د. رحاب العوضي: الاستقرار النفسي يحمي الأبناء

نشر في 19-01-2013
آخر تحديث 19-01-2013 | 00:01
كيف يمكن حماية الأبناء من الإصابة بأمراض نفسية؟ سؤال يؤرق الأهل اليوم بعد ازدياد أعراض الاضطراب النفسي لدى الأطفال والمراهقين، وخوف الأهل من تحولها إلى أمراض يصعب شفاؤها وقد تهدد مستقبل الأبناء.
حول هذا الموضوع بالذات كان لقاء «الجريدة» مع الخبيرة النفسية د. رحاب العوضي التي تؤكد أن حماية الأبناء من الأمراض النفسية تبدأ من التربية الصحيحة، وتقدم مجموعة من النصائح للأهل لتجنيب أبنائهم هذه الاضطرابات.
ما سبل الوقاية من  الأمراض النفسية كالاكتئاب والوسواس القهري؟

   

لكل مرض نفسي أسبابه وعلاجه، والاكتئاب أحد أمراض العصر. تبدأ الوقاية من تغيير الشخص لعاداته الروتينية، عدم الاستسلام لحالة مزاجية سيئة، ممارسة هوايات وأنشطة رياضية، تفاعل مع الآخرين  سواء الأصدقاء أو العائلة، البوح بشكواه لطرف محبّ، عدم اللجوء إلى علاج دوائي من دون مشورة طبية... أما الوسواس القهري فيحتاج إلى معالج  نفسي.  

 

 كيف  يتحول العارض النفسي إلى مرض مزمن وما علاجه؟

الإهمال والتشخيص المتأخر والخجل من المرض النفسي... أسباب كافية ليتحول العارض إلى مرض، فالاكتئاب يتدرج في خطورته من البسيط إلى الحاد ثم المزمن، يحتاج علاجه إلى وقت طويل، ويتوقف على رغبة المريض في الشفاء، وأن تكون لديه أهداف حياتية، أن يرتبط بأسرته ويمارس عملاً يحبه.

هل ثمة أمراض نفسية غير قابلة للشفاء؟

 

لا وجود لمرض غير قابل للشفاء، فلكل داء دواء، ويقول تعالى: «وإذا مرضت فهو يشفين». يحتاج بعض المرضى إلى جلسات علاجية منتظمة، أو البقاء في مستشفى الأمراض النفسية للملاحظة والمتابعة.

ما أهمية جلسات التحليل النفسي؟

تكشف الأسباب الشعورية واللاشعورية للمرض، وقد ابتكرت أساليب علاج حديثة بالرسم والموسيقى والرياضة أثبتت نتائجها الإيجابية، وسرعة تماثل المريض للشفاء.

متى ينصح المريض بدخول المستشفى؟

عندما يشكل خطورة على نفسه والمحيطين به، أو غياب من يرعاه ويحتويه ويراقب تصرفاته، فيستمع المعالج النفسي إليه ويحدد فترة العلاج اللازمة لشفائه.

هل ثمة أمراض نفسية تفرض احتجاز المريض في مراكز متخصصة  طيلة فترة العلاج؟

يجب التفريق بين المرض النفسي والعقلي، فالأول ينتج  من اضطرابات في مرحلة عمرية مبكرة ولا يستوجب حجز المريض، باستثناء بعض الحالات مثل الفصام والوسواس القهري، بينما يتطلّب الاختلال العقلي احتجاز المريض وخضوعه لجلسات علاجية مكثفة.

كيف يحقق الآباء الاستقرار النفسي لأبنائهم في مرحلتي الطفولة  والمراهقة؟

 

الاستقرار النفسي مرادف للحب والعطاء والرحمة، ويتحقق في محيط الأسرة من خلال عوامل عدة أهمها: البر بالأبناء، توثيق الارتباط  بالمصارحة والتسامح، تعزيز الثقة في نفوسهم، فالعنف في مرحلتي الطفولة والمراهقة يصيبهم بأمراض ويكرس لديهم سلوكيات سلبية، وقد يلجأون إلى آخرين بحثًا عن الحب المفقود، وفي بعض الحالات إلى الانطواء والعزلة.  

ما تأثير البيئة المحيطة في الإصابة بأمراض نفسية؟

 

تؤثر البيئة في سلوك الشخص سلبًا وإيجابًا، ثمة أمراض نفسية يسببها تراكم خبرات سيئة وكبت الانفعالات، هذا ما أقرته المدرسة السلوكية. يرى العالم النفسي واطسو زان أن البيئة وطريقة التربية أساس أي سلوك سواء كان حسنًا أو سيئًا، ويمكن علاج المرض بإزالة الأسباب مثل الفوبيا.

هل ثمة أمراض نفسية وراثية وما علاجها؟

 

بالطبع من بينها الفصام، وتتراوح نسبة الوراثة تبعًا لدرجة صلة القربى، وتختلف عندما يكون الأب هو المصاب أو الخال أو الجد، وتتراوح نسبتها من 12  إلى 40 %.

لكل حالة طريقة علاج، تبدأ من الوقاية والتردد على المعالج النفسي وانتباه الأهل للأمر والتشخيص المبكر الذي يدعم فرصة الشفاء.

كيف تتوافر للآباء ثقافة نفسية في تربية أبنائهم؟

من الإعلام المقروء والمسموع، مناقشة قضايا التربية للمراحل العمرية  المختلفة وكيفية التعامل معها، فليس لدى أولياء الأمور كافة الوعي العلمي والثقافي للتربية، بالإضافة إلى إقرار منهج تنمية بشرية لتوعية الفرد على طاقاته وعلى نقاط القوة والضعف في شخصيته وتعديل سلوكه، تنظيم ندوات توضح للآباء طرق التعامل السليم مع أبنائهم.

بم تنصحين لتغيير الصورة الخاطئة عن المريض النفسي؟

ثمة مسؤولية مشتركة لمؤسسات المجتمع المدني والأسرة لتغيير الصورة الخاطئة للمرض النفسي واتهام صاحبه بالجنون، وهي كلمة ليست دقيقة علميًا.

يجب أن يهتمّ المريض بالبحث الفوري عن العلاج، وألا يتردد في الذهاب إلى العيادة النفسية، أو حتى استشارة طبيب متخصص، وتطبيق أسباب الوقاية  لمنع حدوث مضاعفات وتأخر فرص الشفاء.

back to top