ندوة في معرض القاهرة الدولي للكتاب:

نشر في 06-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-02-2013 | 00:01
No Image Caption
أين دور المراكز العربية في النهوض بالترجمة؟

«ما الدور الذي تقوم به المراكز الثقافية المنتشرة في بلدان العالم العربي والتابعة لكثير من دول العالم الغربي في النهوض بالترجمة؟»، سؤال محوري عقدت له ندوة في إطار أنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب شاركت فيها نخبة من الأدباء والكتاب والمنشغلين بالترجمة.
أكدت الأديبة د. سهير المصادفة على ضرورة قيام مراكز الترجمة المرموقة في مصر، وبذل المزيد من الجهد والأموال للمساهمة في ترجمة الثقافة الغربية إلى لغتنا العربية كي تتطور عملية الترجمة بما يتناسب مع عظمة بلادنا. المصادفة التي تحدثت في معرض القاهرة الدولي للكتاب أعطت الثقافة اليابانية مثالاً قائلة: «لا نعرف أي شيء عن المشهد الياباني المعاصر، وإن وصل إلينا فعبر الكتب المترجمة إلى اللغة الإنكليزية، وهذا تقصير من الجانبين العربي والياباني».

وأكدت المصادفة أن المراكز المصرية الثقافية المنتشرة في دول العالم لم تقم حتى بالحد الأدنى من الأدوار المنوطة بها، وهي على حالها منذ عشرات السنين لم تحدث فيها أي تطورات.

المترجم د. مدحت طه قال بدوره: «عمر الترجمة في مصر طويل جداً، بدأ مع إرسال محمد علي باشا البعثات إلى الدول الأجنبية، وكان للشيخ رفاعة رافع الطهطاوي دور كبير في إنشاء مدرسة الألسن وهي كلية الألسن الحالية، لذلك فإن تنمية الترجمة في مصر تتطلب وجود أفراد مؤمنين بهذا المجال أمثال الطهطاوي».

وأكد طه أن المحاولات تعددت للوصول إلى قدر مناسب من ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية العالمية، لكن يجب أن نحدد مواطن الخلل والدور المطلوب من كل مؤسسة، لا سيما غياب الرؤية والأطروحات من المشروعات المقدمة للترجمة، خصوصاً التي تقررها الدولة.

ورفض طه أن نسأل عن دور المراكز الثقافية الرسمية للدول المختلفة الموجودة في مصر قبل أن نسأل عن دور المراكز الثقافية المصرية المنتشرة في دول العالم، وتابع: «يقتصر دور المراكز الثقافية المصرية على الاهتمام بالمبعوثين من مصر وتنظيم الندوات للكتاب المصريين الزائرين لهم وغير ذلك، في حين يخفق في أن يكون همزة الوصل بين البلدان... علينا أن نساعد أنفسنا قبل أن نطلب المساعدة من الآخرين».

وأضاف: «لا يوجد ملحقون ثقافيون يتابعون الإصدارات على المستوى الأدبي والأكاديمي. لا تقوم هذه المراكز بأي محاولة لتحقيق التواصل الثقافي بين الدول. يجب أن ندرك أن معظم دول الغرب يمر بأزمة اقتصادية حادة، ومن ظواهرها تقليص المخصصات المالية للبعثات الثقافية والترجمات، فضلاً عن التخوفات والهواجس التي تتعلق بالوضع السياسي في المنطقة العربية التي تستلزم بالضرورة التوجه والميل الواضح إلى إحدى الجهات، خصوصاً بعد ظهور تيار الإسلام السياسي الذي يمثل هاجساً لدى الغرب».  

وأوضح د. مدحت أن «تنمية الاتصالات والمعلوماتية» مصطلح واسع الانتشار في عالم الإنترنت. والمطلوب تحقيق التواصل بين المصريين في مصر وفي دول العالم. مثلاً، في اليابان تم إنشاء قسم للدراسات العربية ومنذ ذلك الحين لم يتم التواصل معه فلم تُعرض علينا مؤلفات يابانية لترجمتها. نبذل جهداً مضاعفاً كي نخرج بمنتج مترجم، رغم أن في إمكاننا توفير أكثر من نصف الجهد في حال التواصل مع المراكز المختلفة».

شبكات معلوماتية

طالب طه بضرورة التواصل من خلال الشبكات المعلوماتية بين الجهات التي لديها مشروعات متعلقة بالترجمة كالمركز القومي للترجمة وسلسلة الجوائز وأقسام اللغات في الجامعات المصرية كافة، وذلك من خلال رؤية واضحة.

موقف أستاذ الدراسات اليابانية في جامعة القاهرة

د. عصام حمزة حول تاريخ ظهور الترجمة في مصر جاء مختلفاً عن الآراء الأخرى، فرفض ما يقال عن أنها بدأت في عصر محمد علي، وأرجع تاريخها إلى الحضارة الفرعونية التي كان لها دور محوري في ذلك، وأعتبر أن حجر رشيد هو مفتاح الترجمة في العالم فقد أعطانا فرصة لترجمة لغتنا القديمة كي نعرف هوية الفراعنة وثقافتهم. أما ظهور الترجمة في عهد محمد علي فكان بالصدفة البحتة، لأن الترجمات كافة تحققت بمجهود فردي، ولم يكن يسعى محمد علي إليها.

وتحدث حمزة عن تاريخ الثقافة اليابانية موضحاً: «الثقافة اليابانية قائمة منذ القدم على نقل ثقافة العالم الآخر، فاستطاعت أن تتقدم بترجمة المؤلفات الأدبية والعلمية من الدول المتقدمة حتى تمكنت من تكوين ثقافة خاصة بها. اليابان بعد تجربتها في الحرب العالمية، اعتمدت على دور النشر التي تتبنى خططاً مستقبلية، فكونت قاعدة بيانات مع دول العالم، كي تكون على اتصال دائم معهم وتعرف ما ستصدره أي دار نشر في أي دولة في العام المقبل وتختار منه ما يهم القارئ الياباني وتترجمه إلى اليابانية، هكذا يخرج متزامناً مع الكتاب الأصلي. من هنا، لن يتأخر العقل الياباني لأن متابعة العالم من حوله تمكنه من أن يكون بيئة ثقافية خاصة به».

وطالب د. حمزة المراكز الثقافية في مصر بوضع قاعدة بيانات خاصة بها تشمل إصدارات الدولة كافة من الكتب وثم عرضها على المؤسسات في مصر، مع ترك حرية الاختيار لها، بدلا من تحديد هذه المؤسسات العناوين التي تريد ترجمتها إلى العربية. وتابع: «لا يجوز أن نجلس وننتظر أن تأتي هذه المؤسسات إلينا لتعرض علينا ما تراه هي من دون أن يكون لنا أي دخل في ذلك. كذلك علينا أن نحدد المترجمين الجيدين كي لا نترك لأحد الفرصة للتدخل في عملنا، فالصينيون حتى الآن لا يعتمدون على العرب في ترجمة الأدب الصيني إلى العربية».

back to top