أجور النجوم في رمضان تخطت الملايين ولا أزمة مالية

نشر في 29-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-07-2013 | 00:01
No Image Caption
لطالما ردد النجوم قبل بدء تصوير الدراما الرمضانية بأنهم خفضوا أجورهم للمساهمة في استمرار دوران عجلة الدراما والحؤول دون توقفها، لكن ما إن انطلق موسم الدراما الرمضانية حتى برزت إلى العلن الأجور المرتفعة التي تقاضاها النجوم وأن خشيتهم على الدراما لم تكن سوى محاولة لذرّ الرماد في العيون للتستّر على أجورهم التي بلغت عند البعض درجة الخيال.
تقاضت غادة عبد الرازق بين 8 و 10 ملايين جنيه عن مسلسل {حكاية حياة}، مي عز الدين 4 ملايين جنيه عن مسلسل {الشك}، هاني سلامة الذي يطل للمرة الاولى عبر الشاشة الرمضانية، لم يقل أجره عن 10 ملايين جنيه، المبلغ نفسه تقاضته منى زكي عن {آسيا}، الزعيم عادل إمام 15 مليون جنيه عن {العراف}، وهو الأعلى، وقد رصدت الشركة المنتجة موازنة ضخمة للمسلسل نظراً إلى تنوع أماكن التصوير وكثرة ضيوف الشرف ومعظمهم من النجوم.

بدوره تقاضى نور الشريف بين 9 و11 مليون جنيه عن {خلف الله}، يسرا 9 ملايين جنيه مقابل بطولة {نكذب لو قلنا ما منحبش}، جمال سليمان 6 ملايين جنيه مقابل {نقطة ضعف}، منة شلبي المبلغ عينه لقاء مشاركتها في {نيران صديقة}، أما أحمد مكي فبلغ أجره عن الجزء الثالث من المسلسل الكوميدي {الكبير أوي} 7 ملايين جنيه.

الأجور التي تبدو معقولة حتى الان هي: 3 ملايين جنيه لإياد نصار عن {موجة حارة}، 5 ملايين جنيه لسمية الخشاب عن مسلسل {ميراث الريح}، اما النجمة التركية سونغول أودان الشهيرة بـ نور فتقاضت لقاء مشاركتها في حلقات من {تحت الارض} نصف مليون دولار.

 هذه عينة من أجور نجوم الصف الاول الذين ادعوا بأن الدراما المصرية تمر بأزمة ويرغبون في مساندتها عبر تخفيض أجورهم.

ضيوف الـ {توك شو}

لا تقلّ أجور النجوم الذين يحلون ضيوفاً على برامج

الـ {توك شو} عن أجور ممثلي الدراما، فقد تقاضت هيفا وهبي 75 ألف دولار مقابل ظهورها في برنامج {المولد} الذي يقدمه الفنان الشعبي سعد الصغير، أصالة 65 الف دولار مقابل ظهورها في برنامج {أنا و العسل}، ميريام فارس 55 ألف دولار مقابل ظهورها في البرنامج عينه.

أما الهام شاهين فتتقاضى 20 ألف دولار لقاء البرامج التي تصورها في مصر و30 ألف دولار لقاء البرامج التي تصورها خارج بلدها، فيفي عبده 28 ألف دولار سواء كان التصوير داخل مصر أو خارجها، ليلى علوي 25 ألف دولار، فيما يتقاضى الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم 15 الف جنيه مصري وهو الأقلّ أجراً.

يستنتج من هذه الأرقام أن الدراما المصرية وبرامج الـ “توك شو” التي تنتجها القنوات المصرية الخاصة وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة، ما زالت قادرة على دفع مبالغ طائلة لجذب أكبر كمّ من نجوم الصف الاول، لأنها تضمن بذلك التوزيع الجيد لمسلسلاتها وبرامجها عبر شاشات القنوات الفضائية، وجذب أكبر نسبة من المشاهدين الذين يتسمرون على الشاشة لمشاهدة نجمهم المفضل، عدا عن كم الاعلانات... ما يدفع هؤلاء النجوم إلى فرض أجور عالية.

لو ترك النجم على سجيته لربما طلب مبلغاً أكبر لأنه يدرك، في قرارة نفسه، أن المنتج والمحطة من أكثر المستفدين من ظهوره على الشاشة، لكن المبالغة بالأجر قد تظهره، في هذه الفترة الحرجة وهو يدعي بأنه قد خفض أجره، بمظهر غير لائق أمام جمهوره وغير مسؤول لعدم مشاركته في انقاذ القطاع الذي جعل منه نجمًا على مستوى العالم العربي.

 

تخفيض رمزي

حول ظاهرة أجور الفنانين المرتفعة على رغم الأزمات، تعلّق الناقدة سماح الجوهري: {لم نتوقع أن يخفض الممثلون أجورهم بطريقة ملفتة، لقد فعلوا ذلك بشكل رمزي ليقال عنهم إنهم يشعرون بخطورة الأزمة التي تمر بها الدراما، لذا لم يقلّ تخفيض أجورهم عن مليون جنية، وهذا المبلغ لا يساوي شيئاً عند الممثل الذي يتقاضى 12 مليون جنيه}.

تضيف: {الغريب في الأمر أن أجور هؤلاء النجوم تؤثر على موازنة العمل بأسره، ما ينعكس سلباً على الجوانب الفنية، مثل عدم التوسع في أماكن التصوير، وعدم الاستعانة بفريق من التقنيين يتمتّع بكفاءة عالية... لأن كل ذلك يحتاج إلى موازنة ضخمة يكون الممثل النجم استأثر بها بمفرده، ما يقيّد المخرج ضمن موازنة معينة لا يستطيع تجاوزها...}.

توضح أن هذا الواقع أدى إلى انبثاق فكرة البطولات الجماعية التي تضم نجوماً من الشباب يتقاضون أجوراً معقولة تؤهل شركة الإنتاج والمخرج الاستفادة من الموازنة الموضوعة للمسلسل، سواء من ناحية التصوير الخارجي أو الاستعانة بتقنيين على أعلى مستوى، وتقديم صورة جديدة وغير تقليدية.

تشير إلى أن الخطورة اليوم تكمن بأن عدوى زيادة الأجور بدأت تنتقل من الممثلين إلى المخرجين، لا سيما الشباب من أمثال محمد سامي ومحمد بكير... {خصوصاً بعد النجاح الساحق الذي حققته المسلسلات التي أخرجوها وساهم في تغيير الصورة النمطية للدراما التي اعتدنا عليها في السنوات العشر الأخيرة، وهذا المطلب سوف ينسحب على الكتّاب الذين ساهموا في هذا التغيير}.

 إذا كنا هذا العام فوجئنا بهذه الأجور العالية، على رغم حالة التقشف، فسنواجه في العام المقبل موجة أعلى من الأجور التي قد تطاول معظم الشرائح التي تعمل في الدراما التلفزيونية، ويبقى على شركات الإنتاج الاستعداد لمواجهة هذا التحدي الذي سيكون كبيراً العام المقبل.

back to top