جدري الماء... نصائح وإرشادات للوقاية والعلاج
جدري الماء مرض شديد العدوى وشائع بين الأطفال، يُعزى إلى الفيروس النطاقي الحماقي الذي ينتمي إلى فصيلة فيروسات الهربس. يُصاب به الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 12 عاماً، وقد شهد العام الحالي إصابات بأعداد هائلة، علماً أن 5% من الحالات قد تصيب أشخاصاً بعد بلوغهم العشرين من العمر.
في ما يلي أجوبةً لأسئلة قد تتبادر إلى ذهنك من شأنها أن تزرع في قلبك الطمأنينة.
في ما يلي أجوبةً لأسئلة قد تتبادر إلى ذهنك من شأنها أن تزرع في قلبك الطمأنينة.
كيف ينتقل جدري الماء؟
عن طريق التنفس، ابتلاع قطرات من لعاب شخصٍ مصاب أو من خلال الاحتكاك المباشر بإصابات جلدية. من المحتمل أن ينقل المصاب العدوى إلى الآخرين بين يومٍ أو يومين قبل ظهور الطفح الجلدي وأسبوع بعد طهورها تقريباً أي إلى أن تجفّ البثور والفقاعات التي تتشكل على البشرة. من هنا يثير ظهور حالات جدري الماء في المدرسة قلقاً.ما أعراضه لدى الأطفال؟يتعرّض الطفل بعد 14 إلى 16 يوماً من الإصابة بالعدوى (فترة حضانة جدري الماء) إلى حمى خفيفة تصل إلى 38 درجة وآلام في الرأس، ويظهر احمرار على الجلد تتبعه بثور أو فقاعات يصل قطرها إلى 3 – 4 ملليمترات مليئة بالسائل.يتغيّر عدد الفقاعات وفقاً للحالة، قد يكون بضع فقاعات في بعض الحالات، ويتراوح في حالات أخرى بين 10 و2000 فقاعة تغطي الجسم بأكمله. غالباً ما تظهر الفقاعات، في البداية، على الصدر، المعدة أو الظهر، وتنتشر تدريجاً لتغطي الجسم، فروة الرأس، الوجه، اليدين والقدمين، الفم. ويرافق هذا الطفح حكة شديدة.بعد أيام من ظهور البثور، يتلبد السائل الموجود داخلها وتجفّ البثور وتترك مكانها قشوراً بنية اللون، في هذه المرحلة يصبح المرض غير معدٍ. في اليوم السادس، تسقط القشور مخلفة بقعةً وردية تختفي من دون أن تترك أي أثر ما لم يتمّ حكّها طبعاً. يُشفى المصاب بجدري الماء في فترة تتراوح بين 10 و12 يوماً. كيف يتطور؟يمكن للطفل العودة إلى الحياة الطبيعية بعد 10 إلى 12 يوماً، عموماً، تتعزز مناعة الأشخاص الذين أصيبوا بجدري الماء في طفولتهم ما يمنع الإصابة بها مجدداً، من دون أن يعني ذلك القضاء تماماً على الفيروس، بل يبقى موجوداً بنسبة ضئيلة في الجسم وتحديداً في العقد العصبية، وقد تنشط هذه النسبة لدى 15 إلى 20% من الأشخاص في أعصاب البشرة لتظهر على شكلٍ قوباء منطقية.ما العلاجات المتاحة؟ داء الجدري مرض فيروسي لا يتطلب أي علاج يعتمد على مضادات حيوية. قد يصف الطبيب للطفل المصاب علاجاً يخفف من أعراض الجدري كمضادات الهيستامين ومحلول مطهّر، وقد يصف مضاداً حيوياً في حالات العدوى البكتيرية، وعلاجاً مضاداً للفيروسات في الحالات الشديدة أو المعقدة.ما وسائل الوقاية من المرض وكيف يمكن تجنّبه؟بما أنه مرض معدٍ، ينتقل جدري الماء بفعل الاحتكاك المباشر بين شخصٍ مصاب وشخصٍ سليم. غالباً ما يكون المرض حميداً لدى الأطفال إلا أنه قد يصبح معقداً مع العمر ولدى الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة والنساء الحوامل، لذلك من الضروري أخذ الحيطة لتجنّب نقل المرض إلى هؤلاء. نصائح• علّمي طفلك أن يغطي فمه وأنفه بمنديل عند السعال أو العطس، وأن يرميه مباشرةً بعد الاستعمال، وفي حال لم يكن الطفل يحمل معه منديلاً، علّميه أن يغطي أنفه وفمه بكوع يده.• منذ بلوغه السنتين، علّمي طفلك أن يغسل يديه بالماء والصابون بانتظام وبكثرة، وأن يفرك بين أصابعه بشكلٍ جيد. قلمي أظافره دائماً لتبقى نظيفة.• اغسلي يديك بالماء والصابون قبل لمس الطفل وبعد لمسه.• احرصي على عدم تبادل الرضاعات أو المصاصات وأغطية الثدي مع أي من أفراد العائلة، ونظيفها جيداً بعد كلّ استعمال. • تجنّبي تقبيل الطفل المصاب واطلبي من إخوته الابتعاد عنه حتى وإن لم يكونوا مرضى.• احرصي على تهوئة غرفته كلّ يوم والحفاظ على حرارتها عند 19 درجة.• تفادي اصطحاب الطفل إلى الأماكن العامة (وسائل النقل المشتركة، المراكز التجارية والمستشفيات...) واحرصي على ألا يقترب طفلك المريض من الأشخاص الضعفاء كالمرضى والحوامل.بشكلٍ أدق، لا بدّ من أن تعلمي أن الجدري يصيب، بشكلٍ خاص، الأطفال بين عمر السنة والأربع سنوات، إذ تشكّل هذه الفئة 58% من مرضى الجدري، يليها الأطفال الرضع. نادراً ما يُصاب البالغون، وإن حصل ذلك فيكون في المرحلة العمرية بين 25 و34 عاماً، إذ ينتقل الفيروس فيها من الأطفال إلى الأهل الذين لم يصابوا بالجدري، ومن هنا لا بدّ من أخذ الحيطة. هل من ضرورة لللقاح؟في أغلب الحالات، يُعتبر جدري الماء مرضاً حميداً، إلا أن بعض الحالات يستدعي القلق والحيطة ويجبرك على مراجعة الطبيب فوراً.عند الإصابة بالحمى• خففي الملابس التي يرتديها الطفل ليتخلص جسمه من الحرارة واعرضي عليه شرب المياه بانتظام.• احرصي على تهوئة الغرفة والحفاظ على درجة الحرارة عند 19 درجة.• اعتمدي الباراسيتامول لعلاج الحمى. لا تلجأي إلى الأسبرين لمعالجة الطفل لتجنيبه الإصابة بمرضٍ نادرٍ ولكن خطير (متلازمة راي).إرشادات• أبلغي الحضانة أو الشخص الذي يرعى طفلك أو المدرسة أو مكان عملك لأخذ تدابير خاصة وإبعاد الأشخاص المعرصين للخطر (الحوامل...)، اتركي الطفل المصاب في المنزل إلى أن يُشفى ويزول الجدري تماماً أو إلى أن يصل إلى مرحلة القشور.• اعتني ببشرة طفلك وأبعدي عنه احتمال العدوى الثانوية، من خلال اعتماد أساليب العناية الصحية الملائمة: استخدمي صابونة خفيفة أثناء استحمام طفلك، اغسلي يديه بشكل متكرر، جففي جسمه بعد الاستحمام وتجنبي فركه، قلّمي أظافره واغسليها بالصابون. في حال حكّ الطفل جلده، قد تلتهب البثور وتترك ندباً لذلك اطلبي منه ارتداء قفازات.• تجنبي المساحيق أو المراهم لأنها تزيد من حدة العدوى.• استخدمي محلولاً معقماً سائلاً موضعياً (اطلبي نصيحة الطبيب أو الصيدلي).