السكري وتأثيراته السلبية على الحامل وجنينها

نشر في 24-02-2013
آخر تحديث 24-02-2013 | 00:01
ينقسم مرض السكري والحمل إلى جزءين منفصلين تماماً: الأول الحمل لمريضة السكري، والثاني سكر الحمل، ويطلق على مرض السكري الذي يظهر للمرة الأولى أثناء الحمل.
 د. رباح النجاده يتساءل كثيرون هل تقلل الإصابة بمرض السكري فرص الحمل أو تمنعه؟ الإجابة لا، فنتيجة للتقدم العلمي والتكنولوجي وتقدّم الخدمات الطبية والعلاجية يمكن الاطمئنان تماماً إلى أن مرض السكري لا يؤثر على فرصة حدوث الحمل، لكن يجب المتابعة الدائمة مع طبيب متخصص وطبيب أمراض النساء والولادة.

ما يجب عمله قبل الحمل

مراجعة الطبيب المختص بالسكري قبل حدوث الحمل بمدة لا تقل عن شهرين والالتزام بتعليماته. ثمة خطوات يجب اتباعها كما يلي:

• إجراء فحص طبي اكلينيكي شامل:

مراجعة تاريخ مرض السكري، التأكد من عدم حدوث أي من مضاعفاته، متابعة العلاج والمحافظة على مستوى السكر في الدم ضمن الطبيعي.

• إجراء فحوص مخبرية هامة:

- منها ما يتعلق بمرض السكري مثل: مستوى الهيموغلوبين المسكر، وظائف الكلى وتحليل كامل للبول. إذا لزم الأمر إجراء  فحوصات أخرى مثل مستوى الدهون في الدم ووظائف الكبد.

- يفضل إجراء فحص قاع العين عند أخصائي العيون لمعرفة حالة الشبكية.

- التأكد من أن المريضة تم تطعيمها ضد الحصبة الألمانية.

- إذا كانت المريضة من المدخنين فعليها التوقف تماماً عن التدخين.

- يجب أن تلمّ المريضة بكيفية السيطرة على السكر في الدم. ومن المهم وجود جهاز لتحليل السكر في الدم في المنزل لاجراء تحليل مرات عدة يومياً.

- يجب التأكد من أن المريضة على علم بكيفية تعديل جرعة الأنسولين حسب الوجبات والمجهود البدني.

تأثيرات سلبية على الجنين

- قد يتعرض الجنين لمريضة السكري إلى تأثيرات سلبية إنما يمكن تقليل نسبة حدوثها عن طريق ضبط مستوى السكر في الدم بدقة، اتباع ارشادات الطبيب، متابعة دورية منتظمة مع طبيب السكري المعالج وطبيب أمراض النساء والولادة.

- أثبتت الأبحاث العلمية أن إصابة الجنين بعيوب خلقية في الحمل الطبيعي قد تصل إلى حوالي 2-3%، وفي حمل مريضة السكري قد تصل إلى 8% أو أكثر. وتقلّ هذه النسبة مع ضبط مستوى السكر في الدم.

- ارتفاع نسبة حدوث إجهاض ووفاة الجنين في  الرحم خصوصاً في النصف الثاني من الحمل.

- في بعض الحالات يؤدي مرض السكري إلى زيادة في حجم الجنين وكثيراً ما يزيد وزن المولود عن 4 كيلوغرامات.

- من الأمور العجيبة أن الأبحاث التي تتابع  مواليد مريضات السكري أثبتت أن نسبة إصابة هؤلاء بمرض السكري من النوع الثاني ترتفع غالباً في الأربعينيات من العمر.

تأثيرات سلبية على الأم الحامل

• مستوى سكر الدم المطلوب

لدى مريضات السكري تزداد نسبة حدوث تسمم الحمل، لا سيما لدى المريضات اللواتي يعانين مضاعفات مزمنة قبل الحمل، خصوصاً ارتفاع ضغط الدم أو تأثير شبكية العين أو تأثير الكلى (زلال في البول). وإذا كانت المريضة تعاني تأثير الشبكية فلا بد من السيطرة عليه قبل بدء الحمل مع أخصائي العيون، وعدم اتخاذ قرار الحمل إلا بعد أن يعطي طبيب العيون الضوء الأخضر وإلا كانت العواقب غير سارة.

لدى مريضات السكري قد ترتفع نسبة الولادة المبكرة ( قبل الأسبوع السابع والثلاثين) كما قد ترتفع نسبة الولادة بعملية قيصرية.   

نصائح لمريضة السكري الحامل

- تحليل مستوى السكري في الدم مرات عدة يومياً بهدف أن يتراوح بين 70-90 مليغراماً في المائة قبل الوجبات، وبين 110-130 ملليغراماً في المائة بعد الوجبات بساعتين.

- عمل تحليل الهيموغلوبين المسكر كل شهرين بحيث لا تتعدى النسبة 7%.

- عدم الاعتماد على السكر في البول لمعرفة السكر في الدم.

• النظام الغذائي

لا يختلف النظام الغذائي لمريضة السكري الحامل عن النظام الغذائي لمرضى السكري مع مراعاة النقاط التالية:

- احتساب السعرات الحرارية المطلوبة يومياً بالرجوع إلى وزن الحامل الحالي، وغالبا ما تتراوح بين 30-35 سعراً حرارياً لكل كيلوغرام من وزن جسم المريضة.

- زيادة تناول البروتينات اليومية عن المعدل الطبيعي بحوالي 20-30 غراماً يومياً إلا في بعض الحالات (وجود زلال في البول).

- تناول حمض الفوليك بجرعة تتراوح ما بين نصف ملليغرام إلى 5 ملليغرامات يومياً.

- تقسم الوجبات اليومية إلى 5 وجبات صغيرة بدلا من 3 وجبات كبيرة.

هو السكر الذي يتم اكتشافه وتشخيصه للمرة الأولى أثناء الحمل. يتراوح حدوثه في الدول المختلفة بنسب تتراوح ما بين 1-14%.

ملاحظة: ثمة فئات نادراً ما تصاب بسكر الحمل:

- السن أقل من 25 سنة عند حدوث الحمل.

- الوزن في المعدل الطبيعي.

- عدم وجود تاريخ عائلي لمرض السكري.

- تمت الولادات السابقة من دون مشاكل أثناء الحمل والولادة.

الأثار السلبية لسكر الحمل على الجنين

هذه الأثار أقل حدوثا وأقل شدة من الأثار التي تنتج عن الحمل لمريضة السكر. لكن يجب عدم الاستهانة بها والحرص على تنظيم مستوى سكر الدم.

تشمل الأثار السلبية على الجنين:

- زيادة في وزنه.

- ارتفاع نسبة وفاة الأجنة داخل رحم الأم.

- ارتفاع نسبة انخفاض سكر الدم والصفراء لدى حديثي الولادة.

الأثار السلبية لسكر الحمل على الأم الحامل

- آثار سلبية تحدث أثناء الحمل والولادة: أهمها ازدياد نسبة تسمم الحمل والولادات القيصرية.

- آثار سلبية تحدث على المدى البعيد: لدى غالبية النساء يختفي مرض السكري بعد الولادة، فيما يستمر عند نسبة قليلة بعد الولادة ما يحتاج إلى علاج مستمر، ويتكرر سكر الحمل مع تكرار الحمل، ما يؤدي إلى ازدياد نسبة الإصابة المستديمة بمرض السكري. وقد أثبتت الأبحاث أن حوالي 50% من النساء اللواتي  يصبن بسكر الحمل معرضات للإصابة بمرض السكري بعد سنوات من الحمل قد تصل الى 15 سنة.

لذلك ننصح بالتالي:

- إجراء تحليل للسكر في الدم بعد الولادة بحوالي ستة أسابيع وإذا ثبت عدم الإصابة به يعاد التحليل كل سنة.

- انقاص الوزن والمحافظة عليه ضمن الوزن المثالي.

- الاهتمام بممارسة الرياضة مع الالتزام بنظام غذائي سليم.

مستويات السكر في الدم المطلوبة حتى لا تحدث آثار سلبية:

في حالة الصيام يفضل أن يكون مستوى السكر في الدم أقل من 95 ملليغراماً، وبعد الأكل بساعتين أقل من 130 ملليغراماً.

•النظام الغذائي

لا يختلف النظام الغذائي لمريضات سكر الحمل عن النظام الغذائي لمرضى السكري.

ينصح بالتركيز على النقاط التالية:

- في حالة السمنة يجب تقليل السعرات الحرارية.

- تناول جرعة قليلة من حمض الفوليك لا تتعدى نصف مليغرام.

- توزيع الوجبات على 3 وجبات رئيسة ووجبتين خفيفتين.

- التركيز على النظام الغذائي قد يكون كافياً لضبط السكر في الدم.

[email protected]

Twitter: @PROF_RN

Facebook: Rabah AL-najadah

back to top