نعيش متذمرين...

نشر في 03-08-2013
آخر تحديث 03-08-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي لقد صمت أذناي من كثرة الأصداء التي تردد أن صورة الإسلام قد أصابها تشوهات من قبل من يدّعون الإسلام، فهم لا يطبقون التعاليم الصحيحة له.

وأيضاً أرهقت عيناي من زخم تصريحات الأقلام التي تعبر عن سخطها من ممارسات بعض المسلمين الذين ليس لأفعالهم صلة بأصول الإسلام لا من قريب ولا بعيد.

إني أؤيد بشدة وأشد على أيدي تلك الآراء حول ما ذهبت إليه حول ما يحصل من تهشيم لصورة الإسلام، وما يحدث من تغييم لجماليته الحقيقية.

فالإسلام دين الأخلاق، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

لكني أرى أنه بدلاً من أن نعقد حاجبينا من جراء تصرفات تلك الفئة الضالة، لنعمل نحن المتذمرين لفك عقدة هذا التذمر ونعيد صورة الإسلام البديعة التي تتجمل بأخلاقيات معتنقيه.

فلماذا لا نؤثر بدل أن نتأثر؟ ولماذا لا نبني بدل أن نراقب الانهيار؟ ولماذا لا نزرع بدل أن نشهد الاقتلاع؟ ولماذا لا نبادر بدل أن ننتظر؟ ولماذا نعيش متذمرين؟

إذا كنا نريد ترجيح كفة جمال ديننا، لنبتعد قليلاً عن إلقاء اللوم عن المخربين، ونبصر أنفسنا، ونراقب أفعالنا عن كثب.

لتكن ذواتنا سفيرة للضمير الإسلامي الحي، وليكن تعاملنا مع البشر في دائرة قيمه، ولتكن أفعالنا برفقة مبادئه، ولنكن نحن أنفسنا في صحبة إنسانيته.

خلاصة القول

إنه إذا كان التذمر من أجل العمل لتحسين الحال فيا حبذا ذاك التذمر، أما إذا كان التذمر من أجل إطلاق الكلمات في عنان القول فقط فإنه لا حياة لمن تنادي.

back to top