السينما تعود إلى زمن الديكورات

نشر في 08-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-07-2013 | 00:01
اعتمد نصف مخرجي السينما في موسم الصيف الراهن على التصوير في ديكورات داخلية بدلاً من تصوير الأحداث في أماكنها الحقيقية، حيث ظهرت الديكورات بشكل لافت في هذه الأعمال على رغم محاولات صانعيها للهروب من الصورة النمطية التي تظهر بها الديكورات. عند هذه الظاهرة نتوقف.
صوِّر فيلم {بوسي كات}، الذي يعتبر التجربة الثانية لمخرجه ومنتجه علاء الشريف، في الأستوديو بالاعتماد على الديكورات الداخلية، فلم تظهر في الفيلم الذي امتدت أحداثه على مدار 80 دقيقة لقطة واحدة خارج المشاهد الداخليه التي اعتمدت على محل لتصفيف الشعر وبعض المنازل التي دارت فيها الأحداث، وذلك على العكس من تجربة الشريف الأولى {الألماني} التي صورت بالكامل في الشارع.

يقول الشريف إنه اختار بناء ديكورات الفيلم نظراً إلى أن الأحداث كلها تدور في نطاق محدد وليست متشعبة، على عكس {الألماني}، بالإضافة إلى أن بناء الديكورات أقل تكلفة عليه كمنتج من التصوير في محل حقيقي، لا سيما أن التصوير الخارجي يستغرق وقتاً أطول من المعتاد.

وأضاف أن الديكورات تم الإنفاق عليها جيداً، ومن ثم لم يؤثر الأمر على صورة العمل النهائية، لافتاً إلى أن إمكان بناء ديكورات من عدمه أمر راجع إلى طبيعة الفيلم وأحداثه، ما جعله يقرر بناء الديكور اللازم لـ {بوسي كات}، خصوصاً أنه لا يضم أي مشاهد لمطارادات أو اشتباكات تحتاج إلى مساحة كبيرة أو حرية للحركة.

أما فيلم {متعب وشادية} الذي قام ببطولته كل من أشرف مصيلحي وعلياء كيبالي، فاقتصر التصوير الخارجي فيه على مشهد مطاردة واحد في البداية يظهر فيه البطل متعب وهو يساعد رجال الشرطة في القبض على أحد المجرمين. استغرق المشهد نحو ثلاثة دقائق على الشاشة وقام المخرج بتصويره في إحدى الحارات الشعبية بينما كانت بقية المشاهد في مواقع تصوير مدينة الإنتاج الإعلامي.

مشاهد الفيلم تنوعت بين موقف السيارات الذي تم بناؤه والحارة الشعبية التي تم تعديل ديكوراتها لتظهر بشكل مختلف، فيما نُفذت مشاهد قسم الشرطة والنيابة في ديكورات خاصة عوضاً عن التصوير في الأماكن الحقيقية.

من جهته، يقول المخرج أحمد شاهين إن تكلفة بناء الديكورات أكبر بكثير من تكلفة التصوير الخارجي، خصوصاً أن بناءه لموقف السيارات الذي يدور فيه جزء كبير من الأحداث تكلف إنتاجياً كثيراً نتيجة جلب كثير من السيارات وإيجارها وركنها لتظهر في المشاهد، والاستعانة بدراجات بخارية كثيرة أو عربات {التوتوك}، فضلاً عن تكلفة البناء والإيجار في مدينة الإنتاج الإعلامي والتي تعد مرتفعة مقارنة بالتصوير في الأماكن الحقيقية.

وأضاف شاهين أن الظروف والأوضاع الأمنية هي التي جعلته يفكِّر في بناء الديكورات بدلاً من التصوير في الخارج في الأماكن الحقيقية، حيث عمد إلى بناء مواقع تشبه الأماكن الحقيقية لا يتعرف الجمهور إليها باعتبارها جزءاً من {بلاتوهات} مدينة الإنتاج، خصوصاً الحارة الشعبية.

وأشار إلى أنه حرص على المصداقية في بناء ديكور الحارة الشعبية، ومن ثم قام بكثير من التغييرات في الديكورات المصممة أساساً في مدينة الإنتاج الإعلامي، كي لا يستطيع أحد التعرف إلى مكان التصوير داخل المدينة، وهو الأمر الذي أدى إلى إضفاء مزيد من الواقعية على العمل وانعكس إيجابيا على مستوى الفيلم.

مخيمات

اعتمدت المخرجة نادين خان في أولى تجاربها السينمائية {هرج ومرج} على التصوير في أحد الأستوديوهات أيضاً، حيث تم تنفيذ ديكور ضخم لإحدى المناطق التي تشبه المخيمات وتم تصوير الفيلم فيها بالكامل، علما أن بناء الديكور استغرق ستة أشهر فيما احتاج التصوير في الـ{بلاتوه} إلى ستة أسابيع.

تشير نادين إلى أن قرار بناء ديكورات الفيلم جاء لأن طبيعة الأحداث تدور في مكان غير معلوم الهوية والتاريخ، وفي الوقت نفسه يتطلب ظهور صورة جديدة لم يشاهدها الجمهور سابقاً في أي عمل فني، وحتى لا يشعر أحد أنه قد تم التصوير في تلك المنطقة سابقاً.

وأضافت أن بناء الديكور على مساحة واسعة من الأرض منحها فرصة إظهار عدد كبير من الزاويا التي تريدها في الصورة، لافتة إلى أن عدم بناء ديكور خاص بالأحداث كان سيجعل الفيلم يفقد جزءاً مهماً من الفكرة القائم عليها وهي مجهولية الزمان والمكان الذي تدور فيهم الأحداث.

تشير نادين إلى أن تكلفة بناء الديكورات كانت مرتفعة، كذلك إيجارها خصوصاً أن التصوير امتد إلى نحو ستة أسابيع متواصلة. ولفتت إلى أن التصوير في مكان واحد جاء بالمصادفة ولم يكن مقصوداً، فهو مرتبط ببناء الفيلم الدرامي وليس لأي أسباب أخرى.

back to top