باتريسيا نمّور: «لعبة الموت» حاز أكبر نسبة مشاهدة

نشر في 22-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-07-2013 | 00:02
ممثلة مسرح وتلفزيون وسينما تميزت بعفويتها وخفة ظلّها وابتسامتها التي ما إن تطلّ حتى تملأ الارجاء فرحاً. منذ انطلاقتها الفنية تألقت في الكوميديا والدراما على حدّ سواء، فما إن تنطبع صورتها في إحداها حتى تعرّج على الأخرى لتبقى ماثلة في ذهن المشاهدين ممثلة لكل الفصول.
تطل باتريسيا نمور للمرة الاولى عبر الشاشة العربية في مسلسل «لعبة الموت» بدور ليلى محامية صديقة لنايا (سيرين عبد النور).
عن «لعبة الموت» والمنافسة الرمضانية وأعمالها الجديدة تحدثت الى الجريدة.
كيف تقيّمين دورك في مسلسل «لعبة الموت»؟

أحببت شخصية ليلى التي جسدتها، لا سيما المواقف التي اتخذتها تجاه قضية تعنيف المرأة.

وردود الفعل عليها؟

ممتازة. أحب الجمهور عودتي إلى الدراما بعدما تابعني في الآونة الأخيرة بأدوار كوميدية.

هل شكل المسلسل نقلة نوعية في مسيرتك الفنية؟

طبعاً، خصوصاً على صعيد الانتشار العربي، باعتبار أنه يضمّ خليطاً من الممثلين اللبنانيين والمصريين، وساهم في إبراز قدراتي التمثيلية في أداء الدراما التي قدمتها في بداية مسيرتي الفنية، قبل أن أتميز بأدوار الكوميديا التي طُبعت أخيراً في ذهن المشاهد.

برأيك، أي مسلسل تميّز هذا الموسم؟

على رغم سعادتي بوفرة المسلسلات الدرامية ومشاركة الممثلين اللبنانيين في الانتاجات المصرية والسورية، إنما يجب ألا ننتظر الشهر الفضيل فحسب لتقديم أعمال نوعية ومستوى درامي عالٍ. أما على صعيد المنافسة، فقد تبيّن وفق الاحصاءات التي اطلعت عليها أن {لعبة الموت} يحوز النسبة الأكبر من المشاهدة لغاية الآن.

ما أهمية الكاستينغ اللبناني في هذه الأعمال العربية المشتركة؟

لفتني أن الممثلين اللبنانيين المشاركين في الأعمال العربية مثل: طلال الجردي، سميرة بارودي، ندى بو فرحات، بولين حداد، نبيل عساف، يوسف حداد... هم نجوم في لبنان، مع ذلك أدّوا أدواراً عادية وثانوية، ولم يأخذوا حقهم من خلال مشاركتهم في هذا العمل النوعي، لأن هذه التجربة الجديدة كانت جميلة وقيّمة بالنسبة إلينا، فضلاً عن أنني تشرفت شخصياً بالتعرف إلى المخرج الليث حجو ومساعده سامر برقاوي.

هل تسنت لك متابعة أعمال رمضانية أخرى؟

تابعت بعض حلقات {سنعود بعد قليل} لأنه من إخراج الليث حجو، وبعض حلقات من {جذور} وسمعت أصداء جيدة عنهما.

هل تؤثر هوية المحطة على نسبة مشاهدي مسلسلاتها بغض النظر عن نوعية العمل؟

أظنّ أن هوية المحطة ونوعية المسلسل يؤثران معاً على نسبة المشاهدة، إنما طريقة تقديم المحطة لمسلسلها تشكل وسيلة جذب للجمهور، لذا احترقت أعمال لبنانية جيدة بسبب سوء الترويج لها. أما على الصعيد العربي، وفي ظل عرض محطات عدّة للمسلسل نفسه بأوقات مختلفة، فلا بد من أن تحصد المسلسلات المعروضة نسبة جماهرية معينة.

طرح {لعبة الموت} قضية العنف الأسري، كيف تقيّمين واقع المرأة العربية؟

استوحيت فكرة هذا المسلسل من قصة أجنبية، لذا لا يقتصر تعنيف المرأة على المجتمع العربي، لكن ربما تتجرأ البلدان الأخرى على التحدث عن هذه القضية، في حين تفضل عائلات عربية التستر عنها بدلا من مساندة المرأة المعذبة وحمايتها.

من جهة أخرى، أعتبر أن المرأة التي تسكت عن معاناتها ولا تواجه الظلم أو الرجل الذي يعنفها، مسؤولة عما تتعرض له، لأنها ليست طفلة غير قادرة على الدفاع عن نفسها أو تغيير الواقع والانتفاض عليه. من هنا أدعوها إلى تحصيل شهاداتها الجامعية قبل الزواج لتتمكن من حماية نفسها، وفي حال تعرضت لمثل هذه الأمور وقررت الانفصال عن زوجها تكون قادرة على تأسيس حياتها من جديد.

هل تكفي إثارة هذه المواضيع في الدراما؟

برأيي يمكن لأي عمل درامي أو كوميدي توجيه رسالة معينة للجمهور، إلا أنه لا يقدم الحلول من خلال طرحه مواضيع مثل تعنيف المرأة أو غيرها، إنما يُظهر للواتي يعانين مثل هذه المشكلات أن ثمة من يشاركهن ألمهن ويعاني مثلهن. بالتالي، نحثهن من خلال الدراما على التحدث عن المشكلة وبدء حياة جديدة. من خلال دوري كمحامية صديقة {لنايا} (سيرين عبد النور) وتشجيعي لها بالبوح عما تتعرض له على يد زوجها، وجهت رسالة إلى المعنفات بضرورة استشارة محامٍ.

أديت سابقاً دوراً درامياً لفتاة اغتصبها والدها، فهل استطعت التأثير في المجتمع؟

عندما أديت هذا الدور الدرامي شجعت كثيرات على التحدث عن معاناتهن، وقد اكتشفت هذا الأمر أثناء مشاركتي في لقاء بدعوة من مكتب الأمم المتحدة في لبنان، والتقيت أمهات لجأن إلى منظمات اجتماعية تعنى بمتابعة مثل هذه القضايا لمساعدة بناتهنّ.

انطلاقاً من تجربتي الخاصة أرى أنه يمكن للدراما في مكان معين مساعدة الناس على مواجهة مشكلاتهم، لكنها لا تكفي وحدها، لذا تتوافر جمعيات غير حكومية تتابع قضايا العنف الأسري وتساعد النساء والأطفال على تجاوز الأزمة.

أي منهما الأقوى راهناً، الإنتاج السوري أم المصري؟

في الفترة الأخيرة تخطت الدراما السورية مستوى الدراما المصرية، لذا دُبلجت المسلسلات التركية باللهجة السورية لأن الجمهور اعتاد عليها أكثر من اللهجات الأخرى.

من خلال مشاركتهم في الأعمال العربية، هل أثبت اللبنانيون قدراتهم؟

 أفسحت الأزمة في مصر وسورية في المجال أمام إظهار قدرات اللبنانيين من خلال مشاركتهم في الأعمال العربية، ما شجّع المنتجين العرب على المجيء إلى لبنان لتصوير أعمالهم، بعدما اكتشفوا المهارات التقنية المتوافرة لدينا ولمسوا التحسن في الدراما اللبنانية.

شاركت ممثلين لبنانيين نجوماً أعمالهم الدرامية، فهل حققت، من خلال هذه الانتقائية في الأدوار، طموحك الفني؟

لا يختار الممثل أدواره دائماً بل يختارها المنتجون له أحياناً، أنا محظوظة بأداء أدوار جديدة شكلت إضافة نوعية إلى مسيرتي، وقد قدمتها بإعجاب وعن قناعة، مع ذلك لا يمكن القول إنني حققت ما أسعى إليه، كوني أرغب دائماً في تقديم المزيد وأداء أدوار جديدة لاكتشاف ذاتي من خلالها. من جهة أخرى يبقى مسرحي الخاص فشة خلقي الذي اتفنن من خلاله بالأدوار بموازاة التمثيل الدرامي.

الإنتاج اللبناني محدود مقارنة بالإنتاج العربي، فهل حجزت الأعمال اللبنانية مكانتها عربياً؟

بدا لي من خلال {روبي} و{لعبة الموت} أن ثمة مسلسلات لبنانية رفعت مستواها الإنتاجي أخيراً. من المهم أن يفهم المنتجون ضرورة رفع مستوى الإنتاج، والأهم أن تفهم المحطات أيضاً أن النتيجة الأفضل تتطلب سخاء مادياً، إذ لا يمكن تنفيذ مسلسل بكلفة متدنية في حين يُطلب من الممثل تغطية العجز.

لا يتكوّن العمل التلفزيوني من ممثلين فحسب، بل يحتاج إلى إضاءة وصورة ومكان مخصص للتصوير، وأمور أخرى تعكس مضمون القصة الدرامية، فلا يضطر الكاتب إلى مراعاة وضع المنتجين وتقديم ما يمكن تنفيذه بكلفة أقل، بل يقدم قصة جميلة يؤمن لها المنتج التمويل اللازم، خصوصاً أن استثمار هذه الإنتاجات الدرامية بطريقة صحيحة يحقق مردوداً مادياً قادراً على تغطية كلفة الانتاج.

ارتبط اسمك لفترة طويلة بشخصية ياسمين في السيت كوم {آدم وحوا} الذي عرض لمواسم عدّة، فكيف تقيّمين هذه التجربة؟

عندما بدأت مسيرتي الفنية أديتُ أدواراً درامية عدة، فانطبعت هذه الصورة في ذهن الجمهور، من ثم جاءت شخصية ياسمين الكوميدية مختلفة عن أدواري الأخرى لأنها قريبة من القلب ومحبوبة وعفوية، فعززت علاقتي بالجمهور الذي أصبح يتواصل معي في الشارع، ويقترب مني ويتحدث اليّ، ما أراحني نفسياً وأفرحني وأضاف إلى رصيدي الفني. فضلاً عن أن استمرار السيت كوم أربع سنوات متّن العلاقة بين عصام بريدي وبيني، فانسجمنا كثنائي كوميدي وأصبح أداؤنا عفوياً ومسلياً. أما تغيّر المنتجين المنفذين والمخرجين من موسم إلى آخر، فأفسح في المجال أمامنا للتعرف إلى أناس جدد أضفوا لمستهم الخاصة على العمل.

بعدما قدمت شخصية ياسمين لسنوات عدّة، ألا تشعرين بأن شخصيتك الحقيقية اندمجت فيها؟

مزجت بين طباع صديقتي وأمي وشقيقتي وأنا، في شخصية واحدة هي ياسمين التي أتعبتني في أثناء التصوير بسبب ثرثرتها و{عجقتها} وحركتها السريعة، وقد رافقتني لفترة طويلة في حياتي اليومية حتى بتّ أتصرف مثلها في الأماكن العامة. لكنني تخلصت منها بعد جهد، ومثلت في المسلسل الدرامي {المؤبد} لأخرج من قالب الكوميديا الذي وضعت فيه، خصوصاً أنني تلقيت بعد ياسمين عروضاً مشابهة لها.

هل تفرض سمات الممثل وشخصيته أنواعاً معينة من الأدوار؟

يفترض أن تتغير سمات الممثل وتعابير وجهه كلما اختلفت الأدوار التي يؤديها، بغضّ النظر عما يليق به، مثلاً الممثل روبرت دي نيرو الذي تألق بأداء الكوميديا والتراجيديا وحقق نجاحاً في الاثنين معاً. أمّا لبنانياً، فثمة ممثلون كبار مثل القدير ميشال تابت الذي نشتاق إلى رؤيته على الشاشة. هؤلاء يبدعون في الأدوار الكوميدية والدرامية، لكن للأسف يضعهم القيمون على الدراما في قالب الشر والجديّة ويغيّبون عنهم الأدوار المهضومة.

ماذا تحضرين بعد {لعبة الموت}؟

قد نصوّر مزيداً من مشاهد هذا المسلسل في حال طرأت تغييرات في مجريات الأحداث. محلياً، صوّرت مسلسل {حلو الغرام} كتابة طارق سويد وإخراج جو فاضل، سيعرض على شاشة MTV في أكتوبر المقبل.

ما دورك فيه؟

يتمحور حول سكرتيرة عيادات طبية فضولية وثرثارة، تسعى إلى تحقيق ما تريد على حساب الآخرين. الدور كوميدي وهو {فشة} خلقي تجاه أناس سطحيين وكاذبين يتظاهرون بأنهم مظلومون لإثارة عواطف الآخرين.

هل من نشاطات مسرحية؟

بعد الاستراحة من تصوير المسلسلات سأعود الى محترفي التمثيلي في أكتوبر المقبل على أن نحضّر مع الطلاب مسرحية جديدة.

back to top