حوار الطرشان: في سورية

نشر في 01-06-2013
آخر تحديث 01-06-2013 | 00:01
 فيصل الرسمان عصابات ملونة كألوان قوس قزح الذي نراه في السماء عندما تنعكس أشعة الشمس على سطح المياه الرقراقة بعد يومٍ مطير.

عصابات تألفت فيما بينها لتشكل في نهاية الأمر حزباً استطاع أن يستولي على السلطة في "سورية عبدالملك بن مروان".

وبعد الاستيلاء والتسلط فُرضت القوانين الجائرة والظالمة اعتقاداً بأنها تحقق لهم ضمان البقاء في كراسيهم، وبشرعيةٍ ملعونة من تلك القوانين مُنح الجلاوزة والجلادون بكل وقاحة وصلف الحق في الدخول على المواطن السوري في غرفة نومه من دون حياء ومن غير استئذان منه، كما أنه وبدعوى الحفاظ على أمن الدولة واستقرارها مُلئت السجون من الشباب ورُملت النساء ويُتم الأطفال، وتشرد من استطاع الهروب، ليعم البؤس والحرمان من جراء الخوف الرهيب الذي سكن زوايا المنازل ووقف في نواصي الشوارع، حتى بات المستقبل مظلماً والحاضر أشد ظلمة.

***

مات زعيم العصابة وخلفه طفله الغر، الذي كان يرى أباه يصرخ فصرخ، ويركل فركل، ويقتل فقتل، إلى أن أصبح الصراخ والركل والقتل والشك والريبة في الآخرين ثقافة ينهل منها ويسير على هديها.

وبناء على تلك الثقافة العفنة، أخذ الطفل بسن سنَّة أبيه في الشعب السوري لأن الشعب في تصوره وتصور أبيه من قبله، وكذلك في تصور العصابة التي تقف معه وتدافع عنه، مجرد أقنان وجدوا لخدمة الأسياد، وفي شرع "الأسياد والعبيد"، يكون العبد خادماً مطيعاً ذليلاً لسيده أو يُقتل من غير رحمة.

ولما ثار الأحرار الذين كان يظن أنهم مجرد أشياء، أو أدوات في يده، قابلهم بأشنع ما تكون عليه المقابلات، قابلهم بعنف منقطع النظير، وبممارسات مجرمة يندى لها جبين الحيوان، فأخذ يسرف في القتل إلى درجة التبذير في دم الإنسانية.

***

وفي المقابل أرى العربدة السياسية التي تقوم بها أميركا ودول الغرب من جانب، وروسيا والصين من جانب آخر، فكلما شد الروسي والصيني أرخى الأميركي والأوروبي، والعكس بطبيعة الحال صحيح.

وأرى في الصفوف الخلفية أولئك الأقزام المتسلقين على موائد المستعمرين الكبار، يريدون كسباً من تلك الغنيمة حتى لو كان الكسب غير مشروع، وهو حتماً غير مشروع.

أرى الكبار يلعبون ويتفاوضون فيما بينهم على حساب الإنسانية المنتهكة في سورية، وأرى الأقزام يمدون الأكف ويفتحون الجيوب علّهم يلتقطون شيئاً كما تلتقط الثعالب المتطفلة من صيد الأسود.

نهاية المطاف

عندما أنظر إلى الصراع الدموي الذي يحدث بين البشر في كل مكان، تسألني نفسي- لتقول لي- هل الحياة عبثية؟ فأرد عليها رداً جازماً لأقول لها بحزم: "ولله في خلقهِ شؤون"... والسلام.

back to top