قلبكَ... اختر الجراحة المناسبة

نشر في 02-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-07-2013 | 00:01
No Image Caption
تحويل مجرى الشرايين أم قسطرة مع زرع دعامة: كيف يمكن الاختيار؟ يعود القرار إلى طبيبك، لكن من المفيد أيضاً أن تفهم وتقيّم خياراتك بنفسك.
القلب لا يضخ الدم بكل بساطة بل إنه يحتاج إلى الصمود. بالتالي، حين تهدد الشرايين التاجية المسدودة تدفق الدم إلى القلب، لا بد من التحرك. ثمة مقاربتان أساسيتان:

• الطريقة الأولى هي القسطرة مع زرع دعامة: يتم دس بالون صغير مُغلّف بمجموعة أسلاك قابلة للطي في وعاء دموي في الفخذ أو الذراع ويتم وصله بالقلب. عند نفخ البالون، تتسطّح صفيحة الكولسترول التي كانت تعيق تدفق الدم عبر الشريان. عند تفريغ البالون واستخراجه، تبقى الدعامة هناك لفتح الشريان. تُسمى هذه الجراحة «قسطرة بالبالون مع زرع دعامة».

• الطريقة الثانية هي «طعم مجازة الشريان التاجي»: خلال جراحة القلب المفتوح، تتم خياطة شريان أو وريد مأخوذ من مكان آخر في الجسم لإعادة توجيه الدم حول الشريان المسدود.

ما هو الخيار الأفضل؟ القرار ليس عشوائياً، بل يتوقف الخيار الصائب على عدد من العوامل بحسب د. دونالد كوتليب، خبير في إعادة الإمداد الدموي في جامعة هارفارد وجراح في مركز ديكونيس الطبي.

يقول د. كوتليب: «مسألة الاختيار بين زرع الدعامة وجراحة تحويل مجرى الشرايين تخصّ المرضى المصابين بمرض الأوعية الدموية المتعددة الذي يشمل ثلاثة شرايين تاجية. يطاول المرض بين ربع وثلث المصابين بمرض الشريان التاجي».

في هذه الحالة، يجب اللجوء إلى جراحة تحويل مجرى الشرايين ما دام لا يكون خطر الجراحة مرتفعاً جداً عند المريض.

يوضح د. كوتليب: «بالنسبة إلى مرض الشريان التاجي الذي يشمل ثلاثة شرايين، تبين الآن أن خيار تحويل مجرى الشرايين يتفوق على زرع الدعامة، مع بعض الاستثناءات المحتملة حين يكون التضيق في الشريان قصيراً جداً. لكن عموماً، تُعتبر جراحة تحويل مجرى الشرايين الخيار الأفضل في هذا المجال».

الطعم لمعالجة أهم شريان

لا تكون الشرايين التاجية الثلاثة في القلب متساوية. أهم شريان اسمه الشريان الأمامي الأيسر الهابط. يوصل الدم إلى الجدار الأمامي كله من القلب، وهو الجزء الذي يشمل عضلات أكثر بكثير من تلك الموجودة في المنطقة التي يغذيها أحد الشريانين التاجيين الآخرين. يكون تضيق أو انسداد الشريان الأمامي الأيسر الهابط أكثر خطورة من تضيق أو انسداد الشرايين الأخرى.

غالباً ما تكون جراحة تحويل مجرى الشرايين أفضل خيار لانسداد الشريان الأمامي الأيسر الهابط. إذا لم يكن الشريان مسدوداً ولم تبرز أي عوامل معقدة أخرى، غالباً ما تُستعمل جراحة الدعامة حتى في حال انسداد الشريانين الآخرين.

يقول كوتليب: «في حال انسداد شريانين وكان أحدهما الشريان الأمامي الأيسر الهابط، لا سيما الجزء الأعلى منه، تدعم البيانات اللجوء إلى جراحة تحويل مجرى الشرايين لكن ليس بنسبة مقنعة كما مع مرض الشرايين الثلاثية. ثمة مسائل شائكة مثل التأكد من سهولة معالجة الأوعية بالدعامة أو وجود عوامل خطر أخرى عند المريض».

ثمة عامل مهم آخر: تستعمل جراحة تحويل مجرى الشريان الأمامي الأيسر الهابط شرياناً آخر (شريان الثدي الذي يقع في الصدر، بالقرب من القلب) لجراحة الزرع. تبقى المضاعفات نادرة ويدوم طعم مجازة الشريان التاجي الذي يستعمل شريان الثدي طوال عقود. كذلك، يبقى شريان الثدي شبه محصّن ضد الانسداد لأسباب لا تزال مجهولة.

يوضح كوتليب: «إذا زرعنا دعامة في الشريان الأمامي الأيسر الهابط، سنحمي تلك المنطقة من الانسداد لكن تبقى بقية أجزاء ذلك الشريان هشة، بينما تحمي جراحة تحويل مجرى الشرايين الجزء الأسفل من الشريان بشكل دائم على الأرجح».

متى تكون الدعامة الخيار الأفضل؟

حين لا تتعلق الحالة بالشريان الأمامي الأيسر، تكون الدعامة الخيار الأول عموماً.

يقول كوتليب: «إذا كنا نتكلم عن انسداد في شريان أو حتى شريانين، لا يتم التناقش مع المريض عن ضرورة الاختيار بين تحويل مجرى الشريان أو الدعامة بل عن وجوب الاختيار بين الدعامة والعلاج الطبي». يعني العلاج الطبي في هذه الحالة تناول الأدوية وزيارة طبيب القلب لمتابعة الوضع الصحي، لكن من دون إجراء جراحات غازية مثل تحويل مجرى الشريان أو القسطرة.

في حالات أخرى تكون الدعامات الخيار الأفضل، حين لا يعود تحويل مجرى الشرايين خياراً وارداً.

فيما يدوم إصلاح الشريان الأمامي الأيسر الهابط عبر شريان الثدي طوال حياة الشخص، لا يدوم طعم مجازة الشريان التاجي في الشريانين الآخرين للمدة نفسها. تستعمل هذه الجراحات في العادة أوردة بدل الشرايين. لكن في نصف الحالات، تضعف الأوردة التي يُعاد توجيهها بعد 8 أو 10 سنوات.

يقول د. كوتليب: «حين يحصل ذلك ويحتاج المريض إلى إجراءات إضافية، يمكن إجراء جراحة ثانية لتحويل مجرى الشرايين، لكننا نفضل استعمال الدعامات بشكل عام».

طعم مجازة الشريان التاجي الخيار الأفضل عند الإصابة بالسكري

بالنسبة إلى المصابين بالسكري، تتراجع المسائل التي يجب تقييمها للاختيار بين جراحة تحويل مجرى الشرايين وزرع الدعامات. تتفوق جراحة تحويل مجرى الشرايين على القسطرة بشكل عام.

عند انسداد أكثر من شريان واحد في القلب، وجدت دراسة حديثة أن طعم مجازة الشريان التاجي يسجل معدلات نجاة أفضل عند وجود العوامل الآتية:

• السكري.

• عادة التدخين.

• قصور القلب.

• مرض الشريان المحيطي.

يرتفع معدل النجاة بنسبة بسيطة عند اللجوء إلى القسطرة وزرع الدعامة لدى الأشخاص الذين لا يواجهون أياً من هذه العوامل.

back to top