الجريدة• رصدت لحظات الرعب والفزع في مشرحة زينهم

نشر في 17-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:01
No Image Caption
جثامين «الغلابة» على رصيف واحد... بكاء ونحيب وهتافات غاضبة

النعوش هنا لها صفة "المصرية" الخالصة، بعضها يدخل مبنى مشرحة "زينهم" مصحوباً بالبكاء والنحيب، وبعضها يخرج مكللا بالهتافات الغاضبة، بينما الآلاف من الرجال والنساء يتطوَّحون مذهولين، أمام عشرات الجثث المهملة على الأرض، لا فرق بينها.

الحقيقة الخالدة تقول إن البسطاء دائما هم الذين يدفعون ثمن الخلاف السياسي بين النخب، التي لا تعرف النزول إلى المشرحة، ولا تعرف ربما مكانها، بينما يعرفه المصريون جميعا، بسبب كثرة ما يُراق فيها من دماء، هذه الأيام.

"حق الشهيد مش هايروح، إخوان قاتلون، ويسقط حكم العسكر"... لخصت هذه الكلمات المكتوبة خلف الباب الرئيسي لمشرحة زينهم، التي أزورها لأول مرة، كل ما حدث، بعد يومين من سقوط مئات المصريين في معركة فض اعتصام ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة".

وبينما يتهم ذوو الجثث، التي ينتمي أصحابها لتيار "الإخوان المسلمين"، الشرطة بقتلهم ووزارة الصحة بإهمال ضحاياها، اتهم أهالي جثث أخرى عناصر الجماعة بقتل ذويهم، مؤكدين أن إهمال الدولة يجمع بين ضحايا الفريقين، في حين يختلط صوت البكاء بصوت الدعاء على فريق سياسي محدد، والمدهش أن قتلى الفريقين هم من الغلابة.

سيدة مسنة، تدعى "أم أحمد"، جاءت تهرول في جلبابها الأسود: "فين... ابني" فتشت في عدة وجوه ملفوفة، وحين رأته ملقى على الأرض، بوجه بات يميل إلى الزرقة، وقفت مذهولة ومخدرة لعدة ثوان، قبل أن تتهاوى على الأرض بجانبه، وتبدأ النحيب: "إيه اللي جابك هنا، يا ويلي، انت لا مؤيد ولا معارض، ملوش دعوة يا ناس، شغله في مدينة نصر... يا ويلي".

ياسر، شاب يعمل في هيئة الإسعاف، يقول إنه لتسهيل الإجراءات، يطلب بعض أهالي الضحايا، أن يدون الطبيب سبب الوفاة "انتحار"، لكي ينتهي سريعا ويدفن الجسد الذي بدأ يتحلل، مضيفا: "هنا يوجد طبيب واحد، مطحون منذ يومين في العمل، يكشف على الجثث، ويكتب تقريرا، والجميع يريدون دفن موتاهم بسرعة".

back to top