«ماها كومبه ميلا» يغسل الخطايا العشر... ويرعب التائهين
يفترض أن يكون مهرجان "ماها كومبه ميلا" الهندي الذي يعد أكبر مهرجان ديني في العالم تجربة تغذي الروح، لكنه قد يزرع الخوف في نفوس الآلاف ممن يتوهون بين الحشود الغفيرة.ينظم هذا المهرجان في موقع شاسع في شمال الهند بالقرب من نهر الغانج، إذ يتوقع نزول 20 مليون شخص في المياه للتخلص من الخطايا في العاشر من فبراير الجاري الذي يعتبر يوم الحظ.
ويضم هذا الموقع المزدحم المليء بالغبار خيماً وأماكن مخصصة لرجال الدين، بالإضافة إلى ممرات طويلة ومساحات شاسعة يتدافع فيها الناس للوصول إلى ضفاف نهر الغانج.وتطرح زحمة الحشود مشكلة كل مرة، ومع أن الهواتف النقالة تساعد في لمّ شمل المجموعات أو العائلات المتفرقة، يشعر الأطفال والعجائز والفقراء بالخوف عندما يضيعون.تجهش سارفيا هاريجان وهي جدة ثمانينية بالبكاء وهي جالسة على كرسي في مركز أنشأته جمعية خيرية محلية لمساعدة التائهين.وتقول هاريجان "كنت أمشي بالقرب من النهر وأمسك بيد ابنتي، لكنني انفصلت عنها وتهت بين الحشود الغفيرة، فطلبت المساعدة من الشرطة التي أتت بي إلى هنا". وحولها، تجلس نساء أخريات ينتظرن بصبر ريثما يصل أحد أقربائهن، بينما يستعد صبي في العاشرة من عمره للعودة إلى منزله برفقة صديق للعائلة بعد بقائه في المركز لمدة يومين.ويقول شامان راوات وهو متطوع في المركز "معظم هؤلاء يعودون إلى منازلهم برفقة أقربائهم، وإلا نضطر إلى إرسالهم إلى ديارهم بالقطار أو الباص على نفقتنا الخاصة".وقد تم وضع مكبر للصوت في الشارع ينادي بوشكا أوباديايا من خلاله أسماء المفقودين وعناوينهم بصوت مرتفع كي يأتي ذووهم لاصطحابهم.ويقول شرطي مسؤول عن أحد المراكز السبعة عشر المخصصة لاستقبال المفقودين حول موقع المهرجان وبلدة الله أباد المجاورة "يتوقع الأهل الأسوأ عندما يضيع أولادهم بين الحشود".ويضيف "من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال أن بعض الأشرار قد يمسكون بهم ويلحقون بهم الأذى". ويشير إلى أنه في اليوم الأول من المهرجان الذي يستمر 55 يوما، تم الإبلاغ عن 6000 شخص مفقود تقريبا، من بينهم أطفال في الخامسة والسابعة والتاسعة من العمر. ويعتبر "ماها كومبه ميلا" المهرجان الديني الأكبر في الهند، وهو يقام كل 12 سنة في الله أباد.(أ ف ب)