مستقبل الطاقة المتجددة يكمن في هايتي!

نشر في 05-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-10-2013 | 00:01
قام ديفيد كرين الرئيس التنفيذي لشركة «ان آر جي إنرجي» بالعديد من الزيارات إلى هايتي، منذ الهزة الأرضية التي ضربتها في سنة 2010 وقتلت أكثر من 300 ألف نسمة، وشردت مليونا ونصف المليون من سكانها. وفي شهر يونيو الماضي ترأس مجموعة من المتطوعين من بين 8 آلاف من العاملين في شركة «ان آر جي». وفي شهر أغسطس عاد إلى هناك مع ابنته الصغيرة والبعض من رفاق صفها من تشويت. وفي منتصف شهر سبتمبر أحضر معه مجموعة من الأصدقاء الأثرياء، وقادة منظمات غير حكومية ورؤساء شركات- وأنا.

أمضينا يومين ونحن نتنقل بالسيارة لزيارة مشاريع إنسانية تشارك فيها «ان آر جي»، إضافة إلى كرين نفسه. وفي وقت لاحق تلقينا رسالة بالبريد الإلكتروني من أحد أعضاء المجموعة وهو الرئيس التنفيذي لشركة بكتل مايك آدامز تتضمن طرقاً راسخة نستطيع من خلالها تقديم المساعدة في واحدة من المدارس التي رأيناها: 14000 دولار للمراحيض، و4000 دولار للمغاسل لتمكين الأطفال من غسل أيديهم قبل تناول الطعام، و3500 دولار لبناء مرفق لتجميع مياه الأمطار. وقدم آدامز وعائلة كرين وكريستينا ويس ليوري وهي مشاركة في ملكية «فيلادلفيا إيغلز» 25000 دولار من أجل تجهيز المطبخ ودفع المبلغ اللازم لبناء سور عال يحيط بالمدرسة.

كانت المادة الأكبر في القائمة هي 100000 دولار لبناء مزرعة أسماك، ويأمل كرين أن تدفع 4 فرق 25000 دولار للواحدة، وقام فريقان بالدفع حتى الآن.

من الطبيعي أن اهتمام «ان آر جي» يتركز على الكهرباء. ومنذ تعهدت أولاً بتقديم مليون دولار لإغاثة هايتي في سنة 2010 قامت الشركة بتركيب أنظمة طاقة شمسية في دار للأيتام، اضافة الى مشفى ومزرعة أسماك ومزرعة خضراوات و21 مدرسة.

شبكة كهرباء هايتي لا يعول عليها، ومثل معظم دول الكاريبي تعتمد هايتي بشدة على الوقود الحفري في توليد الكهرباء. وكذا تفعل «ان آر جي»- وعبر مقياس انبعاثات الكربون هي بين أقذر منتجي الطاقة في العالم.

مصادر الطاقة المتجددة

عمد كرين في الآونة الأخيرة إلى الدفع بقوة نحو مصادر الطاقة المتجددة. وتشارك «ان آر جي سولار»، وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل مع غوغل وبرايتسورس وبكتل في أضخم مصنع في العالم للطاقة الشمسية الحرارية، وهو مجمع واسع في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا الذي اجتاز مرحلة مهمة في شهر سبتمبر عندما ارتبط بالشبكة لأول مرة. وبمجرد اكتمال تشغيله سيوفر طاقة كهربائية كافية الى 140000 منزل.

لاتزال «ان آر جي» تراهن بقوة على الإنتاج التقليدي المركزي للطاقة ولكنها تراهن بشكل جانبي أيضاً على ما يعرف باسم التوليد الموزع -أنظمة صغيرة وذكية ومستدامة ترتبط بشبكة صغيرة أو من دون شبكة على الإطلاق. وتتمثل المصلحة الذاتية الإستراتيجية بالنسبة إلى هايتي في كونها أرضية اختبار للطاقة الشمسية الموزعة.

واحدة من المحطات التي توقفنا عندها كانت في يونيون دي أبوترس، وهي مدرسة ابتدائية في سيته سوليل في السهل الساحلي إلى الغرب من بور او برنس. ولأن حرارة الشمس لا تحتمل أقيمت مظلة معدنية خارج الحضانة لتحقيق غرضين: الظل في الجزء السفلي وبنية لتركيب الألواح الشمسية في الأعلى. ويقوم النظام الذي أقامته «ان آر جي» هناك من 17 كيلووات بتوليد أكثر من الطاقة اللازمة للمدرسة، كما يقوم نظام احتياطي يشتمل على بطارية بتخزين كمية كافية لضمان استمرار الطاقة لما لا يقل عن 36 ساعة من دون ضوء شمس.

وتحفل الطاقة الشمسية بقدر كبير من الإمكانات، ليس فقط بالنسبة الى هايتي التي تسطع الشمس في سمائها في 71 في المئة من ساعات النهار، بل بالنسبة إلى منطقتها أيضاً وحتى الى ما هو أبعد من ذلك. وقد أعلنت «ان آر جي» شراكة مع «برمديانتليكوم ديجيسل» لتطوير مشاريع طاقة متجددة في شتى أنحاء الكاريبي.

* (سي ان ان موني)

back to top