خاص

السفير الرومي لـ الجريدة•: الكويت لم تشهد تطوراً منذ 21 عاماً... والنفط سينتهي يوماً لا محالة

نشر في 19-01-2013
آخر تحديث 19-01-2013 | 00:01
«ليس لدينا ثقافة سياسية ولا اقتصادية بالمستوى المطلوب»
أكد السفير محمد أحمد المجرن الرومي مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية أن الكويت لم تشهد تطوراً يُذكَر منذ 21 عاماً، رغم ما لديها من مقومات النجاح، لافتاً إلى أن ما ينقصنا هو تطبيق القانون على الجميع سواسية، لا تطبيقه على بعض الأشخاص دون آخرين.

وأضاف الرومي، في لقاء خاص مع «الجريدة»، أن الكويت لديها كفاءات قادرة على التغيير لكنها بحاجة إلى تشجيع، وأن الدول لا تقاس بالأبنية العالية أو وسائل الترفيه، موضحاً أن «لدينا مؤسسات وآباؤنا لم يقصروا، وكما كانوا رجالاً وبنوا الكويت فعلينا أن نكمل المشوار».

وتمنى الاهتمام بالشباب لأنهم المستقبل وثروتنا الحقيقية، مع تهيئة جميع سبل النجاح لهم، فالنفط سينتهي يوماً لا محالة، ومادامت لدينا ثروة ولدينا شباب فعلينا أن نستغل هذه الثروة في تطوير ذلك الشباب لتنهض الكويت بشبابها من الجنسين، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• وفق رؤية السفير الرومي لما تمر به الكويت في الآونة الأخيرة... إلى أين تسير بنا الأمور؟

- هناك وجهات نظر مختلفة بالنسبة للوضع السياسي الحالي، حيث بات المجتمع منقسما الى فريقين متضادين، ومع أن اختلاف الرأي ظاهرة صحية فإن ذلك ينبغي أن يكون في إطار القانون دون خروج على السلمية واللجوء إلى العنف، لأن العنف مدمر للمجتمع، وعلى الإعلام ألا يلعب دوراً في تأجيج الصراعات وبث الفرقة في المجتمع، وأن يوظف آلياته لما فيه مصلحة الكويت.

أما التنمية فإنها شبه معطلة منذ التحرير، فمنذ نحو 21 سنة، لم نر تطورا يذكر في الكويت، رغم ما لدى الكويت من جميع مقومات النجاح من القوى البشرية والامكانيات المادية والتكنولوجية وغيرها، وإذا كنا نريد الافضل لشعبنا فإن ذلك يأتي من خلال تطوير التعليم وزيادة كفاءة الرعاية الصحية، إضافة إلى ذلك فإن لدينا كفاءات قادرة على التغيير لكنها بحاجة إلى تشجيع، كما ينبغي تشجيع القطاع الخاص ودعمه، لنحقق طموحنا بجعل الكويت في مقدمة الدول عبر الاهتمام بالتعليم وإنشاء مدارس خاصة بالنابغين.

• برأيك كيف نخرج من هذه المشاكل؟

- لا نجاح لأي مشروع بدون خطة، وهذه الخطة بحاجة إلى متخصصين وبحاجة إلى فترة زمنية وميزانية، والعنصر البشري هو أساس تقدم الدول لذا ينبغي حسن استغلاله من خلال تعليمه ومكافأته وإعطائه الفرصة، فلدى شباب الكويت أفكار بحاجة إلى صقل وتشجيع، والاستثمار بالثروة البشرية افضل استثمار، فعلى سبيل المثال لم يكن لدى سنغافورة بعد استقلالها عام 1958 موارد تعتمد عليها، وكانت تعتمد على ايجار القاعدة البريطانية فيها، وبعد ان قررت بريطانيا الانسحاب لم يكن هناك مورد للاعتماد عليه، فكان هناك زعيم اسمه «لي كوان يو» وهو اول رئيس وزراء سنغافوري اعتمد على تطوير العنصر البشري من خلال تشجيع مجموعة من الشباب وتدريسهم في بريطانيا وعند عودتهم لبلادهم أنشأوا مؤسسات استثمارية وتعليمية وصحية، والآن سنغافورة من افضل الدول الآسيوية خاصة أن هناك احتراما للقانون عبر تطبيقه على الجميع بسواسية، وكذلك كانت بريطانيا في السابق فقيرة فتطورت بفضل العلم والقانون.

انتقائية القانون

• تطرقت إلى تطبيق القانون... فهل تفتقد الدول العربية إلى تطبيقه بشكل صحيح؟

- نعم، ونحن بالكويت نفتقده من خلال الانتقائية بتطبيقه على شخص دون آخر، وهذا لا يجوز، فيجب أن يكون الجميع سواء أمام القانون، فكثير من الأموال اهدرت في الكهرباء والماء، فضلاً عن مبالغ كبيرة صرفت ولكن لم تكن هناك محاسبة، ولو ان كل وزير طبق القانون لكانت الكويت من احسن وافضل الدول، ومع ذلك مازالت الكويت نموذجاً خليجياً والجميع ينظر اليها نظرة اعجاب متقدم، وينبغي الالتفات إلى أن الدول لا تقاس بالعمارات العالية او وسائل الترفيه فنحن لدينا مؤسسات، وكما أن آباءنا لم يقصروا وكانوا رجالاً وبنوا الكويت فعلينا كذلك تكملة المشوار.

• ما رأيك في الربيع العربي؟

- لا أعلم لماذا سمي بهذا الاسم، خاصة أن ثورة تونس بدأت في نوفمبر ولم تكن فترة «ربيع» وأيضاً في مصر بدأت في يناير، ولم تكن فترة ربيع بل شتاء، انا اسميها التغييرات السياسية في الحكم المطلق «الديكتاتوري»، الذي يعطل البلد ويزل الإنسان العربي، فهناك دول غنية وشعبها فقير، فكان من حقه الثورة للحصول على الثروة.

• وهل تأثرت دول الخليج بذلك؟

- بنسبة بسيطة لا كبيرة، نظراً إلى مستوى المعيشة في دول الخليج، فضلاً عن وجود حرية رأي، والانتخابات والديمقراطية في الكويت خير دليل، ولكن يجب ان ننظر إلى الأمور بعقلانية بعيدا عن التخريب والتهور والذعر وغير ذلك.

• كيف تسير الشعوب العربية؟

- نحن محتاجون إلى «ثورة تصحيحية ثقافية» بالدرجة الأولى، إذ ليست لدينا ثقافة سياسية بالمستوى المطلوب ولا ثقافة اقتصادية، ومع ذلك في الدواوين ترى البعض يتكلم في كل شيء، في السياسة والرياضة والاقتصاد، وأعتقد أن من يدعي فهم كل شيء فإنه لا يفهم اي شيء، وهذه احدى مشاكلنا بالكويت، والمفروض أن نتبع سياسة قليل من الكلام مع كثير من العمل.

• بصفتك مدير إدارة آسيا بوزارة الخارجية ما تقييمك لحجم التعاون الآسيوي لاسيما أن صاحب السمو أمير البلاد وضع اللبنة الأولى في المؤتمر الآسيوي الأول الذي عقد في الكويت في أكتوبر الماضي؟

- فكرة استضافة اول قمة لحوار التعاون الآسيوي في الكويت تعتبر حدثاً تاريخياً، والكويت عضو في مجلس التعاون وفي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة، وهذه منظمات دولية، لذا لابد أن تهتم الكويت بآسيا بصفتها دولة آسيوية ولها علاقات تاريخية مع بعض الدول كالهند وباكستان وسريلانكا وبورما وسنغافورة، كما أن هناك عائلات كويتية استوطنت هذه الدول، واقتراح حضرة صاحب السمو بإنشاء صندوق للتنمية بمبلغ ملياري دولار وتبرع الكويت بمبلغ 300 مليون دولار فكرة تخدم الشعوب الآسيوية، ولا ننس أن قارة آسيا أكبر القارات وأغناها وأكثرها سكانا، فالاتجاه نحوها فكرة صائبة.

• بعيداً عن السياسة... حدثنا عن حياة السفير الرومي؟

ـ أنا من مواليد الشامية عام 1950، درست في مدرسة المأمون الابتدائية بالشامية، ثم في مدرسة الشامية المتوسطة، ثم انتقلت إلى ثانوية الشويخ، وبعد انهاء الثانوية العامة التحقت بكلية التجارة بجامعة الكويت لفترة قصيرة، ثم انتقلت للدراسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حيث تخرجت في تخصص العلوم السياسية عام 1974، وفي صيف نفس العام تقدمت للعمل بوزارة الخارجية، حيث قبلت في سبتمبر 1974 بعد اجتياز اختبار ومقابلة شخصية ومن السفراء الذين اختبروني، المرحوم السفير الأديب عبدالله زكريا الأنصاري مدير ادارة الثقافة والصحافة والمرحوم السفير عبدالمحسن الدويسان مدير الادارة الادارية والمالية والسفير محمد السداح مدير الادارة الاقتصادية، وعينت في ادارة مكتب وكيل الوزارة السفير راشد الراشد.

• هل كان السفير الرومي لديه طموح أثناء الدراسة للعمل بالخارجية أم جاء مصادفة؟

ـ عندما كنت في الثانوية كان لدي اهتمام سياسي وأميل إلى قراءة الكتب السياسية، وأتذكر أنني في عام 1963 وكنت في السنة الأولى من المرحلة الثانوية ذهبت إلى سينما الأندلس في حولي، فبها مكتبة ملحقة بالسينما فتجولت فيها فوقع بصري على كتاب بعنوان «حياتي» من تأليف رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو عجبت به، وكان نحو 300 صفحة، وبعد أن تصفحت بعضه قررت شراءه، علما بأنني لا أستطيع قراءته كله، لأنه كتب بأسلوب لم أستوعبه في هذه السن، ولكن بعد فترة قرأته، لأنني كنت معجباً بصاحبه، الذي لم ألتق به في حياتي، وأذكر عندما كنت في الثانوية العامة سألني مدرس عن المهنة التي أود أن أمارسها بعد التخرج في الجامعة، فقلت «أن أصبح دبلوماسياً»، وهذا ما حصل ولله الحمد.

الهند

وقد تكون مصادفة غريبة أن أول كتاب تصفحته عن رئيس وزراء الهند السابق جواهر لال نهرو، وأن تكون المحطة الأولى لعملي الدبلوماسي الهند، ففي أكتوبر 1976 نقلت للعمل بسفارة الكويت في نيودلهي كسكرتير ثالث، أي أول السلم الوظيفي، ومكثت في الهند حوالي 6 سنوات تعرفت خلالها على الثقافة الهندية والسياسية والأديان واللغات، وكان عمري 26 عاما، فكان عندي الوقت الكافي والفرصة أن التقي بالسياسيين الهنود وكبار المسؤولين، ومن ضمنهم أنديرا غاندي رئيسة الوزراء ابنة رئيس الوزراء السابق جواهر لال نهرو، عندما كانت تحضر لمأدبة عشاء أقامها سفير الكويت في الهند آنذاك العزيز عيسى عبدالرحمن العيسى في منزله الرسمي، وقابلتها مرة في منزلها عندما كانت خارج السلطة بعد هزيمتها في انتخابات عام 1977، وقالت لي إن المعارضة التي وصلت إلى السلطة كانت تلاحقها وتحاول إيجاد أية مستندات تدينها، ولدي صورة تجمعني بها أعتز بها في مكتبتي الخاصة في المنزل، وافتخر بتجربة عملي في الهند، لأنها كانت المدرسة الأولى لتعلمي الدبلوماسية وحب الثقافة.

عام 1982 غادرت نيودلهي وكنت وقتئذ «سكرتير أول» لأعمل في إدارة مكتب الوكيل مدة سنتين، بعدها انتقلت إلى ادارة مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وكان وقتها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد -حفظه الله- وزيراً للخارجية، فكنت قريبا منه، وأحيانا أقدم له البريد اليومي في حال غياب مدير الإدارة، وكان وقتها الأخ العزيز السفير سليمان ماجد الشاهين، فكان العمل في مكتب الوكيل ثم الوزير تجربة جديدة في عملي.

القاهرة

في عام 1988 صدر قرار بنقلي للعمل في سفارتنا بالقاهرة، وكنت قد حصلت على درجة مستشار، وأمضيت 4 سنوات مليئة بالعمل الدبلوماسي، لكون القاهرة من أكبر المدن العربية حراكا سياسيا، وبها الجامعة العربية، وكانت السفارة ومندوبية الكويت لدى الجامعة العربية تعتبر واحدة، وكان السفير وقتها الأخ العزيز عبدالرزاق الكندري، ومكثت بها أربع سنوات عشت خلالها محنة الاحتلال العراقي، وكيف كنا نتعامل مع اعداد الكويتيين الذين نزحوا إلى مصر بعد خروجهم من الكويت، وكان عدد كبير من الاخوان الكويتيين الذين يعملون بالسفارة والمكاتب الملحقة يعمل ليلا ونهارا لحل مشاكل الجالية الكويتية في مصر التي زاد عددها مع مرور الشهور، ولكن الحمد لله جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى وعشنا فرحة التحرير يوم 26 فبراير 1991.

 وتعد القاهرة محطتي الثانية في الخارج والأولى عربياً وافريقياً، ومن أهم العواصم العربية والإفريقية، ومن حسن الطالع أن أعمل فيها، وكنت قبلها طالبا في جامعة القاهرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ووجدت شبهاً بين نيودلهي والقاهرة، فاسترجعت العلاقة الحميمة بين الرئيس جمال عبدالناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، فكل منهما زعيم في قارته، وكلاهما ينتمي إلى حركة عدم الانحياز، إلى جانب تشابه البلدين في كثافة السكان وانتشار الثقافة والفنون والأماكن السياحية.

الفرق بين الهند ومصر اجتماعيا بالنسبة لي أنني كنت «أعزب» في الهند، وفي مصر كنت متزوجا ولدي ابن هو أحمد وبنت اسمها موزة، إذ أتت موزة ونحن في مصر، أدخلتها حضانة في الدقي، بينما أحمد التحق بالمدرسة الباكستانية، ولعل الدراسة في المدرسة الباكستانية القريبة من سكننا في الزمالك كانت مؤشراً على أنني سأذهب في المستقبل للعمل كسفير للكويت في باكستان.

قطر

عام 1992 صدر مرسوم بتعييني سفيرا لدولة الكويت لدى قطر، وكنت وقتئذ وزيراً مفوضاً، فكانت بالنسبة لي نقلة جغرافية بعد العمل في مصر بقارة افريقيا، وعدت للعمل بقارة آسيا، وبالتحديد منطقة الخليج العربي، وهي القريبة من الكويت، فكان العمل في قطر معينا لي لعملي للمرة الأولى كسفير، وتعرفت على الشعب القطري عن قرب فوجدت فيه الطيبة والكرم، ولم أشعر وأسرتي بالغربة، وخلال 3 سنوات هي مدة عملي في قطر رزقنا الله بابني الأصغر فهد، وخلال عملي هناك حصلت تغييرات سياسية، وكان معظم العمل اجتماعيا، وحيث إن أبنائي كانوا بعيدين عن وطنهم 7 سنوات فقد وجدت أنه من المناسب أن أرجع إلى الكويت ليتعرفوا على أسر لهم ويتعلموا العادات الكويتية وينشئوا صداقات جديدة، فكان القرار بالعودة إلى الكويت.

وقتها تم ترشيحي للعمل كأول سفير للكويت لدى جمهورية جنوب افريقيا، وهي سفارة جديدة، فطلبت من المسؤولين إعفائي من المهمة، لأنني أريد العودة إلى الكويت، لحرصي على أن يكون أبنائي في الكويت كما أسلفت سابقا، وتفهم المسؤولون رغبتي وعدت في نوفمبر 1995 بعد نحو 3 سنوات من العمل في قطر.

• هل التنقل من دولة إلى أخرى والغربة تعارضا مع عملك كدبلوماسي وحياتك الاجتماعية؟

ـ بالتأكيد هناك تعارض ومشاكل تواجه العمل الدبلوماسي، وهذه ضريبته، فينعكس بالمشاكل على الأبناء بالدرجة الأولى، خصوصا بالنسبة للتعليم، فبعض الدبلوماسيين يضطرون إلى السفر للعمل بالخارج وأسرهم في الكويت، وهذا يسبب مشاكل اجتماعية، ومكثت سنتين في الكويت فكانت فترة ركود والتقاط الأنفاس بالنسبة لي.

باكستان

بعد مضي سنتين لي في الكويت استقررت نفسيا، واستطعت الحصول على درجة الماجستير من جامعة «كنت» في بريطانيا، وساعدني ذلك في استقراري بالكويت، وفي عام 1997 صدر قرار بنقلي كسفير لدى باكستان، وكنت ايضا سفيرا محالا لكل من كازاخستان وطاجكستان وميانمار، وكان العمل في باكستان ايضا تجربة جيدة بالنسبة لي لان الكويت ترتبط بعلاقات تاريخية مع باكستان، والشعب الباكستاني ليس غريبا علينا، لأن هناك جالية باكستانية كبيرة في الكويت.

ووجدت في باكستان حياة سياسية تتفاعل يوميا، وصراعات على السلطة، إلى جانب ان علاقة باكستان بجارتها الهند كانت متوترة، وبالنسبة لي العمل في باكستان وقتها، بعد سنوات في الهند، اعطاني صورة واضحة عن العلاقة بين الجارتين النوويتين.

وتشتهر باكستان بطبيعتها الجميلة وطيبة شعبها، وكانت عائلتي تزورني بين الحين والآخر، وانا أذهب للكويت في العطل والمناسبات، ولم اشعر بالغربة في اسلام آباد فقد كان هناك نشاط دبلوماسي مستمر حتى عام 2000، وبعد ان اكملت اكثر من 3 سنوات نقلت إلى الكويت لمدة قصيرة.

السويد

وفي عام 2001 صدر مرسوم بنقلي كسفير إلى السويد، وكنت محالا لكل من الدنمارك والنرويج وآيسلندا، وامضيت هناك 4 سنوات، وكانت تجربة فريدة لي للعمل في قارة اوروبا، خاصة شمالها البارد، والدول الاسكندنافية لاسيما السويد التي تشتهر بالتقدم والجمال واحترام القوانين والشعب المسالم والامان، وقد استمتعت وعائلتي بالعيش في هذه الدول الجميلة، وفي عام 2005 رحلت إلى الكويت.

البحوث والإعلام

وفي عام 2006، تم تعييني مديرا لادارة البحوث والاعلام في وزارة الخارجية، وعملت بها حتى عام 2009، وكانت تجربة جديدة بالنسبة لي بالعمل مدير ادارة، وعملت على تطويرها، وزودت السفارات بالكتب وانشأت في كل سفارة مكتبة تحوي الكتب المتعلقة بالكويت والدبلوماسية.

وطورت المكتبة واعدت تأهيلها، بالتعاون مع العاملين في ادارة البحوث والاعلام، وأجرينا اول مسابقة للبحوث للدبلوماسيين الكويتيين، ونشرت البحوث الفائزة في كتاب منفصل، الى جانب اقامة معارض لهم.

وفي عام 2009 صدر قرار بتعييني مديرا لادارة آسيا، ومديرا لادارة إفريقيا بالانابة، بعد انفصالهما، وكانت تجربة جديدة أن اعمل في ادارة سياسية تعنى بالعلاقات العامة مع الدول الآسيوية والإفريقية، واستطعنا بجهود العاملين في الادارة تطوير الحالة الادارية.

• من خلال عملك في آسيا وافريقيا واوروبا والخليج، كيف اثرت تلك التجارب عليك؟

- استفدت من كل دولة عملت بها، وكانت لي صداقات وذكريات مع بعض فئات الشعب هناك، ومازالت لي ذكريات كثيرة في الهند، حتى انني زرت الهند مع عائلتي وشاهدنا معالمها السياحية، كما انني احب مشاهدة بعض الافلام الهندية، والهند لها طابع خاص، نظرا لثقافتها الرائعة وتعدد الاديان، والكويت تربطها علاقات تاريخية بها قبل ظهور النفط والتجارة المتبادلة بينهما.

• هل اخذ احد ابنائك ميول الاب الدبلوماسية وخاض التجربة؟

- ابني الاكبر احمد لم يفضل العمل الدبلوماسي، وعمل في الصندوق الكويتي للتنمية، وابنتي موزة درست التمويل واستقالت من عملها لتكمل دراسة الماجستير في إحدى الجامعات البريطانية، وحصلت على الماجستير والحمد لله.

أما ابنتي الاخرى نورة فقد درست العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، وتفضل العمل في المنظمات الدولية والعمل التطوعي في المجال الانساني، وعملت مدة سنة في المركز العالمي للسلام بنيويورك، كما انها متطوعة في الهلال الاحمر الكويتي، وابني الاصغر فهد يدرس حاليا في أميركا ادارة الاعمال للسنة الثانية، وادعو الله أن يوفقهم ويحفظهم.

مانشستر وتويتر

• ماذا عن كرة القدم؟

- حاليا، أهوى مشاهدة مباريات كرة القدم، وافضل الدوري الانكليزي، واشجع فريق مانشستر يونايتد، بعد ان وجدت ابني احمد مولعا بهذا الفريق، وبعد مشاهدتي الكثير من مبارياته، واحيانا لا استطيع مشاهدة المباراة معه لانه ينفعل اكثر من اللازم اثناء المباراة، وفي العام الماضي ذهبنا معا الى نادي مانشستر يونايتد لمشاهدة احدى مبارياته من الاستاد، اما هواياتي الرياضية السابقة فكانت الاسكواش والتنس.

• ما رأيك في «تويتر»، وهل لديك حساب عليه؟

- شبكة التواصل مهمة في المجتمعات، وتقرب الناس ببعضهم، وانا لدي حساب لكن لا أستعمله الا قليلا، وافضل القراءة على استخدام «تويتر».

مسيرة التعليم

أكد السفير الرومي انه كان ومازال يحب التعليم ويحب القراءة، قائلا: «رسالتي للماجستير كانت عن العلاقات الكويتية القطرية، وبعدها حاولت اكمال مسيرة التعليم وسجلت في جامعة ورهام البريطانية للحصول على الدكتوراه، وكانت عن العلاقات الكويتية البريطانية، وذهبت مرارا الى الجامعة والتقيت المشرفين الذين تغيروا مع مر الزمن، ما سبب تأخير إنهاء الرسالة».

آراء وخواطر

عن هواياته قال السفير الرومي: «أهوى القراءة والكتابة، ولدي كتب بعنوان آراء وخواطر، جمعت فيها المقالات التي كتبتها في بعض الصحف الكويتية والاجنبية، منذ كنت طالبا، ومعظمها يتحدث عن الكويت والمستقبل، واحب التصوير الضوئي والفيديو، واعددت اربعة معارض للصور، الاول في قطر، والثاني في باكستان، ومعرضين في السويد، في جامعتي استوكهولم واوبسالا، وهناك معرض مختلف في الكويت عن الدبلوماسية الكويتية».

رئيس اتحاد الطلبة

عن التجربة النقابية، قال الرومي: أحب العمل النقابي، وأرى ان ذلك يصقل شخصية الانسان، ويمكنه من لقاء كثير من الناس، فعندما كنت طالبا في القاهرة دخلت في انشطة اتحاد طلبة الكويت بالقاهرة، وعملت باللجنة الثقافية، وبعدها انتخبت كرئيس للاتحاد، وكانت تربطني علاقات جيدة مع الطلبة، وهناك صداقات مستمرة حتى وقتنا الحالي.

وعندما حصل الاعتداء على مخفر الصامتة الكويتي من قبل القوات العراقية عام 1973 ذهبنا كطلبة الى مقر جامعة الدول العربية وقدمنا بيان احتجاج الى امين عام الجامعة المغفور له محمود رياض، وكان هذا نوعا من الانشطة التي اعتز بها.

وبعد التخرج انضممت الى جمعية الخريجين الكويتيين، وكذلك ترشحت لانتخابات جمعية الشامية والشويخ التعاونية وفزت بالانتخابات، واصبحت عضو مجلس الادارة ورئيس المجلس بمنطقة الشامية والشويخ، وكان لهذا الأمر جانب اجتماعي، وفرصة لمعرفة العمل الاجتماعي والتعاوني والتعرف على اصدقاء جدد.

back to top