أهمية التحدث بنعم الله

نشر في 27-04-2013
آخر تحديث 27-04-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي من أكثر الأمور الملاحظة أننا كثيراً ما نتحدث عن الأمور السلبية في المجتمع ولا نتحدث عن الأمور الحسنة والنعم الكثيرة التي حبانا الله إياها في الكويت حتى بات ذلك الأمر كالعرف اليومي الذي نكرره في أي مجلس نجلسه، ثم بعد ذلك نتساءل: لماذا أصبح كثير من الكويتيين مهمومين؟ ولماذا انتشر الحسد بيننا بالرغم من النعم الكثيرة التي يتمتع بها كثير من الكويتيين؟!

إن كثرة التحدث في السلبيات مع إغفال التحدث بنعم الله تعالى هو السبب الحقيقي وراء كثرة همومنا وغمومنا وانتشار مظاهر الحسد بيننا، وذلك لأن إغفال الإنسان لذكر النعم التي أنعمها الله تعالى عليه يعني إغفاله لشكر الله على هذه النعم، واستمراره في ذلك الأمر، وكثرة ترديده للسلبيات دون الإيجابيات مما سيوصله إلى مرحلة تجعله يحتقر نفسه ويحتقر النعم الكثيرة التي يمتلكها، وهو ما يكون سبباً رئيساً في سخط الله تعالى على هذا الإنسان وانتزاع هذه النعم منه.

والعكس من ذلك تماماً ما يكون عليه حال الإنسان الذي يتحدث بنعم الله عليه، فهذا الإنسان يشكر الله تعالى على نعمه وهو ما يؤدي إلى زيادة هذه النعم عليه واستمرارها، فقد قال جل من قائل: «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ». وفي قصة قوم سبأ تأكيد على ذلك من خلال نكرانهم للنعم الكثيرة التي أعطاها الله لهم فكان جزاؤهم أن حول الله حدائقهم إلى ساحات جرداء ليس فيها إلا الإثل والخمط وشيء من سدر قليل.

والغريب فعلاً هو انتشار الحسد عندنا في الكويت بالرغم من كثرة النعم التي يتمتع بها حتى الإنسان الحاسد نفسه، وهذا ليس إلا بسبب تناسينا ذكر النعم الكثيرة علينا والنظر دائماً إلى من هم أعلى منّا في الرزق مما يولد احتقار واستصغار النعم وعدم الرضا بما قدره الله، وبالتالي تناسي شكر الله تعالى عليها، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإن ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم»... وهذا هو فعلاً العلاج الناجح لداء الهم والحسد.

back to top