك لأنه في كنف الحكومة التي تقف في صف السيسي الآن، ولكن لا تقلقوا فحين يخرج من الحكومة سيعاد تدوير نفس الاتهامات التي كان الإسلاميون يشوهونه بها.

أقدر جدا إحساسك بالبلد وأنك تريد أن تتخلص من "الإخوان" بصرف النظر عن استحالة محو مئات الآلاف من الوجود، أعرف أنك تريد لهذه الأزمة أن تنتهي، لكن يجب أن تعلم أيضا أن هناك أشخاصاً في نفس معسكرك يحملون نفس العداء للإخوان لكنهم يرون أن الحل الأمني كما فشل في الماضي فإنه سيفشل أيضا الآن وأنه لابد من حل سياسي، ربما يكونون مخطئين وتكون أنت على حق لكن قل لي بالله عليك هل يستدعي الخلاف في الرأي أن تصب عليهم لعناتك وتعيد تدوير اتهامات أعدائك تجاههم؟

سنختلف على حل مشاكلنا الأساسية وسيخرج بعضنا بحلول بعيدة عن مبدأ "اضرب وإحنا معاك" ولكن أن يكون الرد الجاهز أنك إخواني أو خلية نائمة أو أنك خائن للبلد لمجرد أنك معترض على النزول لتفويض الجيش وان "لو أنت مش معانا فروح اقعد مع الإرهابيين اللي في رابعة أحسن" وانك "لو مش موافق تبقى خاين لجيشك ولبلدك" فأنت لا تختلف عن الإسلامي الذي كان إذا دخل معك نقاشاً حول الشريعة ورفضت أنت أن يقوم بتطبيق الشريعة بمفهومه فيقول لك "يعني إيه مش عايز تطبق الشريعة، يعني الناس تمشي عريانة في الشارع؟".

إن أسلوب التخوين والابتزاز باسم الوطنية لا يختلف كثيراً عن أسلوب التكفير الذي كان الآخرون يقومون به ضدنا، ولا أستطيع أن أفهم كم التخوين والبذاءة لمن يطالبون بالمصالحة مع أن هذا هو الخطاب السياسي للمستشار عدلي منصور بل الفريق عبدالفتاح السيسي فلم أرك تتهمهم بأنهم خلايا إخوانية نائمة.

في سعيك المحموم للتخلص من أعدائك حاول ألا تخسر أصدقاءك، هؤلاء الذين وقفوا معك في يوم من الأيام ضد "الإخوان" ومرسي، فتهمة "الخونة" هي سيف مصلت على رقبة كل مخالف الآن.

أقولك سر؟ عارف مقالي اللي كتبته عن الإنسانية والحاجات اللطيفة المثالية دي؟ كان ذلك كافيا لاتهامي بالأخونة وميوعة الموقف بل الخيانة لجيش البلاد، أه والله زمبئولك كده!

بالأمس ساندنا حمزاوي وآخرين لوقوفهم أمام "الإخوان" ولكن أخاف أن يأتي اليوم الذي لا نستمع فيه إلا لأنفسنا فنوزع صكوك الوطنية والانتماء كما نشاء وفي سكرة النصر الزائف نهتف: "اليوم خلصنا من الجماعة وغدا نقتل حمزاوي".

* ينشر باتفاق خاص مع «الشروق» المصرية

back to top