صور زفاف تينا تيرنر... تقنيّات مُبتكرة في خدمة {الباباراتزي}
عندما عقدت تينا تيرنر حفلة زفافها في دارتها في سويسرا أخيرًا، أرادت إبعاد المصورين المتطفلين. إلا أنهم استخدموا طائرات من دون طيار للحصول على الصور الحصرية التي يحتاجون إليها. وهكذا نرى أن المعركة لأجل الحصول على الصور تتحوّل تدريجًا إلى الجو. «شبيغل» جاءت بالتالي.
حرصت تينا تيرنر والمنتج الموسيقي الألماني أروين باخ على ألا يزعج المتطفلون عرسهما. عُقدت حفلة الزفاف، التي ضمّت نحو 120 ضيفًا من المشاهير، يوم الأحد الفائت وراء الأسوار والأشجار العالية المحيطة بفيلا ألغونكين التي تملكها تيرنر على بحيرة زيورخ في ضاحية كوسناخت. تعمَّد الزوجان نصب غطاء أحمر ضخم لحجب الحديقة المطلة على البحيرة عن أعين المتطفلين وعدسات المصورين.بعيد الزفاف البوذي، تفاجأ المدعوون بطائرة صغيرة فوق رؤوسهم. انحنى توتو مارتي، مصور الصحيفة السويسرية Blick، إلى الأمام في قمرة القيادة وضغط على زر التصوير. وهكذا حظيت الصحيفة بسبق صحفي وحققت مكاسب كبيرة، فقد نشرت المجلات والصحف كافة حول العالم هذه الصورة. وفي ألمانيا، احتلت الصورة غلاف الصحيفة اليومية الواسعة الانتشار Bild والمجلة الرائجة Bunte.
لكن هذا بالتحديد ما رغبت تيرنر (73 سنة) وباخ في تفاديه، أو أُرغما على تفاديه على الأرجح للحفاظ على مصالح شركائهما الإعلاميين. توقع الزوجان أن يحاول المصورون التطفل على الزفاف من البحيرة، مستخدمين الزوارق. لكن الكثير من ضيوفهم تفاجأوا عندما أدركوا أن الحرب لأجل صور المشاهير انتقلت إلى الجو. ففضلاً عن الطائرات الصغيرة، استخدم المصورون أيضًا في بحيرة زيورخ طائرات من دون طيار يمكنهم التحكم فيها عن بعد.مناورة خطرةفي السباق للفوز بصور حصرية عن الزفاف، أخفق زميل مارتي، كلوديو ماير، في تحقيق مبتغاه. فقد تزوّد المصور الحر بأحدث ابتكارات التكنولوجيا وأطلق طائرة من دون طيار يتحكم فيها عن بعد من أمام دارة تيرنر. أراد ماير قيادة هذه الطائرة، التي تُدعى {المروحية الرباعية}، فوق حديقة تيرنر المميزة كي يتمكن من تصوير الحدث.لا يخضع استعمال الطائرات بدون طيار لقواعد صارمة في سويسرا، كما في ألمانيا. رغم ذلك، أرغمت الشرطة الصحافي على إنزال طائرته وصادرت بطاقة الذاكرة من آلة التصوير. فاشتكى كلوديو ماير من أن هذه الإجراءات أعاقت حقًّا عمله. ويوضح أن مصورًا آخر حاول أيضًا استخدام طائرة من دون طيار لتصوير مدعوي الحفلة، مثل براين آدمز وأوبرا ونفري.يدافع عمدة كوسناخت، ماركوس إرنست، عن قرار إنزال طائرات المصورين. فكان من الممكن، على حدّ قوله، أن تصطدم هذه الطائرات بدون طيار بالمروحيات التي ألقت أوراق الورد على العريس والعروس، ما يشكّل بالتالي {خطرًا على السلامة الجوية}. تتحوّل الطائرات بدون طيار تدريجًا إلى أدوات يشيع استخدامها بين المصورين وطواقم التصوير التابعة لمحطات التلفزة في ألمانيا، مع أن استعمالها يتطلب رخصة. فتُعتبر هذه الطائرات أقل كلفة وأكثر سرعة، مقارنة بالمروحيات. كذلك من الممكن أن تحلّق فوق الحدائق وأمام النوافذ من دون أن يلحظها أحد.تُستخدم هذه الطائرات من دون طيار أيضًا لالتقاط صور لمشاهد طبيعية، حوادث مهمة، وكوارث كبرى، فضلاً عن صور المشاهير. يذكر هيكو شوينبورن من وكالة التصوير WENN: {هذه الطائرات عالية الفاعلية، وتحقق نتائج مذهلة في الولايات المتحدة}.صور للقراءلكن مجتمع الصحافيين، الذين يمتهنون تصوير المشاهير، لا يتقبّل استخدام طائرات يجري التحكم فيها عن بعد. فما زال بعض المصورين يشكك في مدى استقرار هذه الطائرات وفاعليتها في عمل المصور المتطفل. يصف هانز بول، الذي يلاحق أنجلينا جولي وبراد بيت على دراجته النارية، استخدام الطائرات بدون طيار في مجال عمله بـ}التفاهات}. فزمن تحليقها، في رأيه، قصير واحتمال افتضاح أمرها كبير. لذلك يفضل الطيران المظلي (paragliding). يذكر: «أحلّق بهذه المظلة وعلى ظهري محرك صغير، وهكذا أتمكن من التقاط صور أفضل».لكن محرر صور صحيفة Blick، توبايوس جيسي، يعتبر زفافًا مثل زفاف تيرنر تحديًّا. يوضح: {يتوقع قراؤنا الحصول على صور}. إلا أن المشاهير يفضلون التحكم في تغطية حفلاتهم ليحققوا المكاسب المالية من الاتفاقات الحصرية التي يعقدونها مع الناشرين. وعندما سألناه عن الحد الذي يجب أن تكون الصحافة مستعدة لتخطيه بغية الحصول على صور أحد المشاهير الذي يرفض التقاط صور له، أجاب جيسي: {نعتقد أن الاهتمام العام الكبير بحفلات زفاف مماثلة يبرر نشر الصور}.إلا أن كريستيان شورتز، محامٍ مقره في برلين يمثّل مشاهير كثيرين، يصر على أن خصوصية تينا تيرنر قد انتُهكت. ويؤكد أنها تستطيع رفع دعوى قضائية لمنع النشر والحصول على تعويض.تُباع صور أعراس الأثرياء والمشاهير بمبالغ كبيرة. لذلك يقول شورتز إن من الضروري استرداد هذه الأرباح وتوزيعها على الأطراف المتضررة، فكرة لم يلحظها تفسير المحاكم الألمانية لقوانين الخصوصية في البلد بعد.