المفكر الإسلامي الدكتور بركات دويدار: إذا تجاوزت «الأمر بالمعروف» النصيحة إلى العنف فهذا تطرف

نشر في 24-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 24-07-2013 | 00:02
يضعنا المفكر الإسلامي الدكتور بركات دويدار، أستاذ العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان في جامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أمام إشكالية التطرف في الأديان السماوية، مؤكداً في حواره مع «الجريدة» أن الأديان الإلهية غير المحرفة تحارب التطرف بأنواعه وأشكاله، لكن أتباع هذه الأديان هم من يعتنقون أفكار التطرف والإرهاب لتحقيق مصالحهم البعيدة عن التعاليم الإلهية. تفاصيل أخرى في السياق حول كيفية محاربة الإسلام للتطرف.
ما مفهوم التطرف؟ وما أبرز أنواعه؟

التطرف من اسمه ليس في مرحلة الوسط، فمن يأتي بأوامر ونواه لم يحددها الإسلام ويجبر الناس على اتباعها فهو متطرف، وكل ما يخرج عن الحياة الإسلامية الحقيقية بالنقص أو الزيادة فهو تطرف «الدين يسر ولن يشاد أحد هذا الدين إلا غلبه»، مثلما نسمع هذه الأيام عن بعض الجماعات التي تجبر الناس على اتباع أفكار ومذاهب معينة، قد لا تتفق مع صريح الإسلام، ما يؤدي إلى الفرقة، قال تعالى «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

وهناك التطرف السياسي والتطرف العرفي والتطرف الاجتماعي والتطرف الديني، وهناك التطرف المعرفي والفكري والتطرف السلوكي كإرغام الناس على تنفيذ رغباته.

إلى أي مدى يحث الإسلام على الوسطية ونبذ المغالاة؟

الوسطية أساس الدين الإسلامي، قال تعالى «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً»، ووسطاً أي عدولاً، فالشاهد لا بد من أن يكون عدلاً، والإسلام يرفض الجانب المتخاذل المتهاون، كما يرفض الجانب المغالي المتشدد، فكلاهما تطرف. نجد أن المسلمين لم يجبروا أحداً على اعتناق الإسلام في البلاد التي فتحوها ولكن بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة، فاعتنقه من اقتنع بإنسانية الإسلام فلا إكراه في الدين.

ماذا إذا كان هناك إكراه؟

لا يمكن أن يحدث أبداً، «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، وإن حدث فهو التطرف الذي نهى عنه الإسلام الذي يوفر حرية العبادة للمخالفين تحت شعار «لكم دينكم ولي دين»، شرط أن يلتزم الجميع حدود المعاملة الحسنة التي نص عليها الإسلام.

العنف اللفظي هل يندرج تحت أنواع التطرف؟

في الحديث «وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا فلتات ألسنتهم»، فيجب ألا يتكلم الإنسان إلا بما يتفق مع الإسلام الذي نهى عن الألفاظ القبيحة التي تجرح وتؤذي، لذلك نجد في الإسلام القذف يستوجب حداً من حدود الله، وقد وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) المسلمين إلى الصمت لعلاج فضول الكلام ومنكراته فيقول «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، ويقول تعالى «ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء».

تغيير المنكر باليد هل يندرج تحت ممارسات العنف؟

تغيير المنكر وإقامة حدود الله مسؤولية الحاكم، أما الناصح فيلتزم بهذه الحدود، لذلك فالفقير إذا لم يستطع فبلسانه أو قلبه، على ذلك بقدر استطاعتي بما يتفق مع الإسلام أتعامل مع المنكر.

ما رأيك في انتشار جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

هذه الجماعات لها حدود تلتزم بها ولا تخرج عنها بالمعاملة الحسنة والنصيحة وليس لها أن تضرب أو تسب أو تقتل، والحاكم هو من يخوّل له ذلك، وإذا تحول الأمر من النصيحة إلى استخدام العنف فهو تطرف لا يرضى عنه الإسلام، فالعنف يقابل بالعنف، ما يشيع التصارع والتقاتل في المجتمع ولن تنتهي الحروب الداخلية. يجب أن نلتزم نهج الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مسائل إسداء النصيحة للغير، فالمسلم عليه نصيحة الآخرين وتوجيههم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والرفق وسائر الطرق المفيدة والهداية من الله سبحانه وتعالى، وفي الحديث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) «الدين النصيحة»، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، ويقول الله عز وجل «وتعاونوا على البر والتقوى».

يتذرع البعض بالآية الكريمة «إنّ الدين عند الله الإسلام» (19- آل عمران) كونها تعبر عن التطرف في الإسلام، ما رأيك؟

الدين المقبول عند الله هو الإسلام وغيره باطل، لكن لا أقوم بتغيير هذا الباطل إلا في حدودي أنا، فالدين الذي ينجي الإنسان أمام الله هو الإسلام، قال تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، وقال تعالى «ومن يبتغِ غير الإسلامِ دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين»، فدلت الآيتان على أن الدين عند الله هو الإسلام فقط وغيره مردود وباطل، وعلينا بقراءة سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع أهل الكتاب والمشركين وفي القرآن، يقول تعالى «وإن أحداً من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون».

ماذا عن التعصب المذهبي هل ذلك من أشكال التطرف؟

الذين فهموا المذاهب الحقيقية لم يتطرفوا وأصحاب المذاهب لا يكفر بعضهم الآخر، ولكن التعصب المذهبي تطرف فكري لا يجوز من أحد، فاختلاف العلماء رحمة للأمة لكن تعصب الأتباع هو الضرر الذي يصيب حقيقة وصريح الدين.

الإسلام والغرب

برأيك لماذا يتهم الغرب الإسلام والمسلمين بالتطرف دائماً؟

نشأ الغرب على كراهية الإسلام حيث تفتحت عينه على الحروب الصليبية، وعمد الذين دعوا إلى هذه الحروب الصليبية إلى تشويه الإسلام والمسلمين بالقتل والقسوة. وقد فضح بعض مفكري الغرب أفعال قادة الحروب من قتل وسلب لكل بلد يدخلوها، وأنصف المسلمين وتعاملهم الحسن مع شعب كل بلد يفتحونه، وحتى نرد على هذه الادعاءات يجب أن نستخدم الواقع.

لكن الواقع يقول إن المسلمين هم من شوه صورة الإسلام في الغرب.

لا شك في أن بعض الأمور شوهت صورة الإسلام، ويكمن السبب الرئيس لهذه المأساة في أن الانقسامات التي يعاني منها العالم الإسلامي تنتقل مع المهاجرين إلى الدول الغربية، فالخلافات بين أتباع المذهب السني وأتباع المذهب الشيعي أو بين المتشددين والمتصوفة والخلافات المشتعلة بين الحكومات وبين والمعارضة تجد طريقها إلى بلاد الغرب، وشوهت صورتنا هناك، وأنتجت نماذج سيئة للإسلام وأضرت به بشكل لا يحتمل، لانقسام المسلمين وتفرقهم في الغرب مثل انقسامهم في البلدان الإسلامية.

يسعى الخطاب الاستشراقي، في بعض الأحيان، إلى تنميط صورة الإسلام في الغرب كدين مبني على التطرف، كيف يمكن الرد على هذه الادعاءات؟

عندما نقرأ تاريخ الاستشراق نجده أتى لمحاربة الإسلام، واستعمل طرقاً متعددة لذلك، وقليل منهم أنصف، فالغرب ليس على رأي واحد بالنسبة إلى الإسلام والمسلمين لأنه يعيش في صراع بين عاملين: المواريث التي ورثها الغرب من الحروب الصليبية وما تلاها وكرست كراهية للإسلام والمسلمين، أما العامل الثاني فهو التقدم العلمي الذي يسيطر على الغرب. إذا تخلّص الاستشراق من المواريث القديمة يجد في القرآن الكريم ما يجذبه نحو الإسلام، حيث آيات الإعجاز العلمي التي كانت سبباً في إسلام كثير من الغربيين.

للرد على هذه الادعاءات يجب إدراك أن هذا العصر يتطلب أساليب إقناع كثيرة ليتم إسلامهم وتطمئن قلوبهم، فالتديّن اليوم لا يقوم على مجرد التسليم أو التقليد، وهذا ما ينادي به القرآن ويدعو إليه الإسلام، لذلك حينما أريد دعوة الغرب لا بد من أن أدرس ما عليه الغرب ثم أرى المسألة التي لا تتفق مع الإسلام، كيف يحاربها وأحاربها باللفظ «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».

هل نحن مقصرون في الدفاع عن ديننا؟

أولا نحن مقصرون في سلوكنا فلو أننا سلكنا الطريق الإسلامي الهادئ المنظم لكان دعوة للغرب، ثانياً لم ندرس الإسلام ولم ندرس الغرب لنبلغ المواطن الغربي الإسلام الحقيقي، والجميع مقصر في ذلك سواء كانوا أفراداً أو دولاً.

مبدأ التسامح

في المقابل كيف يمكن تعزيز مبدأ التسامح في الإسلام وترويجه؟

بإرجاع المسلمين إلى دينهم وبدراسة مبادئ الإسلام والعمل بما جاء بها.

إلى أي مدى يجب أن يتوافق مبدأ الإصلاح الاجتماعي في أي مجتمع مع نبذ التطرف؟

بتحقيق العدل في كل شيء، فالظلم يؤدي إلى التباغض ومعه يأتي العنف.

ماذا تفعل الأمة الإسلامية لتصحيح صورتها ودحض تلك الاتهامات؟

يدلّ الواقع على أن الغرب يخشى الإسلام، لذلك أصبح يعمل الفكر في الحواجز ضد انتشار الإسلام، وأصبح على المسلمين في الشرق، بالتعاون مع المسلمين في الغرب، أن يبحثوا عن كيفية اختراق هذه الحواجز لنشر الإسلام، ويتعاون في ذلك علماء المسلمين من أوروبيين وعرب. يقول المفكر الألماني مراد هوفمان: «أتوقع أن تؤتي حركة الإحياء الديني التي بدأت في القرن التاسع عشر ثمارها في القرن الحادي والعشرين، من خلال تعاون علماء أوروبيين وأميركيين مع علماء عرب مستنيرين لا تنقصهم الجرأة والشجاعة»، وبالطبع هؤلاء العلماء يعلمون ما عليه الغرب وما عنده من أفكار سابقة عن الإسلام، وعليهم أن يصححوا هذه الأفكار إن كانت خاطئة، خصوصاً بعض ما يقوم به مسلمون من أعمال لا تتفق مع الإسلام في شيء، فالمعول على الإسلام وما جاء به لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وليس المعول على ما يقوم به مسلمون.

كيف يعالج الإسلام ظاهرة التطرف في المجتمع؟

بتلبية أمر الله تعالى في قوله «اقرأ»، مطلوب من الأمة كلها قراءة أحكام الدين الإسلامي ومبادئها وفهمها بشكل صحيح، وتطبيق حدود الله في المعاملات، فالتطرف لا يقوم سوى في المجتمعات الجاهلة.

الجهاد والإرهاب

لماذا برأيك يربط الغرب بين الإسلام والإرهاب؟

الغرب ورث فكر الحروب الصليبية وكتابات المستشرقين المغرضين التي صورت الإسلام على أنه دين إرهاب وعنف، وأتباعه برابرة، وذلك خوفاً من انتشار الإسلام بين الشعوب الغربية، وثمة مراكز غربية تغذي الأفكار المتطرفة وتموّل الجماعات المتطرفة حتى تخاف الشعوب الإسلام.

ما الفرق بين الجهاد والإرهاب؟

الجهاد في سبيل الله لنصرة حق المجتمع أو الدين فرض من فروض الإسلام، أما الإرهاب فهو قصد الضرر بالآخرين لأنهم يخالفونني في الرأي وهذا ما نراه الآن في الواقع.

ماذا عن الإرهاب والتطرف في الأديان الأخرى؟

مبادئ الأديان الحقيقية المرسلة من دون تحريف ليس فيها ما يدعو إلى التطرف أو الإرهاب أو العنف، لكن معتنقي هذه الأديان هم مروجو أفكار التطرف لتحقيق مصالحهم الشخصية.

بعد ثورات الربيع العربي زاد العنف والتطرف في بعض الدول التي نجحت في تغيير أنظمتها... ما تفسيرك لذلك؟

لأن ثمة جماعات أرادت أن تنتصر لمبادئها ولو بالباطل، وهذا هو الخطر الذي يجب أن يتصدى له الجميع.

إلى أي مدى يمكن أن يتحوّل التطرف الفكري والديني إلى عنف على مستوى الشارع؟

للبلاء أسباب عِدة لكن في النهاية هو بلاء، وثمة من يعمل داخلياً وخارجياً على نشر الفوضى في الشارع حتى يشوّه صورة الدين الإسلامي.

كيف يمكن مواجهة التشدد الفكري تجنباً لاتساع دائرة التطرف في المجتمعات الإسلامية؟

ليس لمن فهم الإسلام فهماً حقيقياً أن يتشدد، لأنه لو فهمه فهماً حقيقياً لما لجأ إلى هذا السلوك المنافي لمبادئ الإسلام وتعاليمه.

لماذا لم يظهر التطرف في الدولة الإسلامية الأولى التي أسس لها النبي (صلى الله عليه وسلم)؟

لاتباعهم تعاليم الإسلام ومبادئه، فحينما نقرأ سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحياة الصحابة (رضي الله عنهم) نجد أنه لم يحدث، بأي حال من الأحوال، مثل هذه الأمور.

الغزوات

يرى مفكرون غربيون أن غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم) تدخل تحت بند العنف الممارس ضد المخالفين لعقيدة الإسلام؟ كيف نرد على ذلك؟

هل الرسول (صلى الله عليه وسلم) أجبر أحداً على اعتناق الإسلام؟ لم يجبر الحكام المسلمون شعوب البلدان التي يفتحونها على الإسلام بل تركوهم أحراراً في ما يعتنقون، يسلم من يسلم ويبقى على دينه من يبقى.

إلى أي مدى تكرس مناهج التعليم في عالمنا العربي فكرة التطرف؟

إذا لم تتفق المناهج التعليمية مع مبادئ الدين الإسلامي فإنها لا تكرّس التطرف والعنف فحسب بل تنشره. يجب أن تتضمن المناهج ما يجعل الطلاب يفهمون الإسلام فهماً حقيقياً لحمايتهم من الأفكار المتطرفة، كذلك يجب أن تتضمن مادة الدين للمسيحيين ما يحضّ على التعايش السلمي ونشر المحبة ونبذ العنف بكل أشكاله.

هل غياب الحوار بين الأديان يدعو إلى التطرف؟

لكي ينجح الحوار لا بد من أن يلتزم كل طرف بالهدوء والمنطق الطبيعي (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، الانتفاع بمن أسلم من الغرب لأن هؤلاء أسلموا بعدما أدركوا حقيقة الإسلام وصلاحيته من دون مدنية الغرب المادية لإسعاد الإنسان. أسماء المفكرين الذين أسلموا من الغرب معروفة، وما كتبوه عن الإسلام واتجاههم إليه مشهور، وهو موجود في المكتبات العالمية وبلغات عدة، من هؤلاء الفرنسي إتيان دينيه وروجيه غارودي والألماني مراد هوفمان والأميركي محمد أسد وغيرهم كثر... لكن ما نريد أن نؤكده أن الوفود التي ستخاطب الغرب لا بد من أن تكون في أعلى الدرجات للقيام بهذه المهمة.

 كيف ترى الدور الذي يجب أن يؤديه الأزهر لنبذ التطرف في العالم الإسلامي؟

الأزهر الآن يسير في الطريق المعتدل، بعد فترة غياب لدوره وتأثيره، نتيجة محاربة النظام السياسي ضده، ففي كثير من الأحيان كانوا يريدون إزاحته وإلغاءه، كما أن ثمة من يحاول تشويه صورة الأزهر ورسالته، بالإضافة إلى وجود بعض الأزهريين الذين يخالفون النهج المعتدل، لكن للأزهر مواقفه المعتدلة المتفقة مع صحيح الإسلام.

تجديد الخطاب الديني

 هل نحن بحاجة إلى تجديد الخطاب الديني؟

هذا مطلب ضروري في المرحلة الراهنة، خصوصاً مع وجود مجموعات منا أصبحت من أتباع الغرب في فكره الدنيوي مع بقائها في الإسلام ظاهراً، وهؤلاء لا نستطيع أن نقول إنهم قادرون على إقناع الغرب بالإسلام، إذ كيف يمكن أن يكونوا سائرين وراءه منبهرين بمدنيته ثم يطلبون منه أن يتبع الإسلام الذي يدعونه إليه، وأقصد هنا من يتعرض لخطاب الغرب ودعوته إلى الإسلام، ولا مانع من أن يكون المسلم مأخوذا بمدنية الغرب ولكنه متمسك بدينه الإسلامي.

هل الدعوة إلى صراع الحضارات تطرف فكري؟

بالفعل لأنها تدعو إلى التعصب لحضارة من دون أخرى، والإسلام نهى عن ذلك ودعانا إلى التعايش والتحاور وليس الصراع.

 موقف بعض البلدان الغربية العدائي تجاه الجاليات الإسلامية أليس تطرفاً ويؤدي إلى التطرف؟

هو موقف مبني على موروثات قديمة وخوف من انتشار الإسلام، برأيي كلما تم التضييق على المسلمين في الخارج انتشر الإسلام وكسب تأييداً، أبرز الأمثلة إقبال الغربيين، خصوصاً الأميركيين، على معرفة الدين الإسلامي وتعاليمه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، كذلك قضية بناء المآذن في سويسرا وكانت الأغلبية 57% مع المنع، إلا أن ما جاء بعد ذلك يفتح الطريق أمام انتشار الإسلام، إذ تأسس مجلس سويسري للدفاع عن الإسلام عام 2010، من أهدافه الوصول بالنشاط إلى المدن الكبرى، عبر حملات تتضمن معلومات صحيحة عن الإسلام، يسهل على العقل الغربي فهمها وقبولها، وتخصيص مركز للاتصالات والاستعلامات للإجابة عن أي أسئلة أو استفسارات عن الإسلام، والسعي إلى أن يكون المركز المتحدث الرسمي باسم الإسلام السني المعتدل، وإنشاء دار للفتوى ومجموعة من المدارس المعترف بها، وبهذا، إن شاء الله تعالى، تتحقق الآية الكريمة {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}.

في سطور

الدكتور بركات عبدالفتاح دويدار غنيم، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ولد عام 1928م وتخرّج في كلية أصول الدين جامعة الأزهر سنة 1955م.

تخصص في العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان، وتدرّج في الوظائف حتى صار عميداً لكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر - فرع طنطا، حالياً هو أستاذ غير متفرغ فيها.

رئيس لجنة «البشارات بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في الكتب السابقة» في مكتب هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة ثم القاهرة.

يشرف على فحص الإنتاج العلمي المقدم لبعض الجامعات في الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

له كثير من الكتب والأبحاث منها:

- «ابن رشد منهجه وعقيدته».

- «الوحدانية مع دراسة في الأديان والفِرق».

- «الحركة الفكرية ضد الإسلام أهدافها ومقاومتها».

- «من مبادئ الإسلام».

- «موقف الإسلام من التفرقة العنصرية».

back to top