«حَلّي إلسانك»!

نشر في 06-04-2013
آخر تحديث 06-04-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب يسير بين الطرقات والدموع تنهال منه كالطفل الذي أضاع شيئاً يعشقه، كالأم التي فقدت ابنها الوحيد، كالزوجة التي ترملت وهي في عمر الزهور وبين أحضانها رضيع يتيم، ولكن... ماذا وراء تلك الدموع؟ وما أسبابها؟

هذه حال كل من أطلق العنان للسانه، ولم يضع حداً لانفلات الكلمات والحروف، فالكلمة إذا خرجت لا تعود، فإما أن تكون لمصلحتك ومعك وإما أن تكون ضدك وعليك... فأنت من يختار،  فاعرف ماذا تختار؟

إذا كنت زوجاً... فأبعد عن لسانك كلمة "طالق" فإنها تحسب عليك وليست لك، وبتكرارها ستخسر شخصاً كان بينكما عقد متين.

إذا كنت زوجة... فابتعدي عن كلمة "ما رأينا منك خيراً قط"، فهي نكران للعشير، ومآلها قد يكون إلى جهنم والعياذ بالله.

إذا كنت أباً... فأبعد عن لسانك "الدعاء على الأولاد"، فقد يكون دعاؤك لحظة استجابة فتفقد فلذة كبدك، وتندم على ذلك حين لا ينفع الندم.

إذا كنت مسؤولاً أو رب عمل... فأبعد عنك مفردات التوعد والوعيد والوعود الواهمة، فلربما بها تخسر أشخاصاً منتجين، ويصعب عليك تعويضهم.

نعم الكلمة قد تكون سبباً في نشوب الحروب، وقد تكون دماراً للمجتمعات والشعوب، وقد تكون مفتاح شر بين القلوب، فكن حريصاً في اختيار الكلمات، وكن محاسباً لها قبل أن تخرج منك، ولا تجهل نفسك تحت رحمة تلك الكلمات.

ولا تنسَ ذلك المثل الشعبي المشهور الذي يقول:

"حلّي إلسانك... تلقى الناس خلانك".

back to top