والت ديزني... صانع مملكة الأحلام

نشر في 21-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-03-2013 | 00:01
No Image Caption
من لا يعرف والت ديزني الذي وهب السعادة لمئات الملايين من الأطفال في العالم؟ ولكن ما الذي نعرفه عن عالم «ديزني لاند» وكواليسه ومحطاته وانتشاره ونجاحاته؟ يتحدث هذا الكتاب عن الرجل الذي يقف وراء مملكة الأحلام. (من منشورات الدار العربية للعلوم ناشرون).
«الأحلام يمكن أن تتحقق إذا كنت تملك الشجاعة للسعي إليها». هذه بكل بساطة فلسفة الرجل الذي عرف كيف يتميّز فأسعد الآخرين من خلال بنائه مملكة ميكي ماوس الساحرة التي غدت مقصداً للكبار والصغار، والتي كما يقول الكثيرون عنها أنها «جعلت العالم مكاناً أفضل».

سيرة غير مترجمة

إنها خطوة لا بأس بها أن يقوم أديب عربي بوضع سيرة أحد المشاهير أو العباقرة العالميين  باللغة العربية من دون اللجوء إلى ترجمة كتاب منشور. ويعود الفضل في كتاب «والت ديزني» إلى مؤلفه يوسف حاتم النعيمي الذي آمن بهذا الرجل العظيم فسعى إلى البحث عن كل ما يتعلق بحياته انطلاقاً من عائلته إلى اكتشافه «ميكي ماوس»، مروراً بانشائه استوديو الرسوم المتحركة، إلى إقامته عالماً للكبار والصغار بعنوان «ديزني لاند»، وانتهاءً بمنتجاته الكثيرة التي لا يخلو بيت أجنبي أو عربيّ منها.

مرّ على وفاة والت ديزني ثلاثة وأربعون عاماً ولا تزال مؤسسته تتلقى الجوائز والتكريمات التي فاق عددها 950 جائزة من جميع أقطار العالم، ومن ضمنها 48 جائزة أوسكار وسبع جوائز إيمي والحبل على غاربه. وكان أفضل تكريم له عندما قلّده الرئيس الأميركي ليندون جونسون وسام الحرية في العام 1964، وجاء في خطابه: «والت ديزني هو سفير الحرية للولايات المتحدة الأميركية من أجل جهده المتفاني الذي لا يعرف الكلل في خدمة الأشياء الأعظم أهمية، الكرامة الإنسانية والمسؤولية الشخصية، من أجل طبيعته الخلاقة والمتمكنة في توصيل آمال وطموحات مجتمعنا الحر إلى أركان كوكبنا البعيد».

والت ديزني

ولد والت ديزني في شيكاغو العام 1901 من أب صارم يفاخر بأن عائلته كانت تشتهر بذكاء أفرادها وجديتهم في العمل، ومن أمّ مليئة بالدفء والحنان والمرح تركت في نفسه أجمل ذكريات طفولته.

بدأ والت بالرسم منذ صغره لجريدة المدرسة وللأصدقاء والجيران، وكان يحب التنكر في المناسبات. وعندما بلغ مرحلة الشباب أراد أن يصبح فناناً فتعرف إلى عالم الرسوم المتحركة واستعار كاميرا ونصب له استوديو في كوخ صغير خلف بيته، وصنع رسومه المتحركة الخاصة به مبتدئاً بفيلم صامت بالأبيض والأسود مدّته دقيقتان، ويتضمن شخصيات تهريجية.

حالف النجاح والت ديزني فبدأ بتوظيف رسامين لديه، وشرعت شركته بإنتاج أفلام كرتونية تحتوي على حكايات كلاسيكية حديثة وأهمها سلسلة اسمها «أليس في بلاد العجائب»، ولكنه أعلن إفلاسه قبل إنجازها لأنه تأكد أن انطلاقته ينبغي أن تكون من هوليوود مركز الشهرة والنجاح الكبيرين.

هوليوود

لم يعلم والت الذي وصل وفي جيبه أربعون دولاراً أنه سيصبح أكبر عنوان للترفيه ليس في هوليوود فحسب بل في العالم. ومع ذلك فقد عانى كثيراً لإيجاد من يهتمّ بتوزيع أفلامه ودفع تكاليف التصوير.

وكان ثاني إنتاج مهم له ابتكار شخصية «أوزوالد الأرنب المحظوظ» الذي كانت يومياته تدور حول مشاغباته الذكية واللبقة، فحققت هذه الشخصية نجاحاً هائلاً وعرضت في جميع دور السينما الكبيرة.

أغرى هذا النجاح الموزع النيويوركي تشارلز منتز فسرق «أوزوالد»، ولما لم تكن في ذلك الوقت «الحقوق محفوظة» لصاحب الفكرة، فقد انتظرت العائلة 80 عاماً على السرقة لتسترجع بعدها تلك الشخصية وتعدّل فيها.

ميكي ماوس

كان والت ديزني يستمتع برواية ابتكاره شخصية ميكي ماوس وتصرفاته الخلابة، ويتذكر بفخر كيف أوصد باب الغرفة وقام مع صديقه الرسام «اب ايووركس» بتجارب الرسم التي بلغت 700 رسم يومياً. وكان والت يطرح على نفسه سؤالاً: ما الذي سوف يجعل ميكي ماوس أفضل من غيره؟ وكانت الإجابة: الصوت. فقد كان الصوت المرافق للصورة جديداً على رواد السينما. ومن خلال دمج الاثنين معاً سوف يذهل المشاهدين مرة أخرى.

وهكذا انطلقت امبراطورية والت ديزني ابتداءً من فأر صغير، وكان حرياً بهذا المنتج العبقري التباهي باختراع أشهر شخصية كرتونية وأكبر رمز للطفولة في معظم بقاع عالمنا، فمن منا لا يعرف اليوم شخصية هذا الفأر؟ ومن لا يمتلك من صغارنا لعبة تتضمّن ميكي ماوس؟ وبينما ميكي يتطور ليصبح بطلاً في عالم الأطفال كان والت يبتكر إلى جانبه شخصيات أخرى مثل «دونالد داك» الذي عُرف باسم «بطوط» في العالم العربي، و»غوفي» الذي عرف باسم «بندق».

ديزني لاند

تدفقت الأموال على والت وأخيه فبنيا استديوهات كبيرة وأنتجا أجمل الأفلام الكرتونية مثل «بينوكيو» و{بامبي» و{سنووايت». وفي إحدى نزهاته مع ابنتيه إلى مختلف أماكن الألعاب أحسّ أنه يجب أن يبني مشروعاً ترفيهياً يستمتع فيه الآباء والأبناء على حدّ سواء. وكانت هذه الشرارة الأولى الساحرة لفكرة إنشاء مدينة «ديزني لاند».

اليوم، عند بوابة ديزني لاند يقرأ الزائر لافتة كتب عليها الشرط الوحيد لدخول المتنزه وهو يجب «أن تترك خلفك اليوم الذي أنت فيه وتدخل إلى عالم الأمس والغد، عالم السحر والخيال». إنها الفرصة الرائعة والأكيدة لإيقاظ الطفل الذي في داخلنا وجعله ينطلق إلى عالم الروعة والخيال، وما على الزائر سوى أن يغمض عينيه ويخطو إلى عالم ديزني فينسى ما مضى ويستمتع بسعادة بريئة لا توصف.

لا حدود للعبقرية

لم يتوقف والت ديزني عن ابتكار الشخصيات ولا عن إنتاج الأفلام، وتوجّه أيضاً نحو ميادين أخرى فأقام دوراً للنشر وأنشأ مصانع للألعاب، وبنى معهداً فنياً وجامعة جديدة، وأشاد مراكز خيرية عدة.

قلّما نال عبقري في عصرنا ما ناله والت ديزني من تكريم وتقدير في جميع أرجاء العالم، لكنّ أجمل تكريم له كان يوم اكتشفت عالمة الفضاء «لودميلا كارتشكينا» كوكباً صغيراً فدعته باسمه الذي سيبقى مشعاً في ذاكرة العالم.

back to top