أبعد أضرار الموادّ السامّة عن منزلك حلول لِـ 60 منتجاً خطيراً

نشر في 16-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 16-02-2013 | 00:02
يتطرّق كتاب «حلول ذكية للمشاكل اليومية» الصادر عن دار «الفراشة» إلى 60 منتجًا ومادة خطيرة وسامّة جدًا بالنسبة إلى البيئة وإلى صحة الإنسان، ويصف المكوّنات الستة المعجزة التي تحدّ من أضرارها.
أجرى فيليب شافان إحصاء للمنتجات السامة والخطرة الموجودة في منازلنا على شكل مواد تنظيف وتعقيم وموادّ تجميل وأدوية وغيرها فبلغ عددها 60 منتجًا أصبحت جميعها جزءًا من حياتنا اليومية. وتبيّن الدراسات الجدية والمستقلة أن تزايد مشاكل الجلد والتنفس والحساسية والسرطان التي تظهر كل سنة حتى عند الأشخاص الذين لا يمارسون عملاً يعتبر «خطرًا»، هي بنسبة كبيرة ليست فقط نتيجة المنتجات الكيماوية السامة المستخدمة في الزراعة التقليدية، ولكن أيضًا نتيجة الكثير من المواد الكيماوية المستعملة من دون احترام لأي أخلاقيات طبية، ومن دون أي اعتبار لصحة الإنسان، ومن دون أيّ عقاب.

قبل... وبعد

حتّى وقوع الحرب العالمية الثانية، كانت أمّهاتنا وجدّاتنا يستعملن منتجات بسيطة جدًّا، وطبيعية بشكل أساسي، لتنظيف المنزل، والعناية بالجمال وبنظافة الجسم، وفي المطبخ أيضًا. وكانت هذه المنتجات شائعة جدًا ومتوافرة بسهولة وبخسة الثمن، كذلك كانت لا تلحق أي ضرر بالصّحة أو بالبيئة، إضافة إلى فاعليتها في شتّى الظروف.

في تلك الفترة، كان البيض والزيت والخل والليمون والملح وغيرها تُستعمل لتحضير الأطباق اللذيذة وكذلك تطهير سطوح العمل، تنظيف أحواض المطبخ، العناية بالشعر أو بالبشرة، معالجة الصداع، معالجة الزكام، تطهير الجروح... وكان ذلك يأتي بنتائج رائعة.

منذ العام 1995 تغيّر الوضع للأسف! فكثّفت الصناعات الكيماوية الأوروبية والأميركية نشاطاتها ونوّعتها إلى حدّ بعيد. وكان هدفها الأوّل تحصيل القدر الأقصى من الأرباح المالية عبر إدخال الكيمياء، وأضرارها الرهيبة، إلى المنازل كافة.

ويقدَّر حاليًا أن أكثر من مئة ألف مادة كيماوية مختلفة، بحجم إنتاج يتجاوز بكثير الأربعمئة مليون طن، تنتشر في أوروبا من دون حسيب أو رقيب. وبالنسبة إلى أكثر من 95% منها، ليس للحكومات وجمعيات حماية البيئة وجمعية حماية المستهلك والمستهلكين أي فكرة على الإطلاق عن تأثيراتها وأضرارها على البيئة عمومًا وعلى صحّة الإنسان خصوصًا. وبعد مرور سنوات من الصراع، جرى تقييم 30 ألف مادة فقط.

المنزل والمواد السامّة

يمثّل الكثير من المواد الكيماوية الموجودة في المنتجات المنزلية الصناعية خطرًا لا يمكن إنكاره على البيئة وصحّة الذين يستعملونها وصحّة الأطفال، وهي خطرة أيضًا على صحّة الحيوانات الأليفة التي تعيش قرب الإنسان. فهذه المواد قد تكون أكّالةً، شديدة الاشتعال، سامّة جدًّا مهما كانت الجرعات... وإليكم بعض الأمثلة: يحتوي الشمع المستعمل لتلميع الخشب على مواد سامّة قابلة للاشتعال، لا سيّما النيترو بنزين. ويحتوي عدد كبير من المنظِّفات الصناعية المستعمَلة في مساحيق الغسيل وغيرها على مواد آكلة جدًّا مثل ما يُعرف بمواد «التبييض». ويحتوي معظم المنظِّفات المتعدّدة الاستعمالات ومزيلات الطرطير (حمض يترسّب على السطوح) على مادّة الفورمالدهيد التي يصنّفها المركز الدولي للأبحاث حول السرطان التابع لمنظّمة الصحّة العالميّة، «كمادة مسرطنة أكيدة»... وتطول اللائحة!

مواد كيماوية واجب تفاديها

وضعت المنظّمة الكندية Option consommateurs (خيار المستهلكين) لائحة مثيرة للاهتمام بالمواد الكيماوية التي يجب تفاديها إلزاميًا، رغم تواجدها بكثرة في مساحيق التنظيف المنزلية الصناعية، وهي: الأمونياك ammoniac، البنزين، الكريزول cresol، الفينول phenol، أثير الغليكول glycol ether، إيثوكسيلات النونيفينولnonyphenol ethoxylates، الفورمالدهيد formaldehyde، هيبوكلوريت الصوديوم sodium hypochlorite، النفتلين naphthalene، الباراديكلورو بنزين paradichlorobenzene، البركلور أثيلين perchlorethylene، الافتالات phtalates، التولوين toluene، ومبيدات الحشرات.

منتجات صناعية واجب تفاديها

وضعت أيضًا Option  consommateurs لائحة بالمنتجات الصناعية الرئيسة التي يستحسن تفاديها لأسباب صحيّة واضحة وعملاً بمبدأ الحيطة الأساسي:

- معطرات الجو.

- ماء الجافيل.

- أنواع الصابون المعروفة «بالمضادة للجراثيم» المخصَّصة لليدين ولغسل الأطباق.

- مواد التنظيف المخصَّصة للزجاج وللموكيت والسجّاد التي تحتوي على 2- بوتوكسي إيثانول 2-buthoxyethanol.

-مساحيق التنظيف (الأرض،...).

- المواد الصاقلة من الصدأ.

- المواد المعالجة للبقع التي تلحق بالسجّاد، خصوصًا بالأقمشة.

- المنتجات المعطَّرة صناعيًّا (المناديل، الشموع، الأزهار المجفّفة...)

- الكرات المضادة للعث (نفتالين).

خيارات بديلة!

يجب ألاّ يدفعنا كل ما تقدم إلى اليأس فثمة بدائل صحيّة، موثوقة، اقتصادية وفاعلة، لحسن الحظ. في الواقع، يتوافر طريقان عريضان للمستهلكين الواعين الذين يهمّهم احترام بيئتهم ورفاهتهم وصحّتهم على السواء.

أوّل هذين الطريقين تحدده مجمل المنتجات العضوية التي نجدها اليوم في الأسواق! نظافة البيت والاعتناء به عمومًا، العناية والرفاهية الشخصيّتان، العمل في الحديقة، العناية بالحيوانات التي تعيش معنا في المنزل...

لم تعد المنتجات العضوية تقتصر على قسم الطعام في المحالّ التجارية، وهذا لصالحنا. لكن المهمّ هنا هو ألاّ نُخدع بالغلافات أو الملصقات (على المنتجات) الكاذبة بشكل مقصود، التي تختبئ تحتها منتجات كيماوية 100% ومواد سامّة تلبس رداءً «أخضر».

في ما يتعلق بالمنتجات ذات النوعية العضوية الحقيقية، وحدها اللُّصاقات والشهادات الرسمية هي التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. أمّا سائر الشعارات والرسوم الأخرى الخادعة فيجب ألاّ يؤخذ بها على الإطلاق لأنها لا تحمل أي ضمانة في ما يختصّ بالمكوّنات والنوعية العضوية لهذه المنتجات.

رغم كون المنتجات العضوية فاعلة، صحيّة وطبيعيّة، فإنّها تشكو من عيب خطير: سعرها. لم تعد المواد الغذائية (فاكهة، خضار، لحوم، دواجن، بيض، خبز، معكرونة، حبوب، ...) المنتَجة عضويًّا أغلى بكثير من المنتجات الصادرة عن الزراعة التقليديّة. وتكون أيضًا أبخس ثمنًا عند شرائها مباشرة من المنتِج و/أو غير موضَّبة. أضف إلى أنّها اقتصادية أكثر في الاستعمال من المنتجات الصادرة مباشرةً عن الزراعة التقليدية: بما أنّها تتمتّع بطعم ألذّ وكميات أكبر من المغذّيات، يجب استهلاك كيمة أقل منها لبلوغ الشعور نفسه بالشبع والكفاية وتخزين كافة المغذّيات الضرورية للجسم. وبالتالي فمن غير المستغرب أن نرى اليوم عددًا متزايدًا من الأسر ذات المدخول المتواضع تتّجه بثبات إلى المواد الغذائية العضوية المنشأ.

أمّا بالنسبة إلى المنتجات الأخرى... سواء كانت منتجات تنظيف وعناية منزلية أو مستحضرات تجميل، منتجات تُعنى بالنظافة الشخصية أو منتجات خاصّة بالعناية بالحديقة، ... فلا فرق: لا تزال الأسعار مرتفعة نسبيًّا وعلى أية حال خارج متناول الميزانيات كلّها، وهذا أمر مؤسف. من هنا، إذا كانت المنتجات العضوية الطريق البديل الأوّل للمنتجات الصناعية المليئة بالمواد الكيماوية السامّة الخطيرة، فمن المثير للاهتمام دراسة طريق آخر عن كثب، طريق يتمتع بمزايا أكبر على الصعيد الاقتصادي...

منتجات عريقة وطبيعية

منذ فجر التاريخ، وبعض المنتجات الطبيعية يُستخدم لنظافة الجسم أو الرفاه أو العناية بالجمال، كذلك لصنع بعض المستحضرات العلاجية وأيضًا للعناية بالمنزل وبالحديقة. حتّى منتصف القرن الماضي، كانت هذه المنتجات لا تزال المفضّلة عند جدودنا الذين اشتهروا بدرايتهم بالفاعلية وبالادّخار.

يهدف المؤلف في هذا الكتاب إلى تعريفكم بشكل أفضل إلى الأسرار والاستعمالات المتعددة ومحاذيرها لبعض هذه المنتجات العجائبية. فيغطي العناية بالمنزل وبالحديقة، والعناية بالحيوانات الأليفة التي تعيش إلى جانبنا، المطبخ، الاستعمالات العلاجية وتلك المتعلّقة بالراحة والرفاهة والجمال، وذلك من خلال أكثر من أربعمئة وصفة وعلاج وحيلة عملية 100% طبيعية.

أما المنتجات التي سيتحدث عنها فيمكن عدّها بسهولة: الصلصل (Clay, argile)، بيكربونات الصوديوم (كربونات)، كلورور المغنيزيوم (Magnesium chloride)، الليمون، الملح والخلّ.

من الصعب جدًا بالطبع أن نجد منتجات أكثر طبيعية. ومن الصعب جدًّا أيضًا أن نجد منتجات موثوقة أكثر وفاعلة أكثر بثمن زهيد. فما سعر لتر من الخلّ أو كيلوغرام من الليمون الحامض؟ ما ثمن علبة بيكربونات الصوديوم أو كيلوغرام من الملح؟

إيجابيات وحذر

ولكن ألا تتمتع هذه المنتجات الستة إلاّ بالإيجابيات والفوائد؟ قد يكون من المبالغ جدًّا الاجابة بنعم. فبعض هذه المنتجات يقتضي استعماله بحذر: لا يحتمل الجميع الخلّ أو حموضة الليمون الحامض مثلاً. في المطبخ خصوصًا، يجب استعمال الملح بدراية لأنّ الإفراط فيه لا يكون أبدًا نافعًا. ولكن ممّا لا شك فيه أن مجموع هذه المنتجات الطبيعية ينطوي على إيجابيات ومنافع كثيرة جدًّا وقلّة هي المنتجات الكيماوية البديلة التي يمكنها أن تدّعي تقديمها، خصوصًا بهذا السعر...

صلصال، بيكربونات الصوديوم، كلورور المغنيزيوم، ليمون، ملح وخلّ: مجموعة طبيعية حقيقية. مجموعة رابحة فعلاً! ومن دون أن ننسى أن الرابح الحقيقي، بفضل هذه المجموعة، هو أنت!

back to top