«وين راحت الإيجابية»؟!

نشر في 09-03-2013
آخر تحديث 09-03-2013 | 00:01
 أحمد الفقم العازمي من أكثر الأمور التي أستغربها أنني ما إن أجلس في أي مجلس سواء كان بين شباب في مقتبل العمر أو رجال انتصف بهم العمر إلا وتكون النظرة السلبية حول المواضيع المختلفة هي السائدة في ذلك المجلس.

فحين يفتح النقاش حول موضوع معين أرى أغلب من في المجلس- إن لم يكن جميعهم- يتسابقون في التحدث حول سلبيات وعيوب هذا الموضوع، ولا أكاد أسمع شخصاً واحداً يتكلم عن أحد الجوانب الإيجابية لهذا الموضوع.

لقد أصبحت النظرة السلبية لأي شيء هي المسيطرة على حياتنا حتى أصبح الذي ينتقد أكثر ويشتم أكثر هو الذي يكتسب شعبية أكبر، في حين بات ينظر نظرة الدهشة والاستغراب إلى من يتحدث عن الإيجابيات والأشياء الحسنة للمواضيع والقضايا المختلفة.

وقد انعكست تلك النظرة السلبية الدائمة على كثير من المواطنين بمن فيهم الشباب، فلا نسمع من حديثهم إلا التشاؤم والإحباط، ونرى التكاسل في أفعالهم وسلوكياتهم، وهو مؤشر خطير يؤدي إلى قتل روح الطموح والمبادرة لديهم، فخذ على سبيل المثال قضية عزوف بعض الشباب عن الزواج بالرغم من توافر كل متطلبات الزواج لديهم، وهي قضية وإن كانت لا ترقى إلى مستوى الظاهرة في الكويت إلا أنها موجودة.

إن السبب الرئيسي وراء عزوف تلك الشريحة من الشباب عن الزواج هو نظرتهم السلبية للزواج، وأنه سيؤدي بهم إلى مزيد من المشاكل والهموم، ولو تحدثت مع أحدهم فستسمع منه كثيراً من الأمثلة حول شباب تزوجوا و"توهقوا" بعد الزواج! في حين أن الواقع مليء بحالات الزواج الناجح.

وهذا هو فعلاً مكمن الخطر في الموضوع، فاعتياد الإنسان على النظرة السلبية للحياة وإغفال النظرة الإيجابية ستجعله أسيراً للإحباط واليأس، وستجعله يرى الأشياء من حوله بنظرة الفشل والخسران، فكل شيء عنده سلبي و"مو زين"، ولا أقصد أن نغض الطرف نهائياً عن سلبيات القضايا من حولنا بل ينبغي أن ننظر إليها نظرة المعالج لها، وفي نفس الوقت يجب أن نفتح أعيننا على النظرة الإيجابية لواقع الحياة، فعلى الرغم من كل المشاكل والأزمات فإن هناك أموراً مازالت إيجابية تبعث على الأمل والتفاؤل.

back to top