After Earth... سيل من الانتقادات
المخرج م. نايت شيامالان معروف بالتقلبات المفاجئة التي تطبع أفلامه مثل The Sixth Sense وUnbreakable وThe Village، وتكون تلك التحولات في الأحداث كفيلة بجعلنا نعيد النظر فيما كنا نشاهده طوال الفيلم. لكن عنصر المفاجأة تولته هذه المرة شركة «سوني بيكتشرز» التي أنتجت فيلم الخيال العلمي المشوق After Earth.
من أبرز مفاجآت شركة «سوني بيكتشرز» في فيلم After Earth: شيامالان أخرج الفيلم وشارك في كتابته. لا يُذكَر اسم شيامالان بشكل واضح في مقتطفات الفيلم أو الإعلانات التلفزيونية أو اللوحات الإعلانية التي تُظهر ويل سميث وابنه جادن.وعلى عكس ما توحي به الإعلانات للوهلة الأولى، تبين أن جادن سميث، وليس ويل، بطل فيلم After Earth.
تشير تلك المناورات التسويقية إلى أن شركة «سوني» تجد صعوبة كبيرة في ترويج فيلم المغامرة العائلية الذي كلف 135 مليون دولار خلال أشهر الصيف التي تشهد منافسة محتدمة بين الأفلام.After Earth أحدأفلام الصيف الأعلى كلفة ويشمل أهم موهبة تتعامل معها الشركة: ويل سميث. لكنه يواجه سباقاً صعباً على شباك التذاكر في وجه فيلم Fast and Furious 6 الذي سجل ثاني أعلى إيرادات لعام 2013 عند افتتاحه.فيلم After Earth مصنف لمن هم في عمر الثالثة عشرة وما فوق. يروي قصة محارب مخضرم وابنه الجامح، فتهبط مركبتهما الفضائية على كوكب الأرض بعد ألف سنة على أحداث كارثية كانت قد أجبرت الناس على إخلاء الكوكب والتوجه نحو مساحات أكثر اخضراراً في أماكن أخرى من المجرّة. ثم يجب أن يحارب الأب والابن للصمود في بيئة عدائية حيث تطورت جميع فصائل الحيوانات وتحولت إلى آكلات لحوم همجية تعتبر البشر مقبلات شهية.على اللوحات الإعلانية، يظهر وجه ويل سميث الجدي إلى جانب وجه جادن مع عبارة: «الخطر حقيقي والخوف خيار». في مقتطفات الفيلم، يظهر الأب وابنه خلال لحظات متساوية. أثناء الإعلان، يتفوه ويل بعبارة: «إذا كنا سننجو من هذه المخاطر، فيجب أن نحارب معاً».النجم الفعليرفضت شركة «سوني» عرض فيلم After Earth في لوس أنجلوس قبل يومين من إصداره في دور العرض، ولم تسمح لأيٍّ من مواهبها أو المخرجين بإجراء المقابلات. لكن وفق معلومات عدد ممن حضروا العرض التجريبي الأول قبل صدور الفيلم رسمياً، لا يظهر ويل سميث على الشاشة بقدر ما يفعل ابنه الذي يبلغ 14 عاماً.قال شخص كان قد أشرف على تطور عملية إنتاج فيلم After Earth منذ المراحل الأولى ولكنه طلب عدم الإفصاح عن اسمه خوفاً من تضرر علاقاته مع شركة الإنتاج: «إنه فيلم جادن سميث، لكن يريد القيّمون على العمل أن يوحوا بأن ويل سميث هو النجم الفعلي. لكنه فيلم جادن».لكنّ شهرة ويل سميث، باعتباره من أبرز النجوم الذين يحصدون أعلى الإيرادات، تستلزم أن يكون في طليعة من يسوّقون لأي فيلم يظهر فيه، لا سيما إذا عرفنا أن سميث أنتج فيلم After Earth أيضاً (مع زوجته جادا بينكيت سميث، والدة جادن). كذلك شارك في تطوير خيوط القصة.في المقابل، لا يعرف المشاهدون أن شيامالان (42 عاماً) يقف وراء فيلم After Earth لأن اسمه يظهر بخط صغير في إعلانات وملصقات الفيلم (على عكس عبارة «من الكاتب والمخرج م. نايت شيامالان» التي ظهرت بالخط العريض في عدد من أفلامه السابقة). صحيح أنه كتب وأخرج تسعة أفلام حصدت أكثر من 2،1 مليار دولار على شباك التذاكر، لكن كانت سلسلة من الأعمال الفاشلة كفيلة بتلطيخ سمعته في هذا القطاع.رفض المديرون التنفيذيون في الشركة تحديد السبب الذي دفعهم إلى تسويق فيلم After Earth وكأنه عمل من بطولة نجمين أساسيين. قال جيف بلايك، رئيس قسم التسويق والتوزيع في شركة «سوني»، إن عدم ذكر شيامالان في المواد الترويجية كان قراراً مشتركاً.أوضح بلايك: «لا شك في أن نايت مخرج من الطراز العالمي وقد سررنا بالتعامل معه في هذا المشروع. لكننا قررنا معاً التركيز في حملتنا على مشاهد الحركة وويل وجادن بما أن فيلم After Earth يروي مغامرة أب وابنه».حافظ شيامالان من جهته على حس التفاؤل، حتى إنه لم يمانع استعمال أفلام من إخراج تيرينس ماليك وستيفن سبيلبرغ لإطلاق حملة تسويقية افتراضية. خلال فترة التصوير في السنة الماضية، غرّد المخرج على موقع تويتر: «ربما يجب أن نستعمل الشعار التالي: «إذا أحببتم فيلمَي Tree of LifeوJurassic Park، فستحبون فيلم After Earth حتماً!». غياب الحريةيشير غياب اسم شيامالان من الحملة التسويقية إلى غياب الحرية من الناحية المجازية، وكأن الفيلم أصبح سجناً.لمع نجم المخرج مع فيلم The Sixth Sense في عام 1999 (دراما خيالية ترشحت لست جوائز أوسكار، منها ترشيح عن فئة أفضل تصوير)، وقد اعتبرته صحيفة «نيوزويك» «خليفة سبيلبرغ» وأشاد به الكثيرون لأنه نجح في مزج الدقة التقنية مع نوع من الضوابط العاطفية غير المألوفة في هذا النوع من الأعمال. لكنه فشل في الارتقاء إلى مستوى تلك التوقعات الأولية وتخبطت أفلامه الأخيرة من الناحية التجارية وفي أوساط النقاد.كلّف فيلم The Last Airbender (اقتبسه شيامالان في عام 2010 من مسلسل الرسوم المتحركة المشوّق على شبكة «نيكلوديون») 150 مليون دولار وحصد 320 مليون دولار عالمياً. لكن اضطرت شركة «باراماونت بيكتشرز» إلى إنفاق مبالغ طائلة لتوزيع الفيلم وتسويقه، فلم يحصد العمل إيرادات كافية وفق معايير هوليوود.حقق الفيلم الخيالي Lady in the Water في عام 2006 إيرادات مقبولة توازي كلفة الإنتاج، بينما حصد فيلم التشويق The Happening في عام 2008 والفيلم النفسي The Village في عام 2004 إيرادات جيدة لكنهما تعرضا لهجوم لاذع من النقاد.كتب ريتشارد كورليس نقداً عن فيلم The Happening في صحيفة «تايم»: «فقد شيامالان اللمسة التي جعلت فيلم The Sixth Sense عملاً كلاسيكياً مشوقاً وخسر مكانته كمخرج شاب يبرع في إنتاج الأعمال الغامضة على طريقة هيتشكوك العظيم. يبلغ 37 عاماً فقط لكنّ أفضل أفلامه أصبحت وراءه. يبدو وكأنه نسي سر نجاحه في تلك الأعمال}.بعد فترة من العمل ككاتب يستطيع تطوير وتصوير أعماله الخاصة بأقل تدخل ممكن من شركة الإنتاج، ظهر فيلم After Earth كأول عمل ضخم يتولى شيامالان إخراجه بعد تلطخ سمعته.سرعان ما ظهرت معلومات عن تلك الصورة السلبية التي اكتسبها المخرج في كتاب The Man Who Heard Voices: Or, How M. Night Shyamalan Risked His Career on a Fairy Tale في عام 2006، وكان من تأليف مايكل بامبرغر بالتعاون مع شيامالان. في التفاصيل، يعرض الكتاب المشاكل التي واجهها المخرج مع المدراء التنفيذيين في شركة {ديزني} خلال إنتاج فيلم Lady in the Water.قدم شيامالان المعلومات اللازمة إلى الكاتب لمهاجمة رؤسائه في شركة «ديزني» بأسمائهم. كتب بامبرغر: «كان نايت يغلق عينيه أحياناً ويرى صور نينا جاكوبسون وأورين أفيف وديك كوك بالأبيض والأسود وهم يطوفون في رأسه، وكأنهم ضيوف غير مرغوب فيهم ويرفضون المغادرة».الأب وابنهشاهد رواد السينما الأب والابن سميث للمرة الأولى وهما يجسدان دور أب وابن في السيرة الذاتية الدرامية The Pursuit of Happyness في عام 2006، وكان أول عمل يشارك فيه جادن وقد حقق الفيلم نجاحاً مفاجئاً وساحقاً وحصد 307 ملايين دولار عالمياً. ثم تعاونا معاً في فيلم The Karate Kid في عام 2010، حيث أدى جادن الدور الرئيس وأنتج ويل ذلك العمل الدرامي عن الفنون القتالية.خلال حملة التسويق العالمية لفيلم After Earth، كادت تحركات عائلة سميث وراء الكواليس تطغى على الفيلم نفسه. يبدو أن تحدث ويل سميث بشكل عفوي عن رغبة ابنه في التحرر قانونياً من وصاية أهله في عيده الخامس عشر كان أبرز حدث متدوال بين أخبار المشاهير لهذا الشهر.صرّح سميث الأب لصحيفة «صن» البريطانية: «قال لي ابني: «أبي أريد أن أتحرر». أعلم أننا إذا قمنا بذلك، قد يصبح قاصراً متحرراً لأنه يريد العيش وحده في منزله الخاص». (ثم أعلن الممثل الذي يبلغ 44 عاماً أنه كان يمزح وأنكر جادن النبأ الذي يتعلق برغبته في الانفصال عن أهله).