نزعة نِك كايف العنيفة مستمرة في سيناريو فيلم Lawless

نشر في 19-09-2012 | 00:02
آخر تحديث 19-09-2012 | 00:02
No Image Caption
يتمحور فيلم Lawless الذي يعود إلى حقبة الكساد، حول ثلاثة أشقاء راشدين من عائلة بوندورانت وهم يحملون الأسلحة لحماية تجارتهم السرية من السلطات الفاسدة والعصابات. يعجّ الفيلم بمشاهد العنف وتغلّفه أجواء الزمن الغابر، يشارك فيه نجوم عدة (يؤدي دور الأشقاء توم هاردي وشيا لابوف وجيسون كلارك)، لكنّ أكثر ما يلفت النظر هو ارتفاع حصيلة القتلى في الفيلم.

يبدو أن كاتب السيناريو نِك كايف يعشق المشاهد الدموية والوحشية التقليدية، قال في مقابلة هاتفية: «بالنسبة إلي، كان العنف من المظاهر الطاغية خلال القرن الماضي. إنه أمر يطاولنا جميعاً. أحياناً، أفاجأ حين لا أشاهد أياً من آثار تلك الحقبة في عالم الترفيه».

موسيقي وروائي

من المعروف أن كايف (54 عاماً) هو موسيقي في المقام الأول، وقد اشتهر تحديداً مع «نيك كايف وباد سيدز» (Bad Seeds)، فرقة نشأت في لندن (1984) ولا تزال ناشطة بعد إصدار 14 ألبوماً.

يخلط كايف أحياناً بين الدين والرومنسية في موسيقاه، لكن غالباً ما ينشغل بالتركيز على الجزء المظلم من الروح البشرية. حتى أغنيته الناجحة «حيث تنمو الورود البرية» (Where the Wild Roses Grow) الصادرة عام 1996 تتمحور حول رجل يقتل حبيبته، وقد شاركته الغناء النجمة كايلي مينوغ.

يمزج كايف، أكثر من أي شخص آخر في عالم الترفيه، بين النزعات المقبولة والبِدع الغريبة، ويبرع في مجالات متعددة. نشر روايتين وكان واحداً من مجموعة صغيرة ساهمت في كتابة سيناريو العمل الدرامي Ghosts ... of the Civil Dead وأدى فيه دوراً تمثيلياً أيضاً. وقد تولى صديقه الأسترالي جون هيلكوت مهمة الإخراج ويتولى إخراج فيلم Lawless أيضاً.

شجع هيلكوت كايف على تطوير مهنته ككاتب سيناريوهات منذ عشر سنوات تقريباً، عندما طلب منه كتابة فيلم أسترالي من فئة «ويسترن». يتذكر كايف تلك الفترة قائلاً: «ظننت أنها فكرة سيئة للغاية بالنسبة إلى أي فيلم».

لكن سرعان ما أقنعه هيلكوت بالفكرة، فصدر فيلم The Proposition 2005) 5) من بطولة راي وينستون وغاي بيرس وإميلي واتسون، وتعود أحداثه إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر في أستراليا، وتتمحور القصة حول مواجهة وحشية اندلعت بعد اغتصاب عائلة وقتلها على يد عصابة معروفة.

منذ بضع سنوات، وافق كايف على مشروع فيلم Lawless لأن هيلكوت معني بالموضوع، ولأنه تأثر بنوعية النثر الوارد في الرواية الأصلية The Wettest County in the World التي يقتبس منها الفيلم أحداثه، وهي من تأليف مات بوندورانت المتحدّر من شعب انبثقت عنه الشخصيات في فيلم Lawless.

أكد كايف أنه انجذب إلى أسلوب الكتابة المميز، واعتبر أن الرواية تعكس «قصة صمود مترسخة داخل كل شخص منا».

تناقضات وعقبات

أجرى كايف مفاوضات مع الممولين واعتبر تلك العملية متعثرة أكثر من التجارب التي خاضها في فيلم The Proposition، إذ بدا كأن الأعباء كافة تقع على عاتق كاتب السيناريو.

أوضح كايف: «لا أمانع مواجهة المصاعب الفنية، لكني أجد صعوبة في تقبّل المشاكل المتكررة»، مع ذلك تابع العمل في هذا المجال ويفكر للمرة الأولى بكتابة سيناريوهات أفلام من إخراج أشخاص غير هيلكوت.

يبدو أن كايف لا يواجه هذا التناقض في حياته فقط، فهو رجل طويل وهزيل، شعره أسود وأشعث، متزوج ووالد توأمين، رغم ذلك يصرّ على كتابة كلمات قاتمة. صحيح أن أغانيه ظهرت في ابتكارات تجارية مثل مقتطفات فيلمَي Dumb and Dumber  Shrek ، إلا أنه يعبّر عن سخطه تجاه عالم الاستوديوهات.

خلال مهرجان كان السينمائي، في مايو الماضي، الذي شهد العرض الأول لفيلم Lawless، قال كايف مازحاً  في مقابلة أجراها مع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن هوليوود لا تحب الإبداع إلا إذا صدر أولاً عن شخص آخر».

ثم استفاض في شرحه خلال المقابلة الهاتفية قائلاً: «لا أظن أن هوليوود تصنع أفلاماً جيدة كثيرة اليوم، كم يبلغ عدد المخرجين الذين نثق بأنهم يقدمون رؤية فنية حقيقية بدل تقديم رؤية تجارية أو أعمال مبتذلة؟»

على صعيد آخر، يكتب كايف أفلاماً عنيفة مع أنه مقتنع بوجود رابط بين مشاهد العنف على الشاشة والوحشية الطاغية في عالم الواقع (فيلم Lawless مصنّف للكبار فقط لأنه يعرض «مشاهد عنف دموية قوية» ويركز على النواحي التقنية أكثر من أخلاقيات الصمود الوحشي).

عندما سُئل كايف عن العلاقة القائمة بين وسائل الإعلام وحادثة إطلاق النار أثناء عرض فيلم Dark Knight Rises في كولورادو الشهر الماضي، أجاب: «إذا تمكنت الأفلام الجميلة من التأثير على المشاهدين ودفعهم إلى الخروج واحتضان أبنائهم، فيعني ذلك أن الأفلام الأخرى قد تدفع البعض إلى القيام بأمور سيئة» (اعتبر كايف أن العمل الذي قام به مع هيلكوت لا يُصنَّف ضمن هذه الخانة لأنهما قدّماه «بشكل مسؤول»).

في ما يخص اهتمامه الشخصي بكتابة أفلام عنيفة، اعتبر كايف أنه سيتابع هذا النهج لكن لتحقيق غاية معينة.

أضاف: «من المعروف أن العمل في عالم موسيقى الروك قصير الأمد، لإطالة مدته لا بد من القيام بأمور أخرى لتجديد الذات باستمرار. عند كتابة السيناريوهات، أشعر بأنني أصبحت موسيقياً أكثر براعة لأن الأمر يساهم في تصفية ذهني، وبعد كتابة أي فيلم، أعود وأهرع إلى عالم الموسيقى بأقصى سرعتي».

back to top