مسلسلات تاريخية «تضرب» بالأزمات عرض الحائط

نشر في 14-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-03-2013 | 00:01
No Image Caption
قررت الدراما التاريخية تحدي الواقع الرازح تحت مشاكل واضطرابات، وفرض نفسها على الشاشات بإنتاج ضخم وموازنات تفوق بأضعاف موازنات المسلسلات الاجتماعية. ليس هذا فحسب، بل في نية صانعيها دبلجتها إلى لغات أخرى من بينها الفرنسية والإنكليزية، من أبرز هذه المسلسلات «خيبر» و{الملك نمرود».
يتناول «خيبر» (30 حلقة) السنوات الثلاث الأولى للهجرة وغزوة خيبر، انطلق تصويره أخيراً بموازنة مفتوحة تتجاوز سبعة ملايين دولار، وهو من إنتاج كويتي وشركة «إيكوميديا» القطرية والمنتج السوري محسن العلي، إخراج محمد عزيزية، يشارك في البطولة ممثلون مصريون وسوريون من بينهم: لبنى عبد العزيز وسامح الصريطي وعايدة عبد العزيز وأحمد ماهر، من سورية أيمن زيدان، سلافة معمار.

أما «الملك النمرود» فيشارك في بطولته: صابرين، يوسف شعبان، عابد فهد، ومجموعة من الفنانين، سيناريو أشرف شتيوي، إخراج محمد زهير رجب، إنتاج الدكتور عادل حسني، وسينطلق التصوير قريباً فور الانتهاء من بناء الديكورات الداخلية التي تتجاوز كلفتها مليون دولار.

العامل المشترك بين المسلسلين سعي منتجيهما إلى تسويقهما إلى أكبر كمّ من المحطات الفضائية، ودبلجتهما فور الانتهاء من تصويرهما لتسويقهما في دول عدة. في هذا الإطار، يسعى منتجو «خيبر» إلى تسويقه في بلاد إسلامية لا تتحدث العربية، بينما يسعى منتج «الملك النمرود» إلى دبلجته إلى الإنكليزية والفرنسية.

موازنة ضخمة

يوضح محسن العلي أن الموازنة الضخمة هي الأصل في الدراما التاريخية، كونها تتطلب تحضير أزياء خاصة وتجهيزها، فضلا عن الخيول التي يتم استخدامها وتدريب الممثلين عليها والتخطيط للمعارك التي تفرضها الأحداث.

يضيف العلي أن الدراما التاريخية تحتاج إلى دعم الدولة في ما يتعلق بأماكن التصوير وبعض التجهيزات التي قد تكون مكلفة للمنتج ومتاحة في الدولة، ما يدفع غالبية المنتجين إلى الإحجام عن تقديم هذه النوعية من الدراما واعتبارها عملة قليلة التداول.

من جهته، يقول سامح الصريطي إن تحكّم وكالات الإعلان في القنوات الفضائية يجعل تركيز المنتجين على الأعمال الاجتماعية التي تستقطب نسب متابعة وإعلانات أكثر من أي عمل تاريخي، ما يتطلب تدخلاً من الدولة لتقديم أعمال ترصد الواقع التاريخي في ظل إحجام المنتجين عنها لظروف التسويق.

يضيف الصريطي أنه تحمّس لبطولة مسلسل «خيبر» كونه تجربة مختلفة وتنعكس الأحداث التي يرصدها على الواقع، مؤكداً أن قراءة التاريخ تساعدنا على فهم الواقع والمستقبل نظراً إلى التشابه في الأحداث الذي يصل أحياناً إلى حد التطابق.

أما أحمد ماهر فيلاحظ أن الأعمال التاريخية تمثل تحدياً صعباً أمام الفنانين الذين اعتادوا الاسترسال أمام الكاميرا بمضمون الحوار، خلافاً لما يحدث في الأعمال التاريخية التي تتطلب حفظ الدور والتحدث بالعربية الفصحى وهو أمر لا يجيده البعض، ما يبعده عن تقديم مثل هذه الأعمال.

يشير ماهر إلى أن الاهتمام بالدراما الاجتماعية والبوليسية على حساب الدراما التاريخية أمر مخزٍ بالنسبة إلى الدراما المصرية التي اشتهرت بتقديم أعمال تاريخية، وهو ما يجعله كفنان يطلب أجراً منخفضاً مساهمة منه مع المنتج لتخفيض موازنة العمل الضخمة.

تحضيرات طويلة

يرى المخرج محمد عزيزية أن الدراما التاريخية تحتاج إلى تحضيرات وديكورات ضخمة، ووقت أطول في التصوير، لافتاً إلى أنه بدأ مسلسل «خيبر» في وقت متأخر ويأمل اللحاق بالعرض الرمضاني لانتهائه من الديكورات مبكراً، ما يسهل عليه التصوير.

يضيف عزيزية أن فترة التحضير للمسلسل استغرقت نحو عامين منذ كان مجرد فكرة، لافتاً إلى أن طبيعة الأعمال التاريخية تختلف عن أي أعمال أخرى يمكن بدء تصويرها بعد أيام من الاستقرار عليها، أو حتى أثناء كتابتها بما يحقق أكثر من عمل في العام.

بدوره يقول السيناريست أشرف شتيوي إن «الملك النمرود» كان يفترض أن يكون من إنتاج التلفزيون المصري، لكن الأزمة التي يمرّ بها جعلته يؤجل المسلسل  حتى اطلع عليه المنتج عادل حسني وأعجب به وقرر إنتاجه، مشيراً إلى أنه اتفق مع حسني على موازنة مبدئية للعمل تتخطى كلفة إنتاجه لضمان خروجه بشكل جيد.

يضيف شتيوي أن كتابة المسلسل استغرقت سبع سنوات من بينها خمس سنوات  في جمع المادة التاريخية، وهو أمر طبيعي في مثل هذه الأعمال، نظراً إلى الحاجة إلى توثيق المعلومات والأحداث التاريخية، موضحاً أن المؤلفين عادة لا يهتمون بكتابة سيناريوهات تاريخية لعدم وجود منتج يتحمس لها.

back to top