الشومر لـ الجريدة•: ولادة 33 طفلاً غير مصابين بالإيدز لأمهات مصابات... إنجاز للكويت

نشر في 22-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-03-2013 | 00:02
• الكويت من أولى الدول التي أصدرت تشريعاً خاصاً للوقاية من الفيروس

• التصدي للعدوى بالفيروس مسؤولية مشتركة بين قطاعات الدولة والمجتمع المدني

أكدت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات ومقرر اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز في وزارة الصحة د. هند الشومر، أن التصدي للعدوى بفيروس الإيدز مسؤولية مشتركة بين جميع قطاعات الدولة والمجتمع المدني، مشيرة إلى أن القيادة السياسية أعطت اهتماماً كبيراً للتصدي للإيدز، لافتة إلى أن دولة الكويت من أولى الدول التي أصدرت تشريعاً خاصاً للوقاية منه، وهو المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992، الذي يعد حجر الأساس للبرنامج الوطني الشامل لمكافحة الإيدز.

وشددت الشومر في حوارها مع «الجريدة» على أهمية انتظام مريض الإيدز في تناول علاجه، مؤكدة أن العلاج متوافر بالمجان، ومطابق لأحدث البروتوكولات العالمية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، ويعطى للمواطنين والمقيمين مجاناً.

وأضافت أن الكويت حققت نتائج ممتازة في حماية المواليد من العدوى بالإيدز، إذ تم إعطاء العلاج الواقي للأمهات المصابات الحوامل، فكانت النتيجة ولادة 33 طفلا غير مصابين بالإيدز، ما يعكس مدى الاهتمام بتطبيق البروتوكولات العالمية وتحقيق هدف «اليونيسيف» الذي أطلقته لحماية الأطفال من العدوى بالإيدز... وإليكم التفاصيل في نص هذا الحوار:

• بعد مضي أكثر من ثلاثين عاماً على بداية اكتشاف العدوى بفيروس الإيدز، فمازال المرض مشكلة صحية على مستوى العالم... لماذا لم ينجح العالم حتى الآن في وقف العدوى بالفيروس؟

- العدوى بفيروس الإيدز ليست مجرد مشكلة صحية فقط ولكن هناك العديد من العوامل ذات العلاقة، وتختلف تلك العوامل من مجتمع إلى آخر، لذلك فإن التصدي للعدوى بالفيروس يعتبر مسؤولية مشتركة بين جميع قطاعات الدولة والمجتمع المدني، خصوصاً أن هذه المشكلة تتعلق بسلوكيات البشر والقيم السائدة في المجتمع وبالإمكانات والالتزام متعدد القطاعات، وعلى سبيل المثال قد تكون العدوى بسبب تدني خدمات التعقيم في عيادات الأسنان أو في أقسام الجراحة والعمليات، وبصفة خاصة عمليات زراعة الأعضاء التي تجرى في الدول والمستشفيات محدودة الإمكانات أو نقل الدم دون التأكد من مأمونيته ولم يتم تطبيق بروتوكولات مشددة لفحص دم المتبرعين وقبل نقله إلى الشخص الذي يحتاج إليه، وتختلف الظروف من دولة إلى أخرى إلا أنه مشكلة عالمية، ومن ثم فقد نصت على التصدي للإيدز الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة التي تعرف بـ(MDGs)، والتي صادق قادة ورؤساء دول العالم على الالتزام بتحقيقها في اجتماع قمة الأمم المتحدة رفيع المستوى مع بداية الألفية الثالثة في نيويورك.

•  نقلت وكالات الأنباء العالمية منذ أيام خبراً عن شفاء طفلة مصابة بالإيدز في أحد المستشفيات الأميركية، وخبرا آخر عن إصابة طفلة بإحدى الدول الخليجية بالعدوى بسبب نقل دم ملوث بالفيروس، فما تعليقك؟

- هذان الخبران يؤكدان أن العدوى بالفيروس ليست قضية صحية فقط ولكنها أيضاً حدث إعلامي، ولو قمنا بقراءة دقيقة للخبرين، فإن ذلك يؤكد أن طريقة انتقال العدوى تختلف من حالة إلى أخرى، وهاتان الحالتان انتقلت العدوى إليهما بطرق بعيدة تماماً عن السلوكيات غير السوية، لذلك يجب محو الوصمة والتمييز عن الحالات المصابة بالعدوى، وان خبر شفاء الطفلة يحمل البشرى الطيبة بأن الأبحاث العلمية مستمرة وتتقدم ونتطلع إلى اكتشاف علاج شاف لجميع الحالات لا فقط لحالة الطفلة، لأن هناك الملايين في مختلف دول العالم يحتاجون إلى العلاج ويتعلقون بأمل الشفاء.

• هل يوجد الآن علاج للإيدز؟

- نعم يوجد علاج للفيروس، فمن المهم أن ينتظم المريض في تناوله ولا يتخلف عن الاستمرار في أخذه، إذ يعتبر مرض الإيدز من الأمراض المزمنة التي يجب على المريض أن يستمر في أخذ علاجها دون انقطاع. والعلاج المتوافر بالمجان ومطابق لأحدث البروتوكولات العالمية المعتمدة من منظمة الصحة ويعطى للمواطنين والمقيمين بالمجان.

•  ارتبطت العدوى بالإيدز بممارسة سلوكيات غير سوية، لدرجة أن بعض الحالات التي أصيبت بالعدوى بسبب نقل الدم أصبحت موصومة أمام المجتمع بالانحراف أو بالسلوك غير السوي، فما رأيك في هذا؟ وهل جميع الحالات تصاب بالعدوى بسبب السلوك غير السوي؟

- للأسف الشديد ان ما جاء في السؤال يعكس بعض المفاهيم والأفكار الخاطئة التي سادت وسائل التوعية في الماضي، لدرجة أن البعض كان يروج لفكرة ومفهوم أن الإيدز عقاب من السماء، وهذا ليس صحيحا، لذلك فإننا يجب أن نتبنى جميعا ووسائل الإعلام في المقدمة مفاهيم جديدة لتصحيح المفاهيم الخاطئة، فكما ذكرت في السؤال توجد حالات عدوى بالإيدز لدى الأطفال المواليد بسبب إصابة الأمهات بالفيروس، وكذلك قد تحدث العدوى بسبب نقل الدم أو عمليات زراعة الأعضاء في دول محدودة الموارد وتنقصها إمكانات التعقيم في المستشفيات. وكذلك فإن التردد على محلات الحلاقة والصالونات لعمل المانيكير والباديكير والحلاقة قد يؤدي إلى انتقال العدوى، بسبب استخدام الأدوات الحادة الملوثة بالدم، ولا ذنب للشخص في حدوث العدوى في مثل تلك الأحوال. وان الحاجة إلى نقل الدم خصوصاً في الظروف الطارئة لا علاقة لها بالسلوكيات غير السوية. ولدينا نماذج ممتازة لنجاح العلاج وحماية المواليد من العدوى بالإيدز، إذ تم إعطاء العلاج الواقي للأمهات المصابات الحوامل فكانت النتيجة ولادة أطفال أصحاء وغير مصابين بالإيدز وبلغ عددهم حوالي 33 طفلا، وهذا إنجاز يعكس مدى الاهتمام بتطبيق البروتوكولات العالمية وتحقيق هدف «اليونيسيف» الذي أطلقته لحماية الأطفال من العدوى بالإيدز.

قيود

• هل توجد قيود خاصة على دخول الأطفال المصابين بالإيدز المدارس واختلاطهم بأقرانهم في البيئة المدرسية؟ وهل يوجد دور لوزارة التربية في الوقاية منه؟

- كما أوضحت سابقاً، فإن الإيدز ليس قضية صحية فقط ولكنه قضية إنمائية، ولوزارة التربية تمثيل دائم بعضوية اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز ولجنة التوعية والإعلام، وكذلك فإن الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو يشارك في عضوية اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز ولجنة التوعية والإعلام ولهم إسهامات ممتازة في أعمال اللجنة، من خلال الاستفادة من استراتيجية التصدي للإيدز التي أعدتها اليونسكو التي تؤكد دور وزارة التربية والمؤسسات التعليمية في الوقاية من الإيدز ونشر المفاهيم الصحيحة، وهو ما نقوم به بالفعل حالياً، حيث تقوم اللجنة بمراجعة المناهج الدراسية لتحديث محتوياتها ذات العلاقة بالإيدز، ودمج المفاهيم الجديدة المستندة على أحدث الدراسات العلمية ضمن المناهج التعليمية بجميع المراحل الدراسية، ومن أهمها أن العدوى بالإيدز لا تنتقل عن طريق المخالطة الاجتماعية اليومية العادية، وأن مخالطة التلميذ لزميله المصاب في الفصل أو المدرسة لا تشكل خطورة لانتقال العدوى، بل يجب محاربة الوصمة والتمييز داخل البيئة المدرسية، وعلى القيادات التربوية والتعليمية مسؤولية كبيرة لتصحيح المفاهيم القديمة ونشر المفاهيم المستندة إلى الحقائق العلمية والدراسات الحديثة.

•  هل يوجد تنسيق بين اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز وبين المنظمات الدولية والإقليمية؟ وهل تطبقون الاستراتيجيات العالمية؟

- كان لي الشرف بتمثيل دولة الكويت في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى للتصدي للإيدز المنعقد في نيويورك 2011، حيث كلفني وزير الصحة حينذاك بشرف تمثيل دولة الكويت وإلقاء كلمتها من فوق منبر الأمم المتحدة في نيويورك، وقد قدمت تقريراً عن إنجازات دولة الكويت للتصدي للإيدز، وهو ضمن المنهجية التي نتبعها لتقديم التقارير الدورية للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية عن مدى التقدم الذي أحرزناه لتطبيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، التي نصت على التصدي للإيدز، وبموجب هذا الالتزام أمام المجتمع الدولي، فإن دولة الكويت قدمت ما يعرف بتقرير UNGASS REPORT مرتين على التوالي عام 2010 و2012، وهذا التقرير يتم إعداده من جانب المستشار الوطني لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومستشار دولي يختاره البرنامج للمساعدة في إعداد التقرير وفقاً للإطار الموحد والمعياري الذي وضعته الأمم المتحدة، ويتضمن المؤشرات المختلفة التي تعكس الجهود والإنجازات بوزارة الصحة وقطاعاتها وإداراتها المختلفة والوزارات الأخرى والمجتمع المدني، باعتبار التصدي للإيدز مسؤولية مشتركة، وان هذا التقرير الذي قدمته الكويت للمنظمات الدولية يوثق بالأرقام وبالمستندات ما تم تحقيقه من إنجازات منذ بداية اكتشاف العدوى حتى الآن. وأود أن أشير إلى أن قانون الفحص الطبي قبل الزواج، وهو القانون رقم 31 لسنة 2008، يعتبر إضافة جديدة للأدوات التشريعية والقانونية وإحدى الركائز الرئيسية ببرنامج الوقاية من الإيدز بالبلاد.

برامج الوقاية

• كيف تنظرين إلى مستقبل برامج الوقاية من الإيدز على المستوى الوطني وعلى المستويين الإقليمي والدولي؟ وما أهم التحديات في هذا المجال؟

- نعيش الآن في عصر التكنولوجيا الحديثة والتقدم السريع الوتيرة في مختلف نواحي الحياة، وعلى سبيل المثال فقد كنا في السابق نعتمد على الإذاعة والتلفزيون والمطويات والكتيبات البسيطة للتوعية، أما الآن فإننا انتقلنا إلى مرحلة التوعية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تخاطب شريحة واسعة من مرتادي تلك المواقع وبلغة تناسبهم، وقد قمنا بفتح حساب تويتر @KNAC2012، ونرحب بالتواصل مع من يريد للرد على الاستفسارات ولتلقي الاقتراحات والإضافات، مع حرصنا الكامل على الحق في الخصوصية وسرية المعلومات. كما أن انتقال التوعية من الوسائل التقليدية إلى الوسائل الحديثة يعتبر أحد التحديات التي قمنا بالعمل على مواجهتها، وسنقوم في المستقبل بتطوير وسائل ورسائل التوعية، وهذا لا يعني أن نتخلى عن الوسائل التقليدية التي يجب استمرارها بالتوازي مع الوسائل الحديثة، حيث نستمر في إصدار الكتيبات والبوسترات والمطويات، بالإضافة إلى التوعية بمجال الكوميديا في الجمعيات والأسواق المركزية وشاشات العرض العامة، وإننا أمام تحد آخر هو استخدام أجهزة الاتصالات الذكية في مجال الصحة العامة، حيث تنقل الأخبار يوما بعد يوم استخدامات جديدة لبرامج الاتصالات الذكية بالصحة العامة.

اهتمام القيادة السياسية بالتصدي للمرض

قالت الشومر إنه مما يدعو إلى الارتياح أن القيادة السياسية أعطت اهتماما كبيرا للتصدي للإيدز، حيث تعتبر دولة الكويت من أولى الدول التي أصدرت تشريعاً خاصاً للوقاية منه، وهو المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992، ويعتبر هذا المرسوم حجر الأساس للبرنامج الوطني الشامل لمكافحة المرض.

وهذا المرسوم بالقانون، الذي يرجع صدوره إلى أكثر من عقدين من الزمان، يحتوي على المواد التي توائم بين حق المريض في الخصوصية وسرية المعلومات، وفي الوقت نفسه يحفظ القانون حق المجتمع في الوقاية من العدوى بالفيروس، وينظم الإجراءات الوقائية والعلاجية ضمن سياق حقوق الإنسان، ونتيجة لهذا القانون فقد تم تشكيل لجنة وطنية عليا ولجان فنية وإعلامية، وتم وضع بروتوكولات للتأكد من مأمونية الدم وفحص المتقدمين للعمل، قبل منح الإقامة لبعض الفئات ذات الخطورة العالية، هذا إلى جانب برامج التوعية والإعلام التي أدت إلى نتائج نعتز بها ويعتز بها الآخرون، عندما نقوم بعرضها في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية.

رابطة لأصدقاء مرضى الإيدز... قريباً

تبنتها اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة المرض

كشفت د. هند الشومر انه سيتم قريبا الإعلان عن إنشاء رابطة أصدقاء مرضى الإيدز، مشيرة إلى أن اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز قامت بتبني فكرة إنشاء الرابطة في الجمعية الطبية الكويتية، والتي لاقت ترحيبا وتشجيعا من مجلس إدارة الجمعية الطبية.

 وقالت: «نتطلع لأن تكون نموذجا للمشاركة المجتمعية الإيجابية لدعم البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز مع الحفاظ على خصوصية المصابين وسرية معلوماتهم». وأضافت أن العالم يحتفل في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز والوقاية منه، مشيرة إلى أنها تتمنى أن ننتهز هذا الوقت المتسع لنفكر سويا في مبادرات مجتمعية متكررة وغير تقليدية للاحتفال بالمناسبة هذا العام.

ودعت الشومر إلى التخلص من نظرة المجتمع السلبية لموضوع الإيدز والوصمة والتمييز، لافتة إلى أن لدينا العديد من جمعيات النفع العام والمبادرات المجتمعية للتصدي للأمراض المختلفة بينما لا يوجد أي مبادرة مجتمعية من جانب جمعيات النفع العام للمشاركة في برامج الوقاية من الإيدز بالرغم من وجود الإمكانيات إلا أن هناك حاجزا اجتماعيا أو مستوى معينا من الحرج لدى المجتمع في التعامل مع الأمور ذات العلاقة بالإيدز.

ووجهت رسالة لوسائل الإعلام بإزالة هذا الحرج وإطلاق مبادرات مجتمعية بدعم مرضى الإيدز.

back to top