لورين قديح: تسويق فيلمي حدث بطريقة غير لائقة

نشر في 21-01-2013
آخر تحديث 21-01-2013 | 00:01
ما إن بدأ إعلان فيلمها السينمائي الأول my last valentine in Beirut حتى ألصقت بها تهم بالإباحية والإيحاء الجنسي، فالتزمت الصمت كردّ معبّر عما قيل في حقها بعدما دفعت والمخرج ثمن التسويق الاعلاني المشوّه للفيلم، على حدّ قولها.
أحلام الممثلة اللبنانية لورين قديح غير محدودة ولم تتأثر سلباً بالتجربة التي مرّت بها ولم تتقوقع، بل أنهت تصوير فيلم سينمائي جديد يُعرض قريباً فضلا عن قراءة نص فيلم ثالث.
عن الحملة التي تعرّض لها فيلمها الأول وعن أعمالها المقبلة تحدثت قديح إلى «الجريدة».
هل هدأت موجة الاعتراضات التي رافقت عرض فيلمك my last valentine in Beirut؟

أصبحت الاعتراضات في لبنان موضة، وثمة من أبدى رأيه صراحة، سلباً وإيجاباً، وهذا أمر طبيعي وحق مشروع في بلد ديمقراطي  يعبّر فيه كل شخص عن رأيه بحرية.

 

ما سبب حصر المخرج  عرض الفيلم في صالة واحدة؟

لأنه يرفض أن تطلق إشاعة بأنه يستغلّ ما يحصل للاعلان عن الفيلم، وهذا القرار برأيي فيه حكمة وجرأة.

حققت جماهرية واسعة في فترة قياسية، كيف حصدت نتائجها؟

شخصياً أفضّل الخصوصية في الحياة لذلك ابتعدت، في المرحلة التي رافقت انطلاقة الفيلم، عن المجتمع ولم أنشئ صفحة خاصة بي عبر الـ«فايسبوك»، لكن دخولي المجال الفني يحتّم عليّ التواصل الدائم مع الجمهور وليس الانطواء على الذات.

وماذا عن ردود الفعل في الشارع؟

عندما ألتقي الناس في الأماكن العامة ينادونني باسم {جولييت} بطلة الفيلم وليس {لورين}، لذلك أدين لجولييت بهذه الشعبية وللمخرج سليم الترك لأنه اختارني.

ألا تخشين انطباع صورتك بجولييت في العروض التمثيلية المقبلة؟

أبداً، لأن المحيط الذي أعمل معه يعرفني جيداً ويدرك قدراتي الفنية. من جهة أخرى لو عرض الفيلم بنسخته القديمة غير المعدّلة لتغيّرت ردود الفعل تجاه جولييت لأن صورتها في الحقيقة ليست كما بدت عليه في نسخة الفيلم التي عرضت في صالاتنا. إلى ذلك اعتبر أن مرحلة «جولييت» انتهت مع انتهاء الفيلم لتبدأ مرحلة الأعمال الجديدة.

ألم تكن الشخصية برأيك جريئة؟

لم أقدم فيلماً جريئاً بالصور إنما بالاحساس الذي ذهبت به إلى النهاية، ليست الجرأة بإظهار المفاتن والدليل أنه لا يحوي قبلة واحدة. لكن للأسف صنّفه البعض بطريقة بشعة وسوّق له بشكل لا يليق به أو بسليم الترك أو بي، ظناً منه أن هذه الوسيلة تدرّ المال وتجذب الجمهور، لكنني أرفض هذا الأمر.

 

ألن يكلفك ما حصل ثمناً لا سيما أننا نعيش في مجتمع محافظ؟

أبداً، لأننا شعب ينسى بسرعة، ولا يحاسب المواطن اللبناني الحاكم والمجرم والفنان كما يحصل في الخارج. أشكر الناس على ردود فعلهم المحترمة تجاه الفيلم  رغم أنهم وقعوا  ضحية التسويق المشوّه.

من يتحمّل مسؤولية تشويه الفيلم، ألم يكن المخرج موافقاً عليه؟

لم يشوّه الفيلم وهو حاصل على موافقة المخرج، إنما سوّق كفيلم جنسي إيحائي، فحصلت هذه البلبلة، خصوصاً أن الجمهور كوّن أحكاماً مسبقة مشبعة بالإعلان التسويقي، فحللّ المشاهد التي رآها على ذوقه.

نحن لم نكذب على الجمهور وأعلنّا أن القصّة تتمحور حول بائعة هوى، لكن ما قدّمته ليس أداء جنسياً إيحائياً بل تمثيل نظيف بعيد عن الصورة المتعارف عليها لبائعات الهوى في التلفزيون والمسلسلات،  لذلك لم يسئ أحد إليّ في ما يتعلق بأدائي الصادق والمقنع، كما لا يحق لأي شخص الحكم على شخص آخر يؤدي مهنته بصدق.

هل صحيح أنك  استُدعيتِ إلى التحقيق في الدعوى المرفوعة من نقابة الممرضين؟

لم يرد اسمي في الدعوى المرفوعة ضد المنتج والمخرج، فاقتصر استدعائي على تقديم إفادتي بشأن ارتدائي ثياب ممرضة، فأوضحت أنني لم أرتدِ زي الممرضة بل ثياب يمكن شراؤها من أي محل خاص بالألبسة الداخلية. لذلك أدعو إلى عدم الاستخفاف بذكاء الناس، خصوصاً أننا حصلنا على موافقة الأمن العام اللبناني قبل عرض الفيلم، وهو يشكل مرجعيتي في هذا الاطار.

أتوجه إلى الجميع بالقول إن التمثيل مهنة مشرّفة  ولا يحق لأي كان وصف المهن والممثلين بصفات غير لائقة، لأننا نحمل شهادات من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.

أي نسخة للفيلم عُرضت في المهرجانات السينمائية الاجنبية؟

عرضنا النسخة القديمة الأساسية، فتفاعل الجمهور مع الشخصية وتعاطف معها  وقد رأيت أناساً يبكون من شدة التأثر.

لماذا لم تُعرض هذه النسخة عندنا أيضاً؟

ارتأت الجهة المنتجة مع المخرج حذف أربعين دقيقة من الفيلم بناء على طلب من المستشارين في الصالات السينمائية، بحجة أن الجمهور لا يستطيع استيعاب هذا الكم من الدراما ومن المشاهد التفصيلية عن معاناة جولييت.

عدم عرض الفيلم في الصالات العربية، ألم يحدّ من انتشارك عربياً؟

أولا، لا يحتوي الفيلم مادة يتخطى مضمونها ما يُعرض راهناً في الصالات العربية. أما بالنسبة إلى انتشاري، فأقصى ما تتمناه أي ممثلة الظهور في نشرات الأخبار المسائية المحلية، وقد حققت ذلك وتعرّف الجمهور اليّ.

 

برأيك هل من الضروري أن تؤدي الممثلة الأدوار كافة بغض النظر عن ماهيتها؟

طبعاً، لا يمكن أن تكون الممثلة انتقائية، خصوصاً أن مضمون امتحان الدخول إلى معهد الفنون الجميلة  أقوى أحياناً من الأدوار المعروضة علينا في الأفلام والمسلسلات. فقد طلب منّي في إمتحان الدخول إلى المعهد أداء المشهد الذي تتحدث فيه الراقصة هيروديا مع رأس يوحنا المعمدان المقطوع وتقول: «سأقبّل فمك بيدي وسأطبق على هاتين الشفتين»، أليس هذا الدور أكثر جرأة من جولييت؟

كيف تردين على الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم؟

ينمّ الانتقاد أحياناً عن قلة ثقافة واطلاع واحتقار لمن كرّس حياته لمهنته، لذلك أسأل المنتقدين: هل اطلعتم على التقنيات العالمية في التمثيل قبل توجيه سهامكم واستخدام تعابير مثل البعد الدرامي والايحاءات؟

ألم يفتح هذا الفيلم المجال أمام حرية أكبر على صعيد مواضيع الأفلام اللبنانية؟

صُوّر بعض الأفلام قبل عرض فيلمنا مثل «بيترويت» لعادل سرحان، وأدعو في هذه المناسبة الجميع الى مشاهدته، أما بالنسبة إلى الأفلام الأخرى التي ستصوّر في المستقبل فأرى أن my last valentine in Beirut غيّر المعادلة عبر رفعه مستوى تقنيات السينما والمواضيع المطروحة، فلم يعد جائزاً استغلال العلاقة الطائفية التي تحكم المواطنين اللبنانيين والحديث عن حرب أهلية.

تعرضت جولييت للاغتصاب، فهل من رسالة توجهينها في هذا الاطار؟

أدعو الرب ألا تقع أي فتاة فريسة الاغتصاب وأن يقي أي انسان من هذه الجريمة التي أصبحت للأسف موضة في المجتمع، يستخفون بنتائجها التي ترافق الضحية طيلة حياتها، فتعيش من دون شعور بالأمان والحب والحرية. برأيي يجب اعدام المغتصب ليكون درساً لسواه عندها تخفّ نسبة هذه الجرائم.

لماذا تغيبين عن الدراما رغم أنك تحملين شهادة دراسات عليا في التمثيل؟

أنا مديرة إعلانات في اذاعة «صوت الغد» ولا أسعى إلى التمثيل بهدف الكسب المادي وتأمين سبل العيش، ما يفسح في المجال أمامي لأكون أكثر حرصاً على مسيرتي المهنية والفنية وعدم الإقدام على خطوة ناقصة، لذلك أنا بعيدة راهناً عن التمثيل الدرامي من دون شعور بخسارة فرص مهمة.

ماذا عن العروض التي تتلقينها؟

من المعيب الإعلان عن تلقي العروض لأن الحديث عنها يتم في إطار المجالس بالأمانات، والأكثر عيباً إعلان ممثلة ما عن تلقيها عرضاً من فلان ورفضها عرضاً من آخر، خصوصاً إذا كانت مبتدئة في المهنة، فمن هي في الأساس لتُكتب لها الأدوار وتُخصص لها الأعمال، أعظم ممثلات هوليوود يخضعن للكاست ولا تكتب أدوار لهن.

هل تتابعين الدراما اللبنانية الراهنة؟

أنا بعيدة عن الدراما اللبنانية، ولا أتابعها. مع احترامي ودعمي للشعب الأرمني في قضيته، أشاهد راهناً مسلسلات تركية حديثة أرى فيها تمثيلا حقيقياً لا وجوهاً منفوخة وشفاهاً مملوءة بالبوتوكس وأداء كاذباً. فضلا عن ذلك كيف يصدّق الجمهور أداء ممثلة يراها قبل الظهر عبر شاشة وبعد الظهر عبر شاشة أخرى، وفي فترة العصر في أحد البرامج؟  

أي دور تنتظرين؟

أحب الأدوار المركبة والمجنونة التي تتطلّب جهداً وابتكاراً، وهي شخصيات أستمدها من المحيطين بي ومن الأشخاص الذين أتعرف إليهم في المجتمع. فضلا عن ذلك أحب أداء دور الخرساء لأعبّر بنظراتي وحركات جسمي.

هل تشاركين الآخرين معاناتهم من خلال هذه الادوار؟

طبعاً، لأن التمثيل بنظري ليس عرض مفاتن بل مشاركة الآخرين وجعهم وألمهم واحترام مرضهم، عبر تعبير صادق واحساسٍ عميق في العمل.

ما جديدك؟

 

أقرأ سيناريو لفيلم  بعدما انتهيت من تصوير فيلم سينمائي جديد سيعرض في الاشهر المقبلة، وأؤدي فيه شخصية حقيقية سيحفظ الجمهور حركاتها وكلماتها وتصرفاتها بسبب خفّة ظلها. أما التفاصيل فستكشفها شركة الإنتاج في الوقت المناسب.

هل ثمة عمل جديد يجمعك مع  المخرج سليم الترك؟

لا، رغم أننا نحلم معاً كثيراً، برأيي بمقدار ما نرفع سقف حلمنا في الحياة نحقق المزيد.

هل من رسالة توجهينها إلى زملائك؟

لست ضدّ تمثيل غير المتخرجين من معاهد الفنون لأنه لا يمكن التحكم بالموهبة، إنما أنزعج ممن يفتقدون إلى الثقافة المرتبطة أولا باكتساب أخلاقية المهنة، أي احترام توقيت التصوير والاستماع إلى نصائح المخرج وتعلم التقنيات ومعاملة الآخرين كفريق عمل.

جميل أن نؤمن بأنه يمكن لهذه المهنة توفير مدخول مادي للبلد، فنتثقف ونقرأ للنقاد الأجانب ونطلع على تقنيات التمثيل والإخراج، من دون أن تُهان مهنتنا عبر الشاشات المحلية، لأن ما نراه راهناً ليس لبنان فيليب عقيقي الذي تربينا عليه.

ما مستوى العروض التي تتلقينها؟

عندما نرفع مستوى الأداء نتلقى عروضاً توازي أداءنا، أقرأ راهناً مجموعة من النصوص، لكنني لن اظهر إلا في أعمال تحترم جمهوري أولا. من جهة أخرى أحلم بالتمثيل في مصر، وأسعى إلى الانتشار في الخليج خصوصاً أنني اتابع عبر الفضائيات العربية مسلسلات كويتية راقية.

ما رأيك بكليب أغنية اليسا «أسعد واحدة» مع المخرج سليم الترك؟

سجّل في غضون أربعة  أيام أكثر من مليون مشاهد، لذلك ادعو من اتهم المخرج بنسخه إلى  تقديم عمل مستنسخ يوازيه نجاحاً. أرفض التنظير لمجرد التنظير، ولا يجوز للبعض اخفاء فشله بالحديث عن أعمال سواه.

يشبّهك البعض بصوفيا لورين، ما رأيك؟

أعشق هذه الممثلة منذ طفولتي، وقد شاهدت أفلامها من دون أن أعرف أننا مولودتان في اليوم نفسه، أي 20 سبتمبر.

أما بالنسبة إلى الشبه الخارجي، فقد أسرّ لي أحدهم أن ثمة تشابهاً في ملامح الوجه بيننا. شخصياً أعتبر صوفيا لورين ملهمتي في الأداء والتمثيل، وهي أول ممثلة أجنبية حصدت أوسكاراً في أميركا، لذلك تأثرت بطريقة حديثها ووقوفها وتصرفاتها وأحلم  بلقائها يوماً ما.

back to top