دعم أوباما الثوار السوريين محدود ومتأخر!

نشر في 19-06-2013
آخر تحديث 19-06-2013 | 00:01
 ذي تيليغراف تُعتبر الأزمة السورية من أبرز القضايا التي كشفت ضعف إدارة أوباما على المسرح العالمي، فمنذ اللحظة الأولى التي نزل فيها المتظاهرون المناهضون للحكومة السورية إلى الشارع قبل سنتين، بدا الرئيس الأميركي باراك أوباما أشبه بأرنب خائف فاجأته نيران أزمة دولية كبيرة.

وبدل أن يعتبر أوباما انفجار الانشقاق السياسي في سورية فرصةً ذهبيةً لتخليص العالم من حكم مستبد عنيف لا يرحم تعامَلَ بعدائية مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة طوال أكثر من أربعة عقود، وقف مكتوف اليدين. فيعتقد الرئيس الأميركي أن دعم الثوار قد يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مكلفة أخرى تطيح بفوائد التخلص من عصابة الأسد.

نتيجة لذلك، تحولت إدارة أوباما إلى مجرد مراقب عاجز، فيما واصل الصراع السوري تفاقمه، مع سيطرة تنظيم "القاعدة" على الحركة المعتدلة الموالية للغرب ومدّ الروس والإيرانيون الرئيس السوري بشار الأسد علانية بالسلاح والخبرات بهدف مساعدته على البقاء في السلطة.

تشير تقديرات الأمم المتحدة الأخيرة إلى أن أكثر من 93 ألف سوري فَقَدوا حتى اليوم حياتهم خلال معارك السنتين الماضيتين، في حين أن الملايين أُرغموا على العيش في المنفى في الدول المجاورة، مثل تركيا والأردن ولبنان.

مع تواصل كوارث السياسة الخارجية هذه، لن يتحسن الوضع السوري. على العكس، سيشكل دليلاً على ما قاله كثيرون منذ ظهور أوباما للمرة الأولى على المسرح العالمي قبل خمس سنوات: عهده كارثة محتّمة على صعيد القيادة العالمية.

إذن، لا عجب أن يعلن أوباما، في اللحظة التي يحقق فيها نظام الأسد (بمساعدة المستشارين العسكريين الإيرانيين وميليشيا "حزب الله" المدعومة من إيران، كما ذكرت سابقاً) تقدماً كبيراً نحو الفوز في الحرب، أنه سيعزز دعم واشنطن للثوار السوريين.

تأتي هذه الخطوة، على ما يبدو، كردّ تجاه تأكيد هذا الأسبوع أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية، مع أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كانت قد حصلت في أواخر السنة الماضية على تقارير أولية عن استعمال أتباع الأسد مواد محظورة.

حتى لو التزم أوباما بوعده، وعززت الولايات المتحدة جهودها لتسليح الثوار، أخشى أن هذه المساعي ستأتي متأخرة ولن تحقق الكثير. لن نخوض في فكرة كيفية الحرص على وصول الأسلحة إلى المجموعات المناسبة من الثوار وعدم وقوعها بين أيدي أتباع تنظيم "القاعدة". لكن الحقيقة المرّة تُظهر أن كفة ميزان الحرب مالت بشكل حاسم لمصلحة نظام الأسد، ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم الذي تلقاه الرئيس السوري من إيران وروسيا.

نتيجة لذلك، عندما تنتهي هذه الحرب وتبقى عصابة الأسد متمسكةً بالسلطة في دمشق، لن يكون الشعب السوري الخاسر الوحيد فيها. ستتعرض مكانة الولايات المتحدة الدولية لضربة قوية، خصوصاً بعد أن يتضح أن روسيا وإيران هما الفائزتان الحقيقيتان في الصراع السوري.

* كون كافلين | Con Coughlin

back to top