مصر: اصطفاف ليبرالي - سلفي ضد «أخونة الدولة»

نشر في 21-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2013 | 00:01
No Image Caption
تقرير مفوضي الدولة يوصي بحل جماعة «الإخوان المسلمين»

أعلنت جبهة «الإنقاذ الوطني» المصرية اصطفافها مع قوى إسلامية على رأسها حزب «النور» السلفي، لمواجهة مساعي نظام الرئيس محمد مرسي لـ«أخونة الدولة» والضغط على جماعة «الإخوان المسلمين»، التي يواجه مقرها الرئيسي دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية حاشدة أمامه غداً.
اقتربت فصائل سياسية مصرية تنتمي إلى التيارين المدني والسلفي أمس، من بعضها سياسياً في مواجهة ملف "أخونة" الدولة المصرية، تحت حكم الرئيس محمد مرسي وجماعته "الإخوان المسلمين".

الاصطفاف بدأ بعقد "جبهة الإنقاذ"، اجتماعاً مغلقا أمس لبحث الترتيبات النهائية للاجتماع الموسع مع عدد من القوى الإسلامية، وكشف الأمين العام لجبهة "الإنقاذ الوطني" أحمد البرعي لـ"الجريدة" عن أن الجبهة تعد للحوار الذي دعت إليه أحزاب "النور" السلفي، و"الإصلاح والتنمية" و"مصر القوية"، وحزب "مصر"، الذي تقرر مطلع الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن اللقاء سيكون بداية سلسلة من الحوارات مع القوى السياسية، وأضاف: "الجبهة أرسلت تصورها لأجندة وبنود الحوار للأحزاب الأربعة".

وبينما نفى حزب "الحرية والعدالة" في بيان رسمي تلقيه دعوة للجلوس على طاولة الحوار مع "جبهة الإنقاذ"، قال الأمين العام لحزب "النور"، أكبر الأحزاب السلفية، جلال مُرة لـ "الجريدة": "الاجتماع الذي كان مقرراً له اليوم بين قيادات من "جبهة الإنقاذ" ورئيس حزب "الحرية والعدالة" الدكتور سعد الكتاتني، تم تأجيله إلى أجل غير مسمى بناء على رغبة الطرفين، رافضاً الكشف عن الأسباب التفصيلية لتأجيل الحوار، وهو ما يعكس فشل الجهود المبذولة من قبل "النور" لتضييق الفجوة بين "الإنقاذ" و"الإخوان".

«رد الكرامة»

في السياق، زادت دعوات المشاركة في مليونية "رد الكرامة" غداً، أمام مقر جماعة "الإخوان المسلمين" الرئيسي بضاحية المقطم شرق القاهرة، وسط اتهامات لمكتب إرشاد الجماعة بالهيمنة على أمور الحكم والسلطة في مصر وإدارته البلاد من خلال إمساكه بخيوط الرئاسة والحكومة والبرلمان، سعياً إلى تحقيق مفهوم "تمكين الإخوان" في مصر.

ورداً على دعوات التظاهر أمام مقر "الإخوان" ولامتصاص غضب الصحافيين أعلن الأمين العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمود حسين في بيان له أمس اعتذار الجماعة عما حدث من اعتداء شباب "الإخوان" على عدد من المصورين والصحافيين أمام مقرها الرئيسي السبت الماضي، مؤكداً اعتزاز الجماعة بالصحافيين والإعلاميين في محاولة لتخفيف العبء عن الجماعة التي تواجه رفضاًَ شعبياً واسعاً.

في غضون ذلك، أعلن تكتل القوى الثورية وحركة "6 أبريل" مشاركتها في "رد الكرامة"، انضمَّ النائب البرلماني السابق، ومؤسس حزب "حياة المصريين" محمد أبوحامد، إلى قائمة الداعين للتظاهر أمام مقر مكتب إرشاد "الإخوان المسلمين"، وقال أبوحامد، في بيان له أمس: "اعتداء شباب الإخوان على المتظاهرين أمام مقر الجماعة بالمقطم، ومن قبله أمام الاتحادية، ما هي إلا عينة بسيطة لما يمكن أن تفعله الجماعة بالشعب المصري إذا لم نتصدّ لها جميعا"، داعيا الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في تظاهرات الغد.

حصار قوى المعارضة غداً لمقر "الإرشاد" لا يعد الأزمة الوحيدة التي تواجهها الجماعة، بعد أن كشفت مصادر قضائية عن تقرير هيئة مفوضي مجلس الدولة، الصادر أمس، والذي أوصى بإصدار حكم عدم قانونية أو شرعية وجودها الحالي، موصياً بحل الجماعة، ومن المنتظر أن تعلن محكمة القضاء الإداري حكمها استناداً على هذا التقرير يوم 26 مارس الجاري، في الدعوى المنظورة قضائياً للمطالبة بحل الجماعة وحظر استخدام اسمها وتجميد نشاطها.

عنف واتهام

ووسط موجة من العنف غير المسبوق في الشارع المصري مع لجوء البعض إلى القصاص الشعبي، خرج مجلس الوزراء المصري، برئاسة هشام قنديل، ببيان أمس، أكد فيه دور الشرطة في إقرار الأمن، والتشديد على أن الحكومة لن تسمح لأي شخص أو تيار بالتدخل في الاختصاص الأصيل للشرطة أو القيام بأي من أدوارها في صورة لجان شعبية، وأن تلك المحاولات سيقابلها رجال الشرطة بكل حزم وفقاً للقانون.

ولم تجد الحكومة المصرية، خلال اجتماعها أمس، إلا شماعة الإعلام لإلقاء مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مصر عليها، حيث اتهم قنديل ضمنيا الإعلام المستقل بنقل صورة سيئة عن الواقع المصري، قائلاً: "على الرغم من وجود منجزات حقيقية على الأرض، إلا أن ما يصل للمواطن هو الصورة السلبية فقط، وكأن هناك من يريد زراعة اليأس في قلوبنا"، في إشارة إلى هجوم الإعلام المصري الخاص على الحكومة وكشفه أداءها الباهت.

 اتهامات الحكومة تزامنت مع هجوم أعضاء مجلس الشورى، الغرفة الثانية من البرلمان المصري الذي يمتلك حق التشريع حالياً، على الصحافيين والإعلاميين، بعد أن وجه أعضاء لجنة "الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي" بالشورى، في اجتماعهم أمس، انتقادات حادة للقنوات الفضائية بسبب ما اعتبروه خروجاً على ميثاق الشرف الإعلامي، وطالبوا بضرورة الرقابة على الإعلام وتقييم الأداء المهني.

  وفي حين وصف أعضاء الشورى أداء الإعلام بـ"التحريضي"، نظم الصحافيون والإعلاميون وقفة احتجاجية أمس، على سلالم "نقابة الصحافيين" وسط القاهرة احتجاجاً على اعتداءات "الإخوان المسلمين" على الصحافيين بالمقطم، أثناء تغطيتهم للأحداث مطلع هذا الأسبوع، وأعلنت "اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير" في بيان لها أنها ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن حرية التعبير بالطرق السلمية المشروعة.

وزاد من زخم احتجاج الصحافيين أمس مشاركة مؤسس التيار الشعبي الصحافي حمدين صباحي، الذي أشار إلى رفضه التام لممارسات "الإخوان المسلمين" ومحاولاتهم المستميتة في الاستحواذ على الصحافة والإعلام، وقال: "جموع الصحافيين سيتصدون لأي عدوان على حرية الرأي".

back to top