Way, Way Back... قصة رومانسية تؤجج مشاعر الحنين
فيلم The Way, Way Back عمل تختلط فيه العناصر الدرامية والكوميدية، من كتابة الأشخاص الذين تولوا كتابة فيلم The Descendants.
يمكن أن ينتقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى سن الرشد في أي وقت. لكن في الأفلام، يبدو أن جزءاً كبيراً من مرحلة النمو يشكّل أساس الأعمال في أشهر الصيف... لا سيما بالنسبة إلى الفتيان! في هذه الفترة يستطيع أي شاب أن يتسكع على الشاطئ وأن يتدبر أمره مع الفتيات ويتحمّل الكثير من عائلته التي تراقبه عن كثب خدمةً لمصلحته الخاصة.يتمحور فيلم The Way, Way Back حول فتى خجول وضعيف الشخصية، وأمه التي عانت الكثير لفترة طويلة، وحبيب أمه الجديد والمزاجي، والعطلة التي تختلط فيها الأحداث وتصل إلى مرحلة حاسمة.
يؤدي ليام جيمس دور دانكن الذي يبلغ 14 عاماً، فتتغير علاقته مع ترانت (ستيف كاريل)، الشخص الغريب الأطوار الذي تعيش معه الأم بام (توني كوليت)، خلال رحلة إلى منزل ترانت الشاطئي. يقول ترانت: {قيّم نفسك من مقياس واحد إلى عشرة}. فيتردد الفتى ويتمتم {ستة}. لكن يجيبه ترانت: {أظن أنك بمستوى ثلاثة}.ترانت يحب مضايقة غيره وهو يسعى إلى نقل هذه العلاقة مع بام ودانكن وابنة ترانت من زواج سابق إلى {عائلة} متماسكة. ستكون الإقامة الطويلة في منزله على شاطئ ماساتشوستس، حيث يعرف ترانت أصدقاء قدامى وله {تاريخ حافل}، اختباراً مهماً للجميع. تضمن الجارة الجريئة بيتي (أليسون جاني) والثنائي المرح جوان (أماندا بيت) وكيب (روب كوردري) أن يلقي الأولاد نظرة على الراشدين وهم يعيدون عيش ماضيهم غير المسؤول (فترة الثمانينيات، مخدرات، طيش، خيانة).تلفت سوزانا الجميلة (آنا صوفيا روب) نظر دانكن. لكن لا تتعقّد الأمور قبل أن يقع ضحية أوين الذكي والمتسكع (سام روكويل). يقنع أوين دانكن بالعمل في منتجع Water Wizz، حديقة مائية يديرها (حين يسمح له مزاجه بإدارتها). يتعلم دانكن التحديق بالفتيات بلباس البحر على الألعاب المائية وطريقة الفوز بتلك الفتاة المميزة (بالنسبة إلى أوين، إنها كايتلين: مايا رودولف). على مر بضعة أسابيع، يدرك دانكن خلال عمله السري قيمته الفعلية. عفويةدمج نات فاكسون وجيم راش، الممثلان اللذان تحولا إلى كاتبَي سيناريو فازا بجائزة أوسكار (هما مخرجان الآن)، بين أعمال كوميدية تتمحور حول العطلة الصيفية (لا سيما فيلم Meatballs) وبين تحويل الفيلم إلى عمل درامي بين أم وابنها في مواجهة حبيب الأم. يؤدي روكويل دور المعلّم المرح الذي جسده بيل موراي في بداية مهنته، ويؤدي كاريل وكوليت وغيرهما جوانب قاتمة من أفلام مثل Beaches وLittle Miss Sunshine.يؤدي الكاتبان والمخرجان أدواراً ثانوية في الفيلم كموظفين في الحديقة المائية، ما يعزز الناحية العفوية والفوضوية في فيلم The Way, Way Back. يعيد ترانت ترميم عربة قديمة لها مقعد خلفي اقتُبس منه عنوان الفيلم. في هذه البلدة الشاطئية، لا تزال موسيقى الثمانينات رائجة. يحاول الكاتبان تجنب ابتكار مشاهد تذكّرنا بالماضي الذي يحنّان إليه، لكنهما لا ينجحان بذلك كثيراً.مثل فيلم The Kings of Summer، غالباً ما يتراجع دور الأولاد أمام الممثلين الراشدين، إذ يؤدي كاريل دور الشاب السيئ الذي نادراً ما جسده، بعيداً عن اللمسات الكاريكاتورية التي طبعت مسيرته التمثيلية. تُحوّل كوليت من جهتها شخصية بام إلى امرأة مثيرة للشفقة (فهي ذكية بما يكفي كي تفهم حقيقة ترانت ولكنها محبطة جداً كي تقتنع بأنها تستحق شخصاً أفضل منه). جاني جامحة بطبيعتها ولا يمكن أن تُضحك المشاهدين أكثر مما فعلت في المشهد الذي تخبر فيه الناس عن كيفية التحدث مع ابنها ضعيف النظر: {يكفي أن تحدقوا بعظمة أنفه. هذا ما أفعله أنا}.يقوم روكويل الذي يؤدي مجدداً دور شخصية غريبة الأطوار بتحويل أوين الكوميدي المحبط إلى متسكع أسطوري، فيقول لدانكن {لا تدع المظهر يخدعك} عندما يعرّفه على أحد الموظفين (جيم راش)، فضلاً عن تقديم نصائح عشوائية وغريبة.يبالغ فيلم The Way, Way Back في محاولة تقديم جميع العناصر المحتملة إلى مختلف أنواع المتفرجين، فيتعلم الأولاد عن الحب والحياة ويشاهد الراشدون أنفسهم ويحنّون إلى شبابهم. لكن بفضل الأداء التمثيلي ووفرة الدعابات القصيرة، نحصل على لمحة ممتعة عن جيل جديد ينغمس في ذكريات الماضي الجميل.