«مكره أخاك لا بطل»

نشر في 01-06-2013
آخر تحديث 01-06-2013 | 00:01
 د. نادية القناعي لا أحب الخوض كثيراً في المواضيع التي تخص السياسة أو القانون، لكن قرار الإحالة إلى التقاعد لمن تجاوز الثلاثين عاماً في الخدمة لا أراه منصفاً على الإطلاق، فهذا القرار يفقد العدالة الوظيفية، فكيف نجتث شخصاً من عمله ليحل مكانه شخص ربما ولعل وعسى أن يكون أفضل من سابقه؟

 وليس هناك مسوغات طارئة أو مبررات مقنعة لتطبيق هذا القرار، والسبب الذي أجمع عليه أغلبية مؤيدي هذا القرار بأنه لا بد من إقحام عناصر شابة جديدة لتكمل المسير، وأن تطبيق مثل هذا القرار سيفتح أبواب النهضة على مصراعيها من خلال الدماء الشابة، غير مقنع.

 ويوحي هذا القرار بأن دور من تجاوزوا الثلاثين سنة في عملهم قد انتهى؛ لذلك وجب علينا دفنهم وهم أحياء! لكن العطاء والإبداع لا يقتصران على مرحلة معينة من العمر، فرب شخص كهل يفوق عطاؤه من هم في عنفوان شبابهم.

 وهناك طرق لا تعد ولا تحصى لاستثمار طاقات الشباب لدفع عجلة التطور، بعيداً عن بخس حق الموظفين القدماء حقهم، والإنجازات في ميدان العمل تعتمد بالدرجة الأولى على رغبة الشخص في ترك بصمة.

فلماذا نغفل عن خبرات السابقين التي لا غنى عنها، ناهيك عن المباغتة في إطلاق هذا القرار الذي لم يكن في الحسبان، فالإنسان من غير عمل يفقد الإحساس بأهمية وجوده في الحياة، فلماذا نسلب هذه الفئة أبسط حقوقها؟ ولذلك فإن من سيطبق عليه هذا القرار سيكون مكرهاً لا بطلا في ترك وظيفته.

 وأختم بسؤال لمن يرى أن هذا القرار يمتلك جوانب إيجابية: ما جدوى هذه الإيجابيات في ظل السلبيات التي تتفوق عليها؟

back to top