السنيورة: العالم العربي بحاجة إلى التعامل مع المتغيرات الدولية باقتدار
أكد فؤاد السنيورة أن «العالم بحالة تغير مستمر وعالمنا العربي يعاني كثيرا من هذه التغيرات وعدم القدرة على التعامل معها، فما شهدته دول الربيع العربي من انتفاضات تنادي وتطالب باستعادة الكرامة المهدورة وأيضا في التنبه للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول»، متابعا أن «العالم العربي الذي يمتد لدول عديدة من مشرقه إلى مغربه، أصبح بحاجة الى أن يتعامل مع هذه المتغيرات الدولية باقتدار وأفضل بكثير مما كان قائما في الماضي».
التعامل مع المستقبلوأضاف «ما يدعو له هذا المؤتمر كخطوة أولى على صعيد نشاطاتها المعرفية في مجلس العلاقات العربية والدولية دعوة لطالما كانت قائمة وتأكيد على أهميتها»، موضحا «علينا أن ننطلق نحو المستقبل لا ان نبقى مشدودين إلى الماضي دون أن نتعامل مع المستقبل بحاجاته وبضروراته كما ينبغي، فالمؤتمر الذي يعقد على مدى يومين هو خطوة على مسار ينبغي أن نعمل في الدول العربية لتعزيز صلاتنا وتعاوننا وزيادة قدراتنا والتنبه لمصالحنا العربية حاليا ومستقبلا». وتابع «من الطبيعي أن يقتضي هذا الانفتاح على أغلب الدول الاخرى الصديقة لكي تتنبه إلى أهمية المعالجة بالقضايا العربية الأساسية ولا سيما القضية الفلسطينية، ومن ثم دعوة الدول العربية بكافة مؤسساتها إلى التنبه لعملية التلاؤم الضرورية التي ينبغي ان تتم لكي يصار الى الاستماع الى صوت الشعوب»، مبينا ان «المؤتمر اليوم خطوة على طريق طويل، ونحن لا نقول اننا ابتدعناه، فهو موجود وهناك الكثير ممن يطالب به، لكن هي صرخة إضافية على هذا المسار الكبير الذي نتمنى ان تتحقق نتائجه عما قريب».الأزمة السوريةوعن طرح الازمة السورية ضمن فعاليات المؤتمر، اكد السنيورة ان هذا الموضوع ليس هو الاساس، لكنه موجود في خلفية اذهان جميع المشاركين، ان المعاناة التي يعانيها الشعب السوري على يد النظام، لاسيما الاستمرار الكبير في اللجوء الى القوة واستعمالها ضد الشعب السوري الذي اثبت بنضاله وصموده الاسطوري انه ماض حتى تتحقق مطالبه في استعادة الكرامة المهدورة وفي تمكينه من الحصول على حريته التي سلبت على عقود طويلة».واضاف «لا شك ان هناك سيتم بحثها خلال المؤتمر ونحن من المؤمنين بأن المبدأ اننا في دولنا العربية علينا ان نتآلف ونواكب حركة العصر وهذا يقتضي جهودا على مختلف الصعد من أجل تحسين قدرات أنظمتنا العربية بالاستماع الى الناس والتنبه لمطالبهم والمواكبة لما تحتاجه من عدة تستطيع من خلالها مواكبة ومواجهة تحديات السنوات القادمة»، مبينا «أنه على هذا الصعيد هناك ضرورة اساسية من دولنا العربية كي تعزز علاقاتها مع مختلف المناطق في العالم، واعتقد ان نظرة الى خارطة العالم نجد ان المشرق الذي يضم الهند والصين وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا وماليزيا واليابان واستراليا، وهي اكثر من نصف عدد سكان العالم وهي تمتد على مساحات محيطين من اكبر محيطات العالم لذلك لا يستطيع العرب ان يتجاهلوا هذا الوجود الذي يضم هذا المقدار من عدد سكان العالم، والذي يشمل كذلك قرابة 60% من المسلمين في العالم، والذي يحظى الآن باهتمام دولي ويحقق إنجازات كبرى على شتى الصعد الاقتصادية والتكنولوجية، وبالتالي نحتاج كدول عربية ان نتعامل ونحسن من قدراتنا على بناء علاقات استراتيجية واقتصادية وتقنية اساسية لزيادة تعاملنا ولاكتساب صداقات ومنافع لدولنا العربية بشكل عام».