الطعام في الوقت الخطأ يؤثر سلباً على دورة الأيض

نشر في 05-10-2013 | 00:06
آخر تحديث 05-10-2013 | 00:06
No Image Caption
مع تقدم ساعات الليل، أجد نفسي في غالب الأحيان أسعى إلى وجبة خفيفة، وقد يرجع ذلك في بعض الأوقات إلى شعور بسيط بالجوع، ولكنني أتوجه إلى المطبخ من دون تفكير، وأنا أعلم أنني لست الوحيد في اتباع هذه العادة التي تنطوي على ضرر محتمل.

وجبة الطعام الخفيفة العرضية في وقت متأخر من الليل لا تستدعي القلق، ولكن الحرص على تناولها بنهم كل ليلة يستحق نظرة أوثق، وربما يجادل الخبراء حول هل يتعين تصنيف الإفراط في الأكل ليلاً ضمن فئة تشخيص خاصة، غير أنهم لا يجادلون في أهمية هذه المشكلة.

وكما نُشر في العدد الحالي من مجلة "ذي ساينتست"، فإن تناول الطعام في الوقت الخطأ يمكن أن يؤثر سلباً على دورة الأيض، ما يفضي إلى زيادة في الوزن، وإلى مشاكل أخرى، وبحسب المجلة يستمر البحث الجديد في "الإضافة إلى الإدراك المتنامي أن عملية الأيض لدينا توجه من خلال آلة تأريخ مكتوبة في جيناتنا، وأن التضاد بين الاثنين يمكن أن يلحق الضرر بأنظمتنا".

 اضطراب الأكل المتعلق بالنوم مرض يكثر الحديث عنه، رغم عدم وضوح مدى شيوعه، والناس الذين يعانون هذه المشكلة يأكلون أثناء سيرهم خلال النوم، أو في حالة الخدار بين النوم والاستيقاظ، وهم بصورة عامة لا يدركون ما يقومون به، ولذلك فقد يستيقظون فيجدون أن السرير ملطخ بأوراق الحلوى -مع عدم تذكرهم لتناولها.

وتتمثل المشكلة التي تم توثيقها بشكل أفضل في "متلازمة الأكل ليلاً"، حيث يتناول الناس الجزء الأكبر من طعامهم في وقت متأخر من الليل، وتبين من دراسة نُشِرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن الناس الذين يعانون "متلازمة الأكل ليلاً" استهلكوا بحلول الساعة السادسة مساءً أكثر قليلاً من ثلث حريراتهم اليومية، في حين تناولت مجموعة تحت المراقبة نحو ثلاثة أرباع، وبين الساعة الثامنة مساءً والسادسة صباحاً استهلكت فئة الأكل ليلاً 56 في المئة من الحريرات اليومية، بينما استهلكت مجموعة المراقبة 15 في المئة فقط.

قد تؤثر متلازمة الأكل ليلاً على 1 أو 2 من 100 شخص بين السكان، وبينما كان الدكتور ألبرت ستنكارد من جامعة بنسلفانيا وصف هذا الاضطراب لأول مرة في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، استكشف باحثون في الآونة الأخيرة الصلة بين هذا الاضطراب وبين زيادة الوزن.

 وتؤثر المشكلة على ما بين 9 و14 في المئة من الأشخاص الذين يسعون إلى العلاج في عيادات البدانة، وما يصل إلى 27 في المئة من الأشخاص الذين يعانون بدانة شديدة.

وتحدث متلازمة الأكل ليلاً أيضاً لدى المرضى الذين يعالجون في عيادات الصحة العقلية، إذ أظهرت دراسة شملت مرضى نفسانيين أجرتها جامعة بنسلفانيا ومينيسوتا أن 12 في المئة منهم كانت لديهم متلازمة الأكل ليلاً، كما أظهرت أنهم أكثر احتمالاً من الأفراد الآخرين للتعرض لمشكلة الإدمان.

 ويشير بحث آخر إلى أن الأشخاص الذين يعانون متلازمة الأكل ليلاً يميلون إلى معاناة من شكل متميز من الكآبة، وعلى عكس النموذج العادي حيث يبرز الاكتئاب بجلاء أكبر في وقت مبكر من اليوم، في حين يميل المصاب بالأكل ليلاً إلى الشعور بالكآبة بقدر أكبر في المساء.

من غير الواضح معرفة أسباب حدوث متلازمة الأكل ليلاً وسبب ارتباطها بالاكتئاب أو الإدمان. وتقول إحدى النظريات إن تلك المتلازمة تشتمل على تمزق في الهرمونات التي تنظم النوم والشهية أو المزاج، ونظراً لأن الوجبة الخفيفة في وقت متأخر من الليل تشتمل على أطعمة "مريحة" غنية بالكربوهيدرات ترى هذه النظرية أن متلازمة الأكل ليلاً هي شكل من المعالجة الذاتية.

بدائل مساعدة

ثمة ارتباط شبه مؤكد بين النوم والأكل، نظراً للصلة بين قلة النوم وزيادة الوزن، ولذلك فإن النوم فترة طويلة قد يشكل بديلاً مساعداً يغني عن الأكل ليلاً. وإلى أن نتمكن من معرفة المزيد عن هذه المتلازمة قد يكون من الأفضل اتباع أسلوب أوسع للإقلاع عنها.

- راجع طبيبك لإجراء تقييم صحي كامل.

- إجراء تقييم من قبل متخصص في الصحة العقلية هو فكرة جيدة من أجل تحديد هل ثمة اضطراب عقلي آخر قد يسهم في مشكلة الأكل، وإذا كان الأمر كذلك فإن معالجة تلك المشكلة العقلية - مثل الاكتئاب أو القلق قد تحسن طرق تناول الطعام وفرص النوم المبكر.

- راجع اختصاصياً في ميدان الغذائيات (الحمية) لبحث أفضل سبل توقيت الوجبات خلال اليوم، وقد يساعدك ذلك على إنهاء دورة الأكل في وقت متأخر من الليل.

- تشير تقارير هذه الحالة إلى أن بعض الناس يستطيعون تحسين طرق أكلهم عبر استيعاب المشكلة ومحاولة تحديد محفزاتها.

- قد يساعد نوع العلاج عبر التحدث المعروف باسم "المعالجة السلوكية الإدراكية" - كما أن أساليب خفض الجهد قد تساعد في تفادي التوجه إلى الثلاجة.

- تشير الدراسات الأولية إلى أن مضادات التشنج "توباماكس" أو مثبطات مختارة من مضادات الاكتئاب مثل "زولوفت" قد تكون ناجعة أيضاً.       

(Harvard Health Publications)

back to top