أين نقف الآن؟

نشر في 27-07-2013
آخر تحديث 27-07-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي الخيال المجنح الذي يذهب بنا بعيداً ثم يعود إلينا محملاً بسؤال أشبه بمعضلة، ليس لأنه لا حل له، لكن لرغبة بعضنا في الوصول إلى كمال القيم، فيداهمهم هذا السؤال لتوجسهم بأن يكونوا قد عدلوا عن الطريق الحق: هل أنا شخص صالح أم شخص غير صالح؟

ربما لا نستطيع الإجابة عنه بلمح البصر لأنه باختصار لا يحتاج إلى إجابة بقدر ما يحتاج إلى تمحيص لجوارحنا وما تختلج فيه أنفسنا.

فهل نحن في جهة اليمين أم أننا نقف في اليسار في صفوف الشياطين؟

برأيي أن من يفكر في إيجاد إجابة لهذا السؤال، هو على الأرجح شخص يمتلك ضميراً، الضمير الذي أصبح الآن عملة نادرة ذابت في معترك المصالح، فما فتئ ضمير هذا الشخص يقبع في عداد الأحياء.

بيد أن الإنسان الذي يضرب بالمبادئ عرض الحائط لا يهمه أين يقف أو إلى أي فئة ينتمي، فهو يضع نصب عينيه إلى إتلاف مبادئه لينحدر إلى منزلق مصالحه، فلا يتعب خياله ولا عقله في إيقاظ ضميره من سباته.

فسؤاله عن مدى صلاحه غائب عن قائمة أولوياته، لأن من يستولي عليه هو كيفية وصوله إلى قمم المناصب والماديات.

لا حرج أن نطمح للوصول إلى القمة لكن دون إيقاع غيرنا في شرك أحقادنا.

خلاصة الحديث أنه طالما أننا لا نلبث أن يبقى ضميرنا يتنفس الإنسانية نستطيع أن نجيب عن ذلك السؤال بإيجابية.

تخونني الذاكرة في سرد أحد الأبيات لأحد الشعراء لكن ملخصه أن العلم نجح بالوصول إلى زراعة القلب لكنه لن يصل إلى عملية جراحية لزراعة الضمائر.

back to top