طائرة إيران الشبح {قاهر F313}... قد تكون مجرّد خدعة!

نشر في 13-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2013 | 00:01
No Image Caption
يعتقد الخبراء أن الطائرة الشبح الإيرانية ليست إنجازًا كبيرًا بقدر ما تريد الجمهورية الإسلامية أن يظن العالم. ماذا كشف غرانت بودلكو؟
قدّمت إيران خلال نهاية الأسبوع الماضي ما دعته «إنجازًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا الجو والفضاء»: طائرة بنيت محليًّا تتمتع بالقدرة على التخفي. لكن بعض خبراء الطيران يعتقد أن تلك الطائرة الحربية الصغيرة، التي عُرضت للعالم بزواياها الحادة وجناحيها القصيرين، قد تكون مجرد نسخة مزيفة باهظة الثمن، وأن لقطات الفيديو التي ظهرت فيها الطائرة وهي تحلق في السماء ليست سوى صور لنموذج عن الطائرة يجري التحكم فيه لاسلكيًّا.

تبدو هذه الشكوك مبررة، نظرًا إلى الأسئلة الكثيرة التي تحيط بادعاء إيران المريب أنها أرسلت قردًا إلى الفضاء وأعادته سالمًا إلى الأرض.

خلال حفلة رفع الستار عن هذه الطائرة في مخزن في طهران في الثاني من فبراير، ذكر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «سرعة التقدم الإيراني في العلوم والتكنولوجيا ما عادت تعتمد اليوم على الظروف، بل على الإرادة». كذلك أكّد للعالم أن مشروع قاهر إف-313 «يحمل رسالة أخوة، سلام، وأمن، ولا يشكّل أي تهديد لأحد. فما من نية للتدخل في شؤون دول أخرى».

كذلك أعلن نجاد أن هذه الطائرة «الرادعة»، التي طورتها هيئة صناعات الطيران في إيران، اختُبرت طوال «آلاف الساعات» وأن الطيارين الإيرانيين «راضون جدًّا عن أدائها». وأضاف: «علينا أن نرسم أهدافًا أعلى. ندرك أن هذا الأمر ممكن لأننا نملك القدرات».

ذكر أيضًا وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أن الطائرة تتمتع «بخصائص فيزيائية فريدة»، أنها صُنعت من «مواد متطورة»، وأنها تتميز بضعف قدرة الرادار على التقاطها، ما يتيح لها العمل على ارتفاعات منخفضة. كذلك أشار إلى أنها تستطيع الإقلاع والهبوط على مدرج صغير، فضلاً عن قدرتها على حمل أسلحة متطورة مصنَّعة محليًّا.

بما أن بيع الأسلحة إلى إيران محظور دوليًّا، وبما أن طهران تواجه صعوبة في العثور على قطع غيار لأسطولها القديم من طائرات الركاب والطائرات الحربية المحلية (بعضها روسي الصنع، في حين أنها حصلت على البعض الآخر من الولايات المتحدة قبل الثورة الإسلامية في إيران عام 1979)، يشكك الخبراء والمحللون في صحة ادعاءاتها.

يعتبر موقع The Aviationist، الذي يديره طيار سلاح الجو الإيطالي السابق والصحافي المتخصص في شؤون الطيران ديفيد سنسيوتي، أن لقاهر إف-313  «تصميمًا غريبًا حقًّا» نظرًا إلى زجاجها «غير المألوف» ورأسها الصغير الذي يصعب تزويده برادار:

تبدو حجرة القيادة بسيطة، أكثر بساطة من أن تلائم طائرة حديثة. لا أسلاك وراء اللوحة الأمامية وقليل من المعدات، التي يشبه بعضها ما نراه في الطائرات الخاصة الصغيرة.

علاوة على ذلك، تبدو مضخات الهواء بالغة الصغر (تذكّر بمضخات الطائرات القتالية بدون طيار)، في حين أن قسم المحرك يفتقر إلى فتحة. ولكن يمكن لفضلات الاحتراق في المحرك أن تذيب الطائرة بأكملها.

يستخلص سنسيوتي أن الصور التي نشرتها إيران «ما هي إلا نموذج غير حقيقي» وأن الطائرة في شريط الفيديو تبدو «أقرب إلى نموذج صغير يجري التحكم فيه لاسلكيًّا، لا طائرة حربية فعلية».

بالإضافة إلى ذلك، يشير سنسيوتي إلى أن الفيديو الإيراني لا يُظهر الطائرة وهي تقلع وتهبط، ما له دلالات كثيرة.

نموذج من الزجاج

كذلك تقتبس الصحيفة الإسرائيلية «معاريف» عن خبير الطيران الإسرائيلي تال إنبار قوله إن هذه الطائرة الحربية تبدو نموذجًا صُنع من الزجاج الليفي أو الكرتون المقوّى. وأضاف: «ليست طائرة لأن شكلها لا يشبه الطائرات. لا تملك إيران القدرة على بناء طائرة. هذا مؤكد».

في المقابل، نشرت صحيفة The Times of Israel قول مهندس طيران إسرائيلي رفض ذكر اسمه إن الطائرة المعروضة لا تبدو «بكل وضوح» نموذجًا حقيقيًّا... إلا أنها تتمتع بميزات تخفٍّ متقدمة وقدرات مناورة عالية. وأضاف أن تصميم «قاهر» قد يفتقر إلى القدرات على حمل قنبلة، بيد أنه قد يشكّل أداة اعتراض ناجحة تدافع عن سماء طهران ضد أي تهديدات جوية. وذكر هذا المهندس أيضًا: «تحتاج إيران إلى أداة اعتراض دفاعية، ما يمنحها عنصر مفاجأة. كذلك تبدو هذه الطائرة كبيرة كفاية لتحمل صاروخ جو-جو».

لكن الكاتب المتخصص في شؤون الجو والدفاع ديف ماخوندار من مدونة DEW Line يذكر أن الطائرة المعروضة في ظهران تشبه لعبة قديمة أكثر منه طائرة شبح عصرية. ويتابع موضحًا: «يريد الإيرانيون أن يوهمونا أن هذه طائرة حربية قادرة على التخفي طوّروها، بنوها، وحلقوا بها. لكنها بصريح العبارة لا تبدو مثيرة للاهتمام. وأنا مستعد للمراهنة على أنها خدعة. قد نفترض أنها نموذج اختباري، إلا أنني أشك في ذلك».

فضلا عن ذلك، يشكك ماخوندار في أوجه «قاهر» كافة، مشيرًا إلى أن هذه الطائرة، إذا كانت فعلا طائرة حربية، لا تملك مساحةً كافية لكمية كبيرة من الوقود، فكم بالأحرى الأسلحة؟ ويوضح أن حجرة القيادة غير منتهية وأن الغطاء فوق رأس السائق يبدو مصنوعًا من زجاج صناعي (بلاكسيغلاس) متدني النوعية «خصائصه البصرية سيئة جدًّا». كذلك يشكك هذا الكاتب في ما إذا كانت هذه الطائرة قد زُوّدت حقًّا بمحرك. ويستخلص: «علينا الانتظار لنعرف ما إذا كان هذا تطورًا خطيرًا أو لا. لكني أظن أنه ليس كذلك، ولكن لننتظر ونرَ».

back to top