«تخاف حتى من ظلها»!

نشر في 27-02-2013
آخر تحديث 27-02-2013 | 00:01
 حمد نايف العنزي مع إيماني التام بأن أي وزير جديد لابد أن يمنح الوقت الكافي للتعرف على أوجه القصور في وزارته ومعالجتها تدريجياً، وألا تقل هذه المدة عن عام كامل كحد أدنى يحق بعدها للنواب مساءلته ومحاسبته عن أدائه خلال هذه الفترة ومدى ما أنجز فيها ما لم يطرأ أمر جلل يستحق المحاسبة الفورية وعدم الانتظار، ومع يقيني التام بأن الاستجوابات التي أراد نواب المجلس الحالي تقديمها للوزراء لا تستدعي حالة الاستعجال ومعظمها جاء كردة فعل على التعامل "البارد" لبعض الوزراء تجاه أسئلتهم، وإحساسهم بأن الحكومة لا تضعهم في الاعتبار كما فعلت من قبل مع المجالس السابقة، التي كانوا يرون بعض وزرائها يرتعشون خوفاً من مجرد "خزة" واحدة من أصحاب الحناجر النارية التي إن غضبت- وكثيراً ما تغضب- فإنها لا تبقي ولا تذر من كرسي أو بشت الوزير شيئاً!

أقول مع إيماني بكل هذا، فإنني عجبت كل العجب من الهروب الكبير للحكومة ووزرائها وطلبها تأجيل الاستجوابات إلى دور الانعقاد القادم، مع أن أحداً من النواب المستجوبين لم يبدِ أي نية أو يجمع الحشود للتوقيع على طرح الثقة مسبقاً كما كان القوم يفعلون في المجالس السابقة، والتي كانت تتخذ حكمها بالإدانة على الوزير قبل أن تسمع دفاعه عن نفسه، خصوصاً أن الحكومة تعلم قبل غيرها أنها مجرد استجوابات "تهويش" لا أقل ولا أكثر، أو كما قلت في المقال السابق محاولة لتقليد نواب المعارضة وإشعار الحكومة بوجود "مخالب" لهذا المجلس بالامكان استخدامها وقت الضرورة، حتى إن كانت كمخالب "القط" ليس لها القدرة على قتل أحد!

إذن، فالعملية كلها استعراض ولا تعدو أن تكون أكثر من سؤال "ناشف" ينتظر الإجابة، ولا يستدعي الخوف أبداً، فالنيران "صديقة" و"مطاطية" والنيشان في السماء، وإن كان من داع لتأجيل هذا الاستجواب "الودي" فليكن كما تنص اللائحة بتأجيله أسبوعين، أما طلب التأجيل مدة تتجاوز الثمانية أشهر فيضع ألف علامة استفهام على قدرة هؤلاء الوزراء على المواجهة والرد بثقة على ما يقومون به، ويعطيك انطباعا أنك أمام حكومة تخشى ظلها، وغير قادرة على أن تنجز شيئاً وتدافع عنه، لا اليوم ولا الغد ولا بعد ثمانية أشهر، في وجود مجلس صديق أو عدو لها... فالأمر سيان عندها!

***

ما قامت به وزارة التربية من "تمييز" بين المعلمين "البدون" ونظرائهم من الكويتيين والوافدين وذلك بالتعاقد معهم بنظام المكافأة التي تمنحهم أجوراً عن أيام العمل مع خصم العطلات الرسمية أمر يستدعي إعادة النظر ومساواتهم ببقية زملائهم فهم كما غيرهم مسؤولون عن أسر ولديهم التزامات مستحقة الدفع، ومن غير الجائز أن تتحول العطل الرسمية وهي فترة الراحة للجسم والعقل إلى هم وكرب ينتج عنه تقليص الأجر وزيادة المعاناة!

يا وزير التربية، هذه الفئة من الناس لا تعرف وطناً غير الكويت، ولدوا وكبروا على أرضها وبعضهم استشهد من أجلها، ومع هذا لا يزال البعض "يجاكرهم" حتى في لقمة عيشهم ويحاسبهم على الدقيقة والثانية، فيما ينام غيرهم في بيته حتى الظهر ليتسلم راتبه كاملا آخر الشهر!

back to top