شربل خليل: جرأتي دفعت الناس إلى ترشيحي للانتخابات

نشر في 07-01-2013
آخر تحديث 07-01-2013 | 00:02
{دمى قراطية} و{بس مات وطن} إلى الشاشة مجدداً

بعد الأزمة المادية التي ألمت به نتيجة عدم دفع شركة «باك» مستحقاتها المادية، تخطى المنتج والكاتب والمخرج شربل خليل الصعاب، ويستعد لانطلاقة جديدة لبرنامجيه «بس مات وطن» و{دمى قراطية» بعد خمسة أشهر من التوقف القسري عن الشاشة، كذلك يقدم مسرحيته الجديدة «on ديْن» التي تأجلت لضيق الوقت والسفر.
عن أعماله وحقيقة ما يتردّد عن ترشحه للانتخابات النيابية وإنشائه محطة تلفزيونية كوميدية وأمور أخرى، تحدث شربل خليل إلى «الجريدة».
عودة «بس مات وطن» و{دمى قراطية» إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال، هل هي صفحة جديدة مع الإدارة بشروط مختلفة؟

في البداية يجب الفصل بين المؤسسة اللبنانية للإرسال وشركة «باك»، فأنا لم أختلف مع الأولى بل مع الثانية التي أدت مشكلاتها الداخلية إلى أزمتي المادية، وإلى توقف البرنامجين اللذين كانت تشتريهما من شركة إنتاجي الخاصة لتبيعهما بدورها إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال. راهناً، أبرمت عقداً مع الأخيرة مباشرة فعادت أعمالي إلى الشاشة.

متى ينطلق البرنامجان؟

قريباً، ويتضمنان فقرات جديدة وطريقة إخراجية مبتكرة ويشارك فيهما ممثلون جدد.

كيف ستستعيد جمهورك الذي اعتاد خلال غيابك على مشاهدة برامج انتقادية ساخرة أخرى؟

هل يمكن أن أخسر جمهوري بعد 17 عاماً من العمل المسرحي والتلفزيوني بمجرد غيابي خمسة أشهر عن الشاشة؟ إنه ينتظر عودتي ولم يتغير، لذلك لا أخشى خسارته.

ما الذي يميز «بس مات وطن» و{دمى قراطية» عن بعضهما، خصوصاً أنهما برنامجان انتقاديان ساخران؟

«دمى قراطية» نشرة تعليق ساخرة على الأحداث السياسية اليومية أبطالها دمى متحركة، فيما «بس مات وطن» برنامج كوميدي اجتماعي فنّي ساخر يتضمن مواقف طريفة يؤديها ممثلون حقيقيون.

وما الذي يميّز مسرحيتك الجديدة «on ديْن» عن مسارح الشانسونييه الأخرى؟

لا تتضمن المسرحيات الأخرى دمى متحركة، ثم ربطت في هذا العمل بين الدمى والفيديو في مشهدية مبتكرة غير متعارف عليها في المسارح الأخرى، ولم أستخدمها في مسرحياتي السابقة.

 

ما أوجه الاختلاف بينها وبين برامجك التلفزيونية؟

لم أكرر نفسي، ولم أعالج أي موضوع سبق أن طرحته في «بس مات وطن» أو «دمى قراطية»، بل ابتكرت أفكاراً جديدة.

هل تقديمك المسرحية بعد الأزمة المادية رسالة إلى جمهورك بأن الفن والإبداع لا تقتلهما شدّة؟

لا، لأن التحضير للمسرحية بدأ منذ سنة تقريباً أي قبل حصول الأزمة ولكنه تأجل بسبب السفر. فضلاً عن ذلك، تفرغت لتحضيرها بعد توقف البرنامجين، إذ أصبح لديّ متسع من الوقت.

هل تعتبر المسرحية تحدياً لك؟

 بالطبع، وهو تحدٍّ كبير لا سيما الوقوف مجدداً بعد الضربة التي تلقيتها من «باك»، واستئناف «بس مات وطن» و{دمى قراطية» ومشاريعي الأخرى أيضاً.

كيف تقيّم الإقبال عليها؟

جيّد، وقد عبّر الجمهور عن إعجابه بها كونها وفرت له ضحكاً على مدى ساعتين، وأثنى على جرأتها والأفكار المطروحة فيها.

هل ستعرضها في دول عربية؟

في حال تلقيت دعوات لذلك، وقد سبق أن عرضت مسرحيات في الكويت ودبي وأبو ظبي.

هل تتطرق فيها الى  قضايا عربية؟

أتناول الوضعين السوري والتركي.

يعني أن الجمهور العربي سيجد فيها شؤوناً تعنيه.

ساهمت الفضائيات والإنترنت في توحيد المجتمع العربي وأزالت الحواجز بين العرب واللبنانيين، وبالتالي سيتسلى الجمهور العربي عند مشاهدته هذه المسرحية.

كم عدد الاسكتشات فيها؟

نقدّم 12 اسكتشاً متنوعاً بين مواقف مضحكة وتقليد شخصيات سياسية وفنية، ويقدم الممثل جان بو جدعون خمسين شخصية مختلفة.

ما أكثر الاسكتشات إضحاكاً؟

اسكتش المسلسل التركي «حريم السلطان» الذي استوحيت منه سلطاني الخاص وهيامي وسنبلي.

ما الهدف من إشراك الدمى في المسرحية؟

لطالما سألني الناس عن كيفية تحركها، خصوصاً أنها تحمل كوب ماء وهاتفاً وتطلق النار من مسدس وتتحرك يميناً وشمالا بسهولة تامة وتغمض عينيها وتحرّك شفتيها وتعزف الموسيقى، بالتالي تشبه حركاتها حركات البشر، لذلك أشركتها في المسرحية ليكتشفها جمهوري وأجيب عن التساؤلات المتعلقة بها.

شخصيات الدمى متنوعة بين السياسة والفن، فهل هي لافتة أكثر من أداء المقلد الحقيقي؟

الكاريكاتور الذي نصنعه لوجه الدمى يصعب تنفيذه على وجه جان بو جدعون في ما يتعلّق بالماكياج مثلا، فضلا عن أن الاستعانة بالدمى يسرّع المشاهد ويحلّ مشكلات لا يمكن تنفيذها تقنياً أو إنتاجياً بمعيّة شخص واحد.

جان بو جدعون موهبة فريدة ونادرة ويقلّد 300 شخصية، إنما لا يمكن تقنياً تقليد ست  شخصيات في اسكتش واحد وتغيير ماكياج شخص واحد لتركيب مشهد معيّن، يحتاج ذلك انتاجياً إلى يومي تصوير، بينما يمكن في خلال ساعتين وعبر مشاركة الدمى تنفيذ المشاهد المطلوبة، ما يوّفر الوقت ويسهّل الإنتاج وتكون النتيجة مهضومة وفريدة من نوعها.

فريقك المسرحي مزيج بين أعضاء دائمين وآخرين جدد، ما دور كل منهم؟

يتولى جان بو جدعون تقليد الشخصيات فيما يجسّد أفكار الاسكتشات الممثلون الآخرون، كلود خليل وجسي عبدو وباميلا جرجي وهشام خداج والشاب الجديد شادي خوري، وقد اخترت هذا الفريق بشكل يلائم المشاهد المكتوبة.

رغم أزمتك المادية، لم يتخلَّ فريقك عنك، ما سرّ هذه العلاقة التي تجمعك به؟

لم أتوقف عن دفع الأجور، فحصل الممثلون على حقوقهم من دون أن يشاركونني الأزمة التي تحملتها لوحدي. ربما دفعهم هذا الأمر الى عدم التخلي عنّي، لأنني لم أتخلَّ عنهم  وجنّبتهم الضيق المادي. أعتقد أن هذا الأمر أثر بهم، خصوصاً أن شركات إنتاج كانت تتعامل مع «باك» توقفت عن دفع مستحقات الممثلين الذين يعملون معها بسبب هذه الأزمة.

من جهة أخرى، أعتقد أن السبب الأساس وهو الأهم أنني أتعامل مع فريقي كأنه عائلتي، وليس كمنتج ومخرج، فالعلاقة الإنسانية تجمعنا قبل العمل والمال.

هل تحسّن منطق الرقابة على البرامج التلفزيونية خصوصاً على برامج الانتقاد الساخر؟

أصبحت الرقابة مقبولة أكثر من السابق، خصوصاً من فترة الاحتلال السوري للبنان، وبتنا نتمتع بفسحة من الحرية، ولكن رغم هذا التحسن ما زالت أمور عدة ممنوعة وأنا أرفض ذلك.

تردّد أنك مرشح للانتخابات النيابية المقبلة، فهل تحضّر مشروعك السياسي؟

كلا، لأنني لن أترشح. طرح اسمي في إحصاءات أجريت في دائرة منطقة كسروان من دون علمي ولا أعرف السبب. بالنسبة إلي، أعتبر أن مهنتي وفني أهم من مجلس النواب الذي ربما أفكر فيه بعدما أصبح عاطلا عن العمل.

 

هل حصّلت حقوقك المادية من «باك»؟

ليس بعد. رفعت دعوى قضائية ووضعت حجزاً تنفيذياً على عقارات الشركة والاستوديوهات في انتظار قرار القضاء اللبناني.

ما حقيقة ما قيل عن إنشائك محطة تلفزيونية كوميدية؟

لا دخان من دون نار. تدور فكرة من هذا النوع في رأسي، إنما لا مصداقية تامة للتفاصيل المسرّبة في الإعلام. سأفصح عن الموضوع في الوقت المناسب.

انطلاقاً من طرح اسمك كمرشح انتخابي، هل يؤثر الكوميدي الانتقادي الساخر في وجهة نظر الرأي العام؟

التداول باسمي جاء نتيجة جرأتي في أعمالي المسرحية والتلفزيونية منذ 17 عاماً ولغاية اليوم. حين لم يكن أحد يجرؤ على انتقاد سلطة الاحتلال أو الدولة المنبثقة عنها أو الحكومة المسيّرة من عاصمة خارج لبنان، كان «بس مات وطن» البرنامج المقاوم الوحيد والجريء والقادر على تسمية الأمور كما هي، ما أكسبني ثقة المواطن اللبناني بشخصي وبمواقفي الوطنية، فرشحني الناس لأكون نائباً عنهم، لأنني أحكي أفكارهم ومعاناتهم وأفهم ماذا يريدون وأشاركهم توقهم إلى الحرية.

راهناً ثمة عشرات البرامج الانتقادية الساخرة المعروضة عبر الشاشات، إنما لا أظنّ أن الجمهور اللبناني يثق بأحد نجومها لدرجة ترشيحه إلى الانتخابات، فهؤلاء يقدمون كوميديا هزلية سطحية وشخصيات مضحكة ونكاتاً مهضومة، إلا أنهم لا يطرحون موقفاً سياسياً عميقاً ولا يعالجون قضايا سياسية ووطنية كما أفعل.

برأيك ألم يرتح بعض السياسيين من انتقاداتك في الاشهر الماضية؟

طبعاً، ثمة من ارتاح مني فيما اشتاق آخرون اليّ.

back to top