دمشق تصف تفتيش تركيا لطائرتها بـ«التصرف المعادي» وتطالب أنقرة بإعادة محتويات صادرتها

نشر في 12-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 12-10-2012 | 00:01
No Image Caption
● سورية وروسيا تنفيان وجود أسلحة ● معركة «إمدادات حلب» تتواصل ● هجوم قرب الحدود اللبنانية

لاتزال تداعيات إجبار السلطات التركية مساء أمس الأول طائرة سورية على الهبوط في أنقرة تتفاعل، فقد وصفت دمشق هذا الحادث بأنه «تصرف معاد ومستهجن»، مطالبةً أنقرة بإعادة المحتويات التي صادرتها، بينما نفت السلطات الروسية والسورية أن تكون الطائرة تحمل أي مواد عسكرية أو ممنوعة.
اتهمت دمشق أمس أنقرة بالقيام بتصرف «معاد ومستهجن» إثر اعتراض مقاتلات تركية طائرة سورية مدنية واجبارها على الهبوط في أنقرة للاشتباه بأنها تنقل اسلحة، مطالبة اياها بإعادة محتويات الطائرة التي قامت بمصادرتها.

ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية اعتراض الطائرة واجبارها على الهبوط في أنقرة بأنه «مؤشر إضافي على السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان».

واشار البيان الى أن هذا التصرف يضاف الى ما تقوم به أنقرة «من تدريب وإيواء وتسهيل تسلل وقصف مدفعي للأراضي السورية»، واضاف: «هذا السلوك العدائي المدان لن يثنينا عن التمسك بعلاقات الصداقة التي تربط بين الشعبين السوري والتركي والتي هي أكبر وأهم من أي حكومة».

وطالبت الحكومة السورية السلطات التركية بـ»إعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة»، واوضحت أن «كامل محتويات الطائرة المدنية السورية مدرجة اصولاً على بوليصة الشحن النظامية ومدرجة بكامل تفاصيلها على بيان حمولة الطائرة»، مؤكدا أنها لا تحمل «أي نوع من أنواع الأسلحة أو أية بضائع محرمة».

واتهمت الخارجية السلطات التركية بـ»الخرق الفاضح» للقوانين والمعاهدات «عبر إجبار الطائرة عسكرياً على الهبوط رغم عدم رفض الطيار تعديل مسار الرحلة».

واشار البيان الى أن هذا التصرف «عرض سلامة الطائرة والركاب للتهديد نتيجة الظهور المفاجئ للطائرات العسكرية دون أي مبرر أو سابق انذار بالإضافة الى احتجاز الركاب المدنيين لساعات طويلة بشكل غير إنساني وإساءة معاملة طاقم الطائرة».

وقالت قناة «المنار» التابعة لـ»حزب الله» اللبناني الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد ان «المواد التي صادرتها السلطات التركية من الطائرة السورية أجهزة مدنية لكشف العبوات الناسفة وأخرى للسلامة العامة».

من ناحيتها، اعلنت مؤسسة الطيران العربية السورية أمس أن السلطات التركية «اعتدت على طاقم الطائرة» القادمة من موسكو. وقالت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبداللطيف إن «السلطات التركية اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالاقلاع من مطار أنقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطرارياً».

موسكو

في المقابل، اتهمت موسكو أنقرة أمس بتعريض أرواح مواطنين روس للخطر. وقال المتحدث باسم شركة «روسوبورون اكسبورت» التي تحتكر تصدير السلاح في روسيا، فياشيسلاف دافيدنكو: «ليس لدينا شحنة على هذه الطائرة. نسلم أسلحتنا دائما مع الالتزام الكامل بالأعراف الدولية». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن موسكو طلبت تفسيرا من السلطات التركية بشأن احتجاز الطائرة وكان على متنها مواطنون روس. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن بلاده لم تتلق طلب استفسار رسمياً من روسيا بشأن الحادث. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن يلينا كارا سال وهي مسؤولة كبيرة في القنصلية الروسية في تركيا إن الشحنة التي ضبطتها السلطات التركية ليست روسية المنشأ.

معركة إمدادات حلب

ميدانياً، ذكر صحافي من وكالة «فرانس برس» أن المعارضين السوريين المسلحين سيطروا على مقطع يمتد نحو خمسة كيلومترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب معرة النعمان التي يسيطرون عليها ايضا. وتشكل معرة النعمان ممرا اجباريا لتعزيزات الجيش المتجهة الى حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ ثلاثة اشهر. وجرت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والرشاشة طوال ليل الاربعاء ـ الخميس في قطاع الطريق السريع الذي استولى عليه المعارضون في محيط شرق معرة النعمان.

العبودية

ومن جهة اخرى، قتل ثمانية اشخاص واصيب ثمانية آخرون بجروح فجر أمس في «اعتداء مجموعة إرهابية» على حافلة تقل عمالاً سوريين بعد دقائق من اجتيازها معبراً حدودياً مع لبنان، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة: «اقدمت مجموعة ارهابية مسلحة على مهاجمة حافلة تقل عمالا سوريين قادمين من لبنان بعد دخولها بدقائق من معبر العريضة الحدودي الى الأراضي السورية ما أدى الى استشهاد ثمانية مواطنين واصابة ثمانية آخرين تم اسعافهم الى مشفى الباسل في طرطوس».

(دمشق، أنقرة، موسكو ــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو ي آي)

back to top