أنا مقاطع

نشر في 13-07-2013
آخر تحديث 13-07-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي نعم، أنا مقاطع وأدعو الجميع إلى المقاطعة... ولكن لا تذهبوا بعيداً، فأنا لا أقصد مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي ستجري في رمضان مثلما اعتقد كثير منكم، ولكني أقصد مقاطعة مشاهدة المسلسلات الرمضانية التي تمتلئ بها محطات التلفزة في هذا الشهر الفضيل.

لقد بات واضحاً، خلال الأعوام الماضية، أن المسلسلات الرمضانية تدور جميعها حول أفكار متشابهة وإن اختلفت السيناريوهات فيما بينها، فهي دائماً ما تتحدث عن النصب والاحتيال والسرقة وإضرام المشاكل بين الأشقاء إضافة إلى ما تحتويه هذه المسلسلات من مشاهد لعقوق الوالدين وصراخ الأبناء على آبائهم وأمهاتهم ومشاهد ضرب الأزواج لزوجاتهم بشكل مبالغ فيه.

وليست هذه فقط هي مشكلة المسلسلات الرمضانية، بل الأدهى والأمر، أن تكرار هذه المشاهد في كثير من المسلسلات بشكل مستمر جعل كثيراً من المتابعين لهذه المسلسلات يتأثرون بشكل غير مباشر بهذه المشاهد، حتى أصبحت مألوفة لديهم، ومع الوقت قد يبدأون بممارستها في حياتهم اليومية ومع أمهاتهم وأزواجهم.

لقد تحدث كثير من علماء التربية وعلماء النفس عن خطورة مثل هذه المسلسلات وتأثيرها على المتابعين لها من خلال تغذيتهم بسلوكيات خاطئة حتى يخيل لمتابعي هذه المسلسلات أنها مشاهد عادية في حين أنها في حقيقة الأمر ليست من قيمنا وتعاليمنا الإسلامية في شيء.

خذ على سبيل المثال لا الحصر، ما نشاهده في كثير من تلك المسلسلات الرمضانية من مشاهد لضرب الزوج لزوجته وفرك رأسها بالأرض والصراخ في وجهها وصفعها على وجهها بأقوى ما يملك. لقد تكررت هذه المشاهد ووصلت خطورتها إلى أن بعض متابعي هذه المسلسلات قاموا بتقليد هذه المشاهد مع زوجاتهم على أرض الواقع فظهرت لنا المشاكل الزوجية وازدادت حالات الطلاق بسبب تشرب المتابعين للمسلسلات الرمضانية لهذه السلوكيات الخاطئة.

إن مشاهد الضرب هذه ليست من الإسلام في شيء علاوة على أنها ليست من قيمنا وعاداتنا التي تربينا عليها، فالإسلام نهى عن الضرب في الوجه، وحتى الطلاق ينبغي أن يكون بإحسان، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، ولهذا فإنني أدعو الجميع إلى مقاطعة مشاهدة هذه المسلسلات حفاظاً على سلامة أخلاقهم وسلوكياتهم.

back to top