الجزائر: مقتل «الموقعون بالدماء» والرهائن الأجانب

نشر في 20-01-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-01-2013 | 00:01
No Image Caption
• واشنطن ستطارد «القاعدة» • باريس تدعو القوات الإفريقية إلى الانتشار في مالي


احتدمت عملية تحرير رهائن منشأة "عين أميناس" الجزائرية بين الجيش الجزائري وجماعة "الموقعون بالدماء" المنتمية لتنظيم "القاعدة"، إذ أسفرت المحاولة النهائية أمس عن إعدام جميع الرهائن الغربيين وتصفية جميع الخاطفين، في وقت لاتزال المواجهات بين القوات الفرنسية وإسلاميي مالي في أوجها.
مع دخول عملية احتجاز عاملين جزائريين وأجانب في مصنع الغاز "عين أميناس" في جنوب الجزائر يومها الرابع، أنهى الجيش الجزائري عملياته ضد جماعة "الموقعون بالدماء" المسلحة، بهجوم على آخر موقع تحصنت فيه الجماعة أسفر مقتل الرهائن الأجانب السبعة.

وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أمس ان "القوات الخاصة شنت هجوماً نهائياً على الإسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في مصنع  الغاز مما أسفر عن مقتل باقي المسلحين وعددهم 11 الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة وسبعة رهائن أجانب"، الذين رجحت مصادر أمنية أن يكونوا أعدموا "انتقاماً".

وبحسب حصيلة أولية بعد هذا الهجوم فإن ما بين 25 و27 من الرهائن الأجانب والجزائريين، قتلوا حتى يوم أمس.

وفيما قالت شركة "سوناطراك" الجزائرية للنفط والغاز إن الجيش بدأ في إزالة ألغام زرعها مقاتلو "القاعدة" في مصنع الغاز، أكد الموقع الإلكتروني لصحيفة "الوطن" التي تنشر بالفرنسية أمس نقلاً عن مصادر رسمية، انتهاء العملية بمقتل جميع الرهائن الأجانب والمسلحين الـ11 الذين كانوا يختطفونهم.

وذكرت هذه المصادر أن المسلحين، الذين يقودهم الجزائري مختار بلمختار، حاولوا تخريب جزء من المنشأة النفطية من خلال إضرام النار في أنابيب الغاز إلا أن قوات الجيش والعاملين في المنشأة تمكنوا من السيطرة على الحريق.

وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية مساء أمس الأول أن تدخل الوحدات الخاصة سمح بتحرير نحو مئة أجنبي من جملة 132 أجنبياً و573 جزائرياً كانوا في المنشأة وفي المنطقة السكنية الملحقة بها.

قلق دولي

وأثارت عملية الجيش الجزائري قلقاً عميقاً في اليابان وبريطانيا والنرويج والولايات المتحدة وفي مواجهة الانتقادات الدولية، وقال مصدر حكومي إن هجوم الجيش جرى في ظروف "معقدة جداً" وسمح بتجنب "كارثة حقيقية"، مشيرا إلى أن الجماعة مزودة بترسانة حرب تشمل صواريخ وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ورشاشات.

وأعلنت قوات الأمن أمس أنه تم العثور على 15 جثة في حالة تفحم لرهائن وإرهابيين في تقنتورين بولاية إليزي خلال عمليات بحث ليلة الجمعة إلى السبت، وكانت حصيلة رسمية جزائرية كشفت عن مقتل 18 إرهابيا وتحرير نحو 376 رهينة بينهم 375 جزائريا وأكثر من مئة من الأجانب المختطفين وعددهم 123 رهينة.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس أن الولايات المتحدة "ستتخذ كل التدابير الضرورية لحماية رعاياها من تهديد القاعدة في بلاد المغرب".

وقال بانيتا، الذي يزور لندن حالياً، لـ"بي بي سي" ان "هدفنا هو التأكد من أنه أياً كان المكان الذي ستحاول القاعدة الاختباء فيه، سنمنعها من إقامة قاعدة وسنمنعها من شن عمليات إرهابية".

مالي

على صعيد ذي صلة، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في أبيدجان قوة التدخل الإفريقية إلى الانتشار "في أسرع وقت ممكن" في مالي حيث يقاتل جنود فرنسيون وماليون مجموعات إسلامية مسلحة تسيطر على شمال هذا البلد.

وقال فابيوس، لدى افتتاح قمة غرب افريقية حول الأزمة في مالي، إن العملية العسكرية الفرنسية في مالي والتي بدأت في 11 يناير "لن تحل محل المهمة الدولية لدعم مالي"، مؤكدا ان على القوة الإفريقية أن تنتشر "في أسرع وقت ممكن، وهذا هو هدف اجتماعنا".

وعلى غرار رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، أعرب فابيوس عن الأمل في أن تحرز العملية السياسية في مالي تقدما سريعا "ضروريا من اجل التوصل إلى تسوية دائمة للازمة المالية".

وشدد على انه "من الملح أن تستعيد السلطات المدنية زمام الأمور" في باماكو، فيما لا تزال المجموعة الانقلابية السابقة بزعامة الكابتن امادو هايا سانوغو تتمتع بنفوذ كبير في باماكو. وقد تولى سانوغو السلطة فترة وجيزة بعد الانقلاب الذي قاده في مارس 2012.

وخاطب الوزير الفرنسي مباشرة ديونكوندا تراوري الذي يشارك في القمة، قائلا له "أنت الرئيس الشرعي لمالي الذي تعترف به المجموعة الدولية، وبهذه الصفة أنت القائد الأعلى للجيش المالي، ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك".

وسينتشر ما مجموعه 5800 جندي من القارة الإفريقية في مالي على أن يحلوا في الوقت المناسب محل الجيش الفرنسي الذي يتدخل في مالي منذ 11 يناير لمواجهة المجموعات، وبدأت نيجيريا وتوغو بالفعل في إرسال جنودهما فيما يتوقع أن تتبعهما النيجر وبوركينا فاسو وتشاد قريباً.

وبعد السيطرة على "كونا" الأسبوع الماضي قالت مصادر من جيش مالي أمس إن قوات فرنسا ومالي دخلت بلدة ديابالي التي تخلى عنها المتمردون يوم الجمعة عقب عدد من الهجمات الجوية الفرنسية.

وقال ضابط، طلب عدم ذكر اسمه نظرا لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، "تمشط قوات فرنسا ومالي البلدة من منزل إلى منزل لأن الإسلاميين يحتمون في المنازل".

(الجزائر، أبيدجان- أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)

back to top