باكستان وبنغلادش تصنعان التاريخ

نشر في 27-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-12-2012 | 00:01
No Image Caption
تستعد باكستان وبنغلادش، حيث الغالبية المسلمة في جنوب آسيا، لإجراء انتخابات عامة. هذا الاستحقاق ليس عادياً بالنسبة إلى البلدين نظراً إلى تاريخهما القاتم الذي يعج بالانقلابات (كانا في البداية بلداً واحداً ثم انقسما إلى بلدين منذ عام 1971) وامتداد فترة الحكم العسكري والاضطرابات الدموية فيهما. ماذا كتبت The Economist في هذا الشأن؟
ستحصل أولاً انتخابات باكستان في بداية عام 2013 (أو ربما في أواخر عام 2012). بغض النظر عن النتيجة، يدعوا هذا الأمر إلى الاحتفال. لم يُكمل أي زعيم مدني مُنتخَب في تاريخ باكستان ولاية كاملة في منصبه كي يسلّم الحكم إلى خلف منتخب له. لكن يوشك ذلك السجل المخجل على الانتهاء الآن.

لم يتوقع أحد الكثير من الرئيس آصف علي زرداري الذي وصل إلى السلطة بعد مقتل زوجته بنازير بوتو خلال تجمّع انتخابي في عام 2007. لا يحظى بأي شعبية، لكنه كان ذكياً بما يكفي ليصمد في منصبه طوال خمس سنوات، ذلك رغم الأعمال الإرهابية، الفيضانات، الاقتصاد المتردي، اكتشاف موقع أسامة بن لادن وقتله على أرضه، والخلافات المريرة مع الجنرالات والقضاة.

لكن رغم صموده في منصبه، تبقى إعادة انتخابه أمراً مستبعداً. فمن المتوقع أن يفوز نواز شريف البنجابي، وهو رئيس وزراء سابق. لكن لديه أعداء في صفوف الجيش. إذا تبين أن حظوظه جيدة في هذا الاستحقاق، قد يفكر الجنرالات بالتدخل مجدداً. لكن يجب أن يضبطوا أنفسهم هذه المرة.

يبرز أيضاً مرشح غير متوقع هو عمران خان، بطل في لعبة الكريكت وقد تحول إلى سياسي بارع وكسب شعبية متزايدة عبر تنظيم تجمّعات حاشدة لمعارضة كل ما هو أميركي (لا سيما الطائرات بلا طيار في وزيرستان) وعبر دعوته إلى مكافحة الفساد. يشعر الباكستانيون الشباب بالحماسة تجاهه، وهو يتوقع وصوله إلى السلطة بنتيجة كاسحة. قد لا يحصل ذلك، لكنه نجح على الأقل في جعل نتائج الانتخابات غير مؤكدة.

انعدام الثقة

في الوقت نفسه، تلوح في الأفق انتخابات عامة في بنغلادش ومن المتوقع أن تحصل في نهاية عام 2013. ستنهي حكومة الشيخة حسينة ولايتها بالكامل ومن المستبعد أن يتدخل الجيش في هذه العملية هناك. هي تتوقع أن تدخل التاريخ بصفتها أول زعيمة من بنغلادش يتم انتخابها لولاية ثانية على التوالي.

لكن من المنتظر أن تكون الأشهر المقبلة مضطربة في ذلك البلد بسبب احتدام الجدل حول طريقة سير الانتخابات. تكثر الانتقادات اللاذعة ومشاعر انعدام الثقة ويشكك البعض بأن تدير حكومة تصريف الأعمال المستقلة الوضع قبل الانتخابات وخلالها. فقد ألغت الشيخة حسينة ذلك التدبير عند إعادة صياغة الدستور في عام 2011، ما أثار سخط المعارضة. اليوم، تهدد منافستها القديمة، خالدة ضياء، بمقاطعة البرلمان والانتخابات وبإطلاق الاعتصامات والاحتجاجات (ما يعني اندلاع أعمال العنف) لخوض المنافسة.

لا تبشر هذه الأحداث بالخير بالنسبة إلى بنغلادش. يجب أن تكون الانتخابات المقبلة ونتائجها موثوقة، ما يعني أن التصويت يجب أن يكون تنافسياً وعادلاً. لا تمت الديمقراطية الظاهرية إلى الديمقراطية الحقيقية بِصلة.

back to top