صباح الموظف

نشر في 23-03-2013
آخر تحديث 23-03-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي الموظف يلتقي بزملائه بالوظيفة كل يوم تقريباً، لكن بعض الموظفين للأسف يذهبون إلى هذا اللقاء اليومي بوجه عابس، فأفكار الموظف تكون مشحونة بمشكلات الحياة، فيضع على طاولة العمل كل همومه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فلا يتفرغ عقله للإنجاز المهني إنما يتفرغ لهذه المشكلات المتكدسة فنجده مشوشاً، يقوم بعمله وكأنه مجبر، فيكون التكشير هو سيد الموقف.

العمل هو عالم للعطاء، وهو معادلة صعبة لدى البعض، فهو إخلاص والتزام وابتسامة فإنجاز، والنتيجة تطوير الذات وتنمية الوطن.

وبما أن العمل عطاء فأبسطه هو الابتسامة في وجه المراجع، فأحيانا يكون حظ المراجع أن يستقبله موظف تفقد ملامح وجهه الابتسامة، فعلى ذلك المراجع المسكين أن يتحمل عبوس الموظف.

نفسية الموظف الجميلة بغض النظر عن وجود المراجعين تنعكس على نفسه أولاً، فيضفي جواً من المتعة وهو يؤدي عمله، فلا يشعر بالإحباط ولا يقوم بالتذمر الذي سيأخذ به إلى زيادة همومه.

في الوقت الحالي أصبحت تلك النفسية الجميلة جزءاً مفقوداً من شخصية الموظف، ربما هي ظروف الحياة، ربما الاختناق المروري، ربما جو العمل أو متاعب العمل نفسه.

فأحيانا تصل نفسية الموظف المحبطة إلى خلق خلافات مع زملائه الموظفين أو مع المراجعين لأسباب تافهة لا تذكر، وقد يجد هذا الموظف من خلق تلك النفسية المتذمرة أو غير المستقرة متنفساً لمشاكل الحياة، فنجده يتخذ من وجهه العابس مرافقاً له في ساعات العمل.

 ربما لا نستطيع أن نلوم الموظف بشكل مبالغ فيه، فالحياة مليئة بالمشكلات، ولكن من وجهة نظري أن الابتسامة لن تكلفه شيئاً ونفسيته الجميلة لن تثقل عليه، بل بالعكس ستنسيه مشاكله المتراكمة.

أعتقد أن الموظف عليه أن يعيد صياغة نفسيته قبل الذهاب إلى عمله، فلا ينسى أن يصطحب معه ابتسامته وهو متجه إلى وظيفته، فالعمل يحتاج إلى تفاؤل الموظفين والموظفون أنفسهم بحاجة إلى هذا التفاؤل.

فهنيئا لكل موظف ما زال يحتفظ بابتسامته بالرغم من ثقل الظروف.

back to top