«‏البقاء للأقوى»

نشر في 06-07-2013
آخر تحديث 06-07-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب شعار أصبح عنواناً لكل أمر في حياتنا، فالأقوى هو الذي يحصل على ما يريد، سواء في السياسة، أو القضاء، أو التعليم، أو التوظيف، أو الترقيات، حتى في الرياضة... هل هذا ما نطمح إليه في الكويت؟ هل هذا ما نص عليه الدين والعادات والتقاليد والدستور والعرف؟ إن كان هذا هو إذن لقد عدنا إلى قوانين الغاب.

من منّا فكر أن تكون دولته ذات السيادة والقوانين والدستور، يعيش شعبها على قوانين الغاب كالوحوش المفترسة ينهش بعضها بعضاً؟

من منّا يرضى بأن يُعرِّض نفسه وأهله إلى هجوم متوحش، أو إلى العيش بين الفناء والبقاء؟ من منّا يستطيع العيش في هذه الأجواء؟

إن كانت "الواسطة" والنفوذ والترعرع مع أصحاب القرار، تعطي البعض والقلة أخذ ما ليس لهم فيه حق، فاليوم أصبحت "الواسطة" والنفوذ نابين ومخلبين لتلك الوحوش المفترسة، فحتى صاحب الحق قد ضاع حقه بسبب تلك المخالب والأنياب.

هذه هي حالنا، وللأسف الشديد هناك من يصفق ويطبل لهذه الحال، وهناك من يريد أن ينكرها، وجعل عينيه مغمضتين تعيشان في أحلام وردية ليس لها وجود في عالمنا.

في ظل هذا الوضع، أصبح سقف المطالب للفقير والضعيف العيش بعيداً عن هجوم الوحوش الكاسرة، وأصبح الحصول على وظيفة حلماً ليس من حق أي مواطن أن يحلم به، والسكن أصبح كابوساً يشتت شمل الأسر بدلاً من أن يجمعها، واستمرار الحال يؤدي إلى التفكير فقط بلقمة العيش.

هل هذا ما نريد؟ هل هذا هو المراد يا أصحاب المخالب والأنياب؟

إن كان هذا هو المطلوب... فأنتم من دعاة قانون الغاب والبقاء للأقوى.

back to top